Take a fresh look at your lifestyle.

  بيان صحفي رسالة بمناسبة ذكرى إنشاء باكستان في 14 آب 1947 الخلافة هي التي ستوجد الاستقلال الحقيقي للمسلمين في باكستان (مترجم)  

 

يتذكر المسلمون في هذا اليوم التضحيات الجسام التي بُذلت لإقامة دولة باسم الإسلام في البلد الطاهر باكستان، وحزب التحرير أيضاً يتذكر ما قد مضى، وينظر إلى ما يواجهنا اليوم وما هو قادم لنا.

وبالنسبة إلى ما قد مضى، فقد جفت الأقلام وطُويت الصحف، والأمر بين يدي الله سبحانه وتعالى، فإما أن يعذب عليها وإما أن يغفرها وإما أن يجزي بها. فبعد أن حُكمت المنطقة بنور الإسلام لأكثر من ألف سنة – منذ زمن الخلفاء الراشدين، إلى حين استيلاء الاحتلال البريطاني عليها عام 1757م- استُبدل بالأحكام الشرعية الحبيبة النظام الرأسمالي العفن، الذي بطش وتجبر، وأغرق البلاد بالدماء، وأوقع البلاء بالمسلمين، وتركهم ليعانوا الفقر، فاجتاحت المجاعة البلاد، وتراكمت الديون، وأصبحنا كالأيتام على مائدة البريطانيين اللئام ومساعديهم الخونة في القيادة المسلمة والهندوس، بعد أن كانت شبه القارة الهندية في نعيم الإسلام تنتج أكثر من 25% من الإنتاج العالمي، وتسمّى بسلة خبز العالم!

لقد كنا أقوياء، نأبى الركوع إلا لله، قاتلنا ببسالة، سواء أتحت قيادة حركة الخلافة عام 1857م أم تحت قيادة الحركة التي سعت لإقامة دولة باسم الإسلام في باكستان. وقد كان الإسلام قضيتنا المصيرية كما هو اليوم، فهو وحده القادر على جمع الأمة على قلب رجل واحد، كيف لا والمسلمون يجمعهم حب الله سبحانه وتعالى وحب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم؟.

وبالنظر إلى كيفية إنشاء باكستان، فلقد هاجر أكثر من سبعة ملايين مسلم إلى باكستان للفرار من قهر حكم الهندوس، مخلفين وراءهم ممتلكاتهم، فاستشهد مئات الآلاف منهم وجرح الآلاف، لكن المسلمين لم يأسفوا على تلك التضحيات، لأنّهم يعلمون أنّ الله لا يضيع عملاً، كما استقبل المسلمون آنذاك الذين هاجروا بحفاوة، معيدين سيرة المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم. نعم، لولا الإسلام لما وجدت باكستان، فهو الذي ربط الإخوة المؤمنين برباط وثيق هوّن عليهم التضحيات والتحديات.

أما ما نواجهه اليوم، فهو الاحتلال الأمريكي الجديد، الذي يسعى لإضاعة تضحيات أجدادنا من خلال الخونة في صفوف القيادة السياسية والعسكرية من أبناء “مير صادق” و”مير جعفر” و”أبي رغال”؛ الذين مكّنوا المخابرات الأمريكية والمنظمات العسكرية الخاصة التابعة لها من هذه البلاد، فعاثت جحافل شبكة ريموند ديفيس في البلاد فسادا، وقامت بتفجير المساجد والأسواق، في حين أبقت سفارات أمريكا والقنصليات والقواعد التابعة لها دون مساس آمنة من الأذى! كما عمل هؤلاء الخونة على تنفيذ أوامر الكفار والرأسماليين دون تردد، وعلى نبذ كتاب الله وراء ظهورهم، حتى أصبحنا فقراء على الرغم من مواردنا الوفيرة. ثم يريد هؤلاء الخونة منا أن نركع للدولة الهندوسية! فوق حكمهم لنا بالحديد والنار وتذويقنا ويلات الرأسمالية، وفوق سعيهم لإضعاف باكستان من خلال “التطبيع” مع الهند! لكن لن يهدأ لنا قرار والإسلام قلب نابض فينا.

أما بالنسبة لما ينتظرنا من طاعة الهن سبحانه وتعالى ورسوله (صلى الله عليه وسلم)، فدين الله وحكمه واستخلافه السبيل الوحيد لتحريرنا من الهيمنة الأمريكية. لذلك فإنّ حزب التحرير يدعو كل من يتذكر تاريخ المسلمين المجيد المليء بالصمود والتضحيات ليقفوا جنباً إلى جنب مع شباب حزب التحرير، للعمل على تحويل باكستان إلى نقطة ارتكاز لدولة الخلافة، فيصبح أهلها ذخراً للأمة بأكملها. كما ويهيب حزب التحرير بالمخلصين في القوات المسلحة على وجه الخصوص على أن يحذوا حذو الأنصار رضي الله عنهم، الذين أعطوا النصرة لإقامة الدولة الإسلامية.

يجب أن لا نسمح بأن تمر سنة أخرى على وجود الهيمنة الأمريكية، وأن نعمل حتى تعود هذه البلاد المباركة إلى الحكم بكتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وإلى قيادة خليفة راشد بالإسلام يوحدنا كأمة واحدة. دعونا نقف صفاً واحداً للإطاحة باللعنة الديمقراطية، ونقف صفاً واحداً مع النضال من أجل عودة الإسلام كنظام حكم، متوكلين على الله سبحانه وتعالى وحده، وحينها يفرح المؤمنون في جميع أنحاء العالم.



((…وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان

 

2013_08_13_Pakistan_MO_1.pdf