خبر وتعليق أيها الأقباط عن غياب أي دولة تتحدثون
الخبر:
ذكرت جريدة الشرق الأوسط على موقعها الإلكتروني الثلاثـاء 06 شـوال 1434 هـ 13 أغسطس 2013م الخبر التالي: “خرج البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عن صمته مناشدا كل مصري «تحكيم العقل وضبط النفس ومنع أي عنف أو اعتداء أو تهور ضد إنسان، أو ضد مكان». وتأتي تصريحات البابا تواضروس بعد أن تزايدت التوترات الطائفية في صعيد البلاد؛ التي تعاني من أزمة سياسية عميقة على خلفية عزل أول رئيس إسلامي منتخب.. لكن الحكومة المصرية توعدت أمس بالتصدي بحزم لمحاولات «نشر الفتنة».
ويشكو المسيحيون في مصر بشكل عام مما يعتبرونه «غيابا للدولة» عن ملف الأحداث الطائفية، لكن مشاركة البابا تواضروس في اجتماع قادة الجيش مع رموز دينية وسياسية، والذي أعقبه قرار عزل مرسي، أضفى بعدا جديدا لأزمة ممتدة منذ عقود.
التعليق:
يا أقباط مصر أهل ذمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يا من قال فيكم عليه الصلاة والسلام: (من آذى ذمياً فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة)، هلا رجعتم بذاكرتكم عبر التاريخ ورأيتم كيف كانت الدولة الإسلامية تنصف أجدادكم، يوم تَسابَقَ فتىً قِبْطِيٌّ معَ ابنِ والي مِصْرَ، وفازَ في السِّباقِ، فَغَضِبَ ابنُ الأميرِ وضَرَبَ الفتى القبطيَّ بسَوْطِهِ وهو يقولُ: خُذْها وأنا ابنُ الأكرمينَ. فشكا القبطيُّ ابنَ الوالي، وحَضَرَ الواليْ وابنُه مِنْ مصرَ إلى المدينةِ ، ووَقَفُوا جميعاً أمامَ أميرِ المؤمنينَ عُمَرَ، فأعطى عمرُ سَوْطاً إلى القبطيِّ وقالَ له: اِضْرِبْ ابنَ الأكرمين. وفعلا أخذ ابن القبطي السوط واقتص من ابن والي مصر؟ هلا درتم بذاكرتكم عبر التاريخ ورأيتم كيف أن أجدادكم حاربوا في صفوف المسلمين ضد أبناء جلدتكم لِما رأوه من عدل المسلمين في حقهم وإنصافهم لهم، مقابل الظلم الذي كانوا يعانون منه من بني جلدتهم؟ هلا قرأتم التاريخ الصحيح لتروا أن أسلافكم كانوا يعيشون في الدولة الإسلامية لهم ما للمسلمين من الإنصاف وعليهم ما على المسلمين من الانتصاف؟!
هل قرأتم أقوال سلفنا من علماء المسلمين عن كيفية تعامل الدولة الإسلامية معكم حيث يقول ابن حزم: (على أن من حق حماية أهل ذمتنا إذا تعرض الحربيون لبلادنا، وقصدوهم في جوارنا، أن نموت في الدفاع عنهم، وكل تفريط في ذلك يكون إهمالاً لحقوق الذمة) ويقول القرافي (إن من واجب المسلم للذميين الرفق بضعفائهم، وسد خلة فقرائهم، وإطعام جائعهم، وإلباس عاريهم، ومخاطبتهم بلين القول، واحتمال أذى الجار منهم مع القدرة على الدفع، رفقاً بهم لا خوفاً ولا تعظيماً، وإخلاص النصح لهم في جميع أمورهم، ودفع من تعرض لإيذائهم، وصون أموالهم وعيالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم ومصالحهم وأن يفعل معهم كل ما يحسن بكريم الأخلاق أن يفعله)؟ فهذا وغيره هو ما جعل أسلافكم يدافعون طبيعياً مع المسلمين عن الدولة الإسلامية.
ثم لو اطلعتم -وليتكم تفعلون- على حقوقكم في مواد الدستور الذي وضعه حزب التحرير والذي سيطبقه فور إقامة الخلافة الإسلامية الكائنة قريبا إن شاء الله.
لو فعلتم ما أسلفت:
أولا: لعلمتم أن الظلم الواقع عليكم وعلى المسلمين في البلاد الإسلامية هو بسبب سقوط الدولة الإسلامية التي تقوم برعاية شئون تابعيها بالعدل والإنصاف بغض النظر عن العرق أو الدين.
ثانيا: لعلمتم أن غياب الدولة الذي تتحدثون عنه ليس مجرد غياب الأجهزة الأمنية التي تجلد ظهور الناس، وتخرسهم قمعا وكبتا، وإنما هو غياب الدولة الإسلامية التي تعدل بين رعاياها فتسكتهم إنصافا.
ثالثا: لأدركتم أنكم عشتم قرونا بين أظهر المسلمين بأمن وأمان، وأن ما يطلق عليه الاقتتال الطائفي ما هو إلا بسبب غياب دولة الإسلام، وأنكم تعيشون في ظل أنظمة وضعية لا ترعى في المسلمين ولا فيكم إلا ولا ذمة.
وأخيرا: وبعد كل ما سبق أقول لو بحثتم فعلا عن حقوقكم، لعملتم مع المسلمين، بل لعملتم قبل المسلمين لإقامة دولة الخلافة الإسلامية، ففيها الأمن والأمان، وفيها العدل والإنصاف لكم ولأبنائكم من بعدكم.
وأختم بنصيحة لا بد منها وهي لو أنكم أنصفتم أنفسكم لشهدتم بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فبها وبالعمل بمقتضاها العز في الدنيا والفلاح في الآخرة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو دجانة