خبر وتعليق أصابع الاتهام توجه لجماعة بوكو حرام
الخبر:
لندن، كانو (نيجيريا) – وكالات – قتل متمردون يشتبه في أنهم متطرفون إسلاميون 56 شخصا خلال نهاية الأسبوع في شمال شرقي نيجيريا، 44 منهم في هجوم على مسجد و12 في هجوم آخر على قرية.
وقال مسؤول حكومي رفض كشف هويته أن «مهاجمين يشتبه في انتمائهم إلى جماعة «بوكو حرام» (الإسلامية المسلحة) دخلوا المسجد وأطلقوا النار وقتلوا 44 من المصلين المسلمين».
وفي لندن، دان وزير الدولة البريطاني لشؤون أفريقيا، مارك سيموندز، قتل مصلين في الهجوم على المسجد، واعتبره «عملاً أخرقاً من أعمال الإرهاب». وقال سيموندز: «أُدين بشدة الهجوم على المصلين في مسجد بولاية بورنو». وأضاف أن «مهاجمة الناس الأبرياء في مكان للعبادة عمل حقير وجبان»، مبدياً تعاطفه مع كل الذين حوصروا في الهجوم وأسرهم. [نقلا عن جريدة الرأي الكويتية]
وجماعة بوكو حرام هي جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد المعروفة بالهوسية باسم بوكو حرام أي “التعليم الغربي حرام”، هي جماعة إسلامية نيجيرية مسلحة تسعى للعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا.
التعليق:
من جديد توجه أصابع الاتهام بالشبهة وبدون أدنى دليل أو إثبات إلى الجماعات الإسلامية أيا كان اسمها وفي كل بلد وتوصف بالإرهاب، وتنسب لها أعمال القتل والترويع، خاصة في المساجد، وأثناء المناسبات المقدسة.
تذكرنا هذه الأعمال بحال الجزائر التي عاشت سنوات من الرعب في القرى النائية وخاصة في شهر رمضان الفضيل، حيث كانت تزداد أعمال الذبح والتعذيب والاغتصاب وتنسب للإسلاميين، وكذلك الحال في العراق الذي قتل فيه الآلاف من رواد المساجد والأسواق أيام الأعياد، بالقنابل الموقوتة والمزروعة في السيارات المفخخة التي تنسب للشيعة حينا وللسنة حينا آخر لإثارة الفتن بين الناس، وكذلك ما يجري في باكستان من تفجيرات في المساجد وقتل الأبرياء تنسب للطائفية.
إن أعمال الإرهاب هذه التي تمارسها القوى الخفية في البلاد الإسلامية قاطبة تنسب للمسلمين دون أدنى دليل أو شبهة، والأهداف منها كلها تتركز في قطع صلة الناس بالإسلاميين وتشويه سمعتهم ورفع الغطاء الشعبي عنهم وإثارة الفتن بين المسلمين وتخويفهم من “سيف الإسلاميين”.
إن ما ورد من اعترافات الضباط الجزائريين يدل على أن الحكومة متورطة في هذه الأعمال الإرهابية ومشرفة عليها وممولة لها عن طريق مرتزقة وعصابات قتل، وما ثبت كذلك من تورط المؤسسات والشركات الأمنية المجرمة في العراق من مثل شركة بلاك ووتر، وما ثبت أيضا عن تورط حكومة باكستان في تفجيرات المسجد الأحمر، وغيرها من البراهين لخير أدلة على منهج هذه الدول المستعمَرة، والعميلة لها في محاولاتها اليائسة لإبعاد الإسلاميين والإسلام عن التأثير الشعبي وإقصائه سياسيا.
إن تصريحات سيموندز وتلقيه للخبر محاولة لاستغلال هذه الأحداث لصالح سياستها في تثبيت الحكومات العميلة وإيجاد مبررات لقتل الإسلاميين ومطاردتهم، كما فعلت فرنسا في مالي بمساندة حكومات المغرب والجزائر.
نقول لهذا ولغيره ممن يحاول إلصاق هذه التهم الباطلة بالإسلام والإسلاميين، أن أبسط قواعد هذا الدين وفهم المسلم للإسلام ينص على” أن دم المسلم على المسلم حرام” وأن “المسلم من سلم الناس من يده ولسانه”، فمهما حاول الغرب نسبة أعمال القتل البشعة هذه للإسلاميين فإن الناس تعلم أن المسلم أيا كان انتماؤه لا يقدم على مثل هذه الأفعال الجبانة، وإنما هي مفاهيم الغرب والرأسمالية التي توظف لهذه الأعمال عصابات وتؤسس لها شركات ربحية وتتاجر بالدماء والأشلاء لتحقيق مصالحها وتنفيذ مشاريعها وللحفاظ على نفوذها، والتاريخ يشهد عليهم بأشد من هذا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق أبو فراس