Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق إلى متى يستمر خداع الأمة بأحكام الجاهلية الحديثة


الخبر:

نشر موقع الجزيرة نت بتاريخ 11/08/2013م خبراً جاء فيه: في حوار أجراه معه مراسل الجزيرة قال عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر المعروف بـ”مفتي الجماعة” الدكتور عبد الرحمن البر:

إن عزل الرئيس محمد مرسي يعد “انقلابا عسكريا وخروجا مسلحا على الإرادة الشعبية ترفضه كل الشرائع السماوية والدساتير الوضعية”، معتبرا أنه “لا يجوز شرعا الخروج المسلح على الحاكم المنتخب بطريقة شرعية ما لم يعلن كفرا بواحا ظاهرا لا تأويل فيه”.

وفي معرض رده على اتهامات توجه لبعض القادة الميدانيين في رابعة بسبب دعوتهم المعتصمين إلى “نيل الشهادة”، وهو ما فُهم أنه تحريض على العنف، والزج بالشهادة في سياق اعتصام من أجل موقف سياسي، قال البر إن “الإسلام أمر بالإنكار على الظالم الباغي، وعدّ مواجهته بالحق أعظم الجهاد حين قال الرسول الكريم “أعظم الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر”.

وأضاف “وهذا الجهاد إذا أدى إلى اعتداء السلطة الجائرة على من يقوم به، فإن المقتول يكون في درجة سيد الشهداء بنص حديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، فالذي يدعو إلى الاستشهاد في هذا المجال هو النبي لما في ذلك من نصرة الحق ومقاومة الباطل”، مؤكدا أن ذلك “هو عنوان الرسالات السماوية جميعا”.

 

التعليق:

إن القول بعدم جواز الخروج المسلح على الحاكم المنتخب بطريقة شرعية ما لم يعلن كفرا بواحا ظاهرا لا تأويل فيه، هو قول لا غبار عليه لكنه لا ينطبق على واقع ما يحصل في مصر، فالرئيس المعزول أصلا لم ينصب حاكما على الأمة بطريقة شرعية، فالطريقة الشرعية الوحيدة هي أن تعطي الأمة البيعة للحاكم عن رضا واختيار، على أن يحكم بالإسلام في كل شيء، وله حق الطاعة ما دام يعمل بكتاب الله وسنة رسوله حتى وإن ظلم ما لم يأمر بمعصية.

والرئيس المعزول – وإن كان حاكما للمسلمين – فإنه انتُخب بالطريقة الديمقراطية، وحكم بنظام الكفر بل وأقسم على أن يحكم بالنظام الجمهوري، فلا هو أخذ البيعة من الأمة عن رضا واختيار ولا حكم بنظام الإسلام في دار الإسلام، فكيف يا دكتور تنزل مرسي منزلة الخليفة وتطبق عليه أحاديث الطاعة وحرمة الخروج؟! كان الواجب أن تنزل عليه وعلى من انقلب عليه الحكم نفسه ألا وهو وجوب إزالتهم بل وإزالة نظام الكفر برمته وإقامة نظام الخلافة.

أما الاستشهاد بحديث الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- “أعظم الجهاد كلمة حق في وجه سلطان جائر” واعتبارك من وقفوا في الميادين ينكرون على “السيسي” فعلته وظلمه، وأن المقتول منهم في درجة سيد الشهداء، فأين هي كلمة الحق التي واجهوه بها؟ هل أنكروا عليه رضاه عن الحكم بنظام الكفر ونصحوه وأمروه أولا بالعمل لتغيير دار الكفر إلى دار إسلام، ففي يده إحدى ركائز قوة الدولة (الجيش)، أم أنهم احتشدوا لينكروا عليه انقلابه على من خُدِعوا به وظنوا أنه سيحكمهم بأحكام الإسلام ويخلصهم من الظلم والفساد والفقر الذي عانوا منه سنوات طويلة؟

إن عامة من انتخب مرسي ومن يخرج الآن مطالبا بإرجاعه إلى السلطة قد ساروا ويسيرون الآن حسب مشاعرهم ورغبتهم في التخفيف مما يعانون منه ومحاولة تحسين ظروف معيشتهم، معتبرين حكم مرسي أخف الضررين، أو صُور لهم أنه طالما الذي وصل للحكم هو مسلم ملتحٍ فقد طُبق الإسلام، وإن وزر من يزِجّون بهم في الميادين يقع على من يسمون “علماء” يثقون بهم وبعلمهم مستبعدين على من تعلم أحكام الإسلام وآمن بالجنة والنار والثواب والعقاب أن يرضى بالعمل والدعوة إلى ما لا يرضاه الله.

((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ))

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم راضية