Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في ” باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء”.

أيها الأحبة الكرام:

هذا هو الحال ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حال يغني عن الكلام، حال يخرج الإنسان عن فطرته وواقعه، يكاد يخرج القلب من جوفه لشدة ما يرى ويُكابد. في هذا الزمن تغير كل شيء، لم يبق حال على حال، تغير التفكير، فأصبح الإنسان موجودا على هذه البسيطة من أجل إشباع رغباته فيها، فلا هم له أكبر من هذا الهم. تغيرت المفاهيم؛ فأصبح خلق الحياة من أجل نيل أكبر قدر من المتع الجسدية لدى الإنسان. تغيرت المفردات؛ فحلت مفردات القتل والدم والسلب والنهب والظلم والقهر مكان مفردات الحب والتضحية والعطاء والوفاء والإخلاص، حلت مفردات الكفر والفسق والفجور والعربدة والزعرنة مكان مفردات الإيمان والوئام والتسليم بالقضاء، حل الضياع مكان معرفة الذات والطمع والجشع مكان معرفة خالق النفس والهوى. ولكم- لتتصوروا هذا- أن تتابعوا نشرات الأخبار يوميا، وبرامج السقاطة، على الفضائيات العربية، لترصدوا أين وصل حال الإنسان؟ وأين وصل حال هذه الأمة؟ فكل يوم يمر أصبحنا نترحم على الذي سبقه، حتى صدق فينا حديث حبيبنا- صلى الله عليه وسلم-” حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكانه”.

أيها المسلمون:

 

إن هذا الواقع لا يعني بأي حال من الأحوال أن نسكت ونقبل به، ذلك لأن الإسلام العظيم لا يقبل بذلك إطلاقا، فما جاء الإسلام أصلا إلا لتغير مثل هذه الوقائع المغلوطة، فلا قبول ولا استسلام أمام هذا الابتلاء، وما جاء في الحديث إنما هو توصيف لواقع سيأتي على الأمة، ليدفعها للعمل والتغيير، كما غيّر من قبل رسولنا الكريم- صلى الله علي وسلم-، وقد شقّ حزب التحرير طريقه في التغيير منذ سنوات، وهو الآن على أبواب استلام الحكم للحكم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه، فهلموا- أيها المسلمون- للعمل معه لنيل رضوان الله تعالى، ولتفوزوا بنعيم الجنة.

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم