Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب تحريم الظلم

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في “باب تحريم الظلم”.

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو معاوية حدثنا بريد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}.

الظلم وما أدراك ما الظلم؟ الظلم من الأخلاق الذميمة القبيحة، والذنوب الجسيمة والأوصاف اللئيمة، التي لا ينبغي أن يتصف بها مسلم، لأنها تحلق الدين وتأكل الحسنات، وتجلب الويلات والنكبات وتورث البغضاء والعداوات. قال تعالى:” وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا “. وإن أكبر ظلم- أيها المسلمون- وقع على الأمة في هذا الزمان، وجود حكام عليها لا يحكمونها بما أنزل الله، فأمثال بن علي الذي ظن أنه مانعته حصونه من الناس، وأمثال القذافي المجرم الذي طغى في الأرض وتجبر حتى ظن نفسه إلها من آلهة اليونان، وعبد الله صالح الذي أهلك الحرث والنسل، ومبارك مصر الذي حفظ أمن يهود وأمريكا، أمثال هؤلاء لا يمكن لهم إلا أن يضعوا عقولهم بأحذية أسيادهم من الأمريكان والأوروبيين. لذلك ذاقت الأمة الظلم أصنافا، ولذلك لم يوجد أمامها سوى هذا الخيار لخلعهم، ورميهم في مزابل التاريخ، فظلمهم أكبر من أن نخوض فيه، وأكبر من أن تكتبه الحروف والكلمات، أو تصوره اللوحات.

أيها المسلمون:

 

لقد قام المسلمون على الظلم والظالمين في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين، فمنهم من خُلع ومنهم من هرب، ومنهم من حرق، ومنهم من قُتل، ومنهم من ينتظر مصيره على أيدي الثوار المسلمين المخلصين. فهلا اعتبر حكام المسلمين الجدد مما حصل لأسلافهم، أم تراهم سيضعون عقولهم أيضا في جزم أسيادهم من الكفار ليزداد المسلمون ظلما وقهرا فوق ظلمهم وقهرهم؟ هذا للأسف ما حدث. فحكام ما بعد الثورة تفوقوا على حكام ما قبلها، وأخذوا صفات جديدة لم ينلها غيرهم. ولكن مهما طال ليلهم، فهذه الأمة موعودة بنصر الله تعالى لها، فمن هم حتى يقفوا أمام وعد الله تعالى؟ وسيسجل التاريخ أقوالهم وأفعالهم، وسيقفون- إن بقي لهم في العمر بقية- أمام خليفة المسلمين القادم قريبا بإذن الله، وسيحاسبهم على كل خزاياهم، هذا في الدنيا، وفي الآخرة سيقفون أمام المنتقم الجبار ليذيقهم العذاب بما كانوا يصنعون.

اللهم عليك بالظالمين المجرمين من حكام المسلمين، القُدامى منهم والمحدثين، اللهم افضح أمرهم واكسر شوكتهم وانتصر لنا عليهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك، فإنهم لا يُعجزونك يا الله.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم