خبر وتعليق بريطانيا تستغلُ قضيةَ حرقِ السيدتينِ البريطانيتينِ بالحمضِ لتحقيقِ مآربٍ سياسيةٍ
الخبر:
ذكرت صحيفة الجارديان في يوم 12 أغسطس 2013 وجميع الصحف تقريبا في تنزانيا مؤخرا إطلاق النار على الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في تنزانيا الأستاذ بوندا ألسا بوندا.
تبدو هذه الحادثة مثيرة للجدل وذلك لأن أتباع بوندا أوضحوا أنه قتل من قبل الشرطة في حين أن الحكومة تنفي ذلك. على الرغم من هذا، تؤكد الحكومة أنها كانت تريد اعتقال بوندا وأطلقت الشرطة النار في الهواء لتفريق أتباعه الذين رافقوه لكنها تنفي إطلاق النار عليه.
الشيء المدهش حول إنكار الحكومة هو أنه فقط من خلال وسائل الإعلام المحلية. أما وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة الصحف البريطانية مثل الديلي تلغراف، وذا ميرر جنبا إلى جنب مع سكاي نيوز وكذلك الحكومة كانت قد قبلت في وقت سابق مسؤولية الشرطة في إطلاق النار على بوندا الذي ربطته بقضية حرق اثنتين من السيدات البريطانيات من أصل يهودي من لندن بالحمض. ووقع الحدث قرب نهاية شهر رمضان في البلدة القديمة، زنجبار..
التعليق:
إن التدابير المتخذة من قبل حكومة تنزانيا بعد هذا الحدث مثل زيارة الرئيس كيكويتي القريبة للسيدتين أثناء وجودهما في المستشفى، ورئيس زنجبار الذي ذكر الحدث في خطاب له في عيدبارازا، ودعوة وزير الإعلام لمؤتمر صحفي مرتجل مع الصحفيين، وإعلان حكومة زنجبار مكافأة قدرها 10 مليون شلن تنزاني، وبدء الحكومة المناقشات بشأن الحاجة إلى وجود قوانين لتنظيم الأحماض، وإن كان هذا ليس كل شيء، فقد أعلنت شرطة تنزانيا إعلاناً عن مكافأة قدرها 100 مليون شلن تنزاني. وهذا أكثر عشر مرات من مكافأة حكومة زنجبار لأي شخص يعطي معلومات تؤدي إلى القبض على المجرمين. هذه كلها مؤشرات للضغوط الهائلة من بريطانيا في حين أنها تهدف لتجني الثمار السياسية بدلا من التدابير القانونية.
وبناء على ذلك، فمن الواضح ضغط بريطانيا على حكومة تنزانيا لاعتقال بوندا بغض النظر عن التكاليف وذلك من أجل أن تربطه بقضية السيدتين وقامت تنزانيا بالتدابير وطبقتها بالقوة الشديدة. السبب الرئيسي لبريطانيا للضغط على تنزانيا في هذا الفخ هو أن تسبب الاحتكاك بين ال”سي سي إم” وحكومتها من جانب ضد المسلمين. وهذا سوف يساعد على خلق فرصة سياسية جيدة لحزبها تشاديما. يبدو أنها عندما شهدت أمريكا في فخ، أمرت حكومة تنزانيا لإنكار اطلاق النار على بوندا على الرغم من أنها قد أكدته في وقت سابق..
إن الفخاخ والألعاب السياسية في إضعاف النفوذ بين بريطانيا وأمريكا هي مسألة من المتوقع أن تكتسب زخما وخصوصا خلال الفترة القريبة للانتخابات العامة. أيضا خصوصا بعد زيادة بريطانيا آمالها بعودة كاملة لكينيا إلى صفوفها من خلال فوز الرئيس أوهورو كينياتا بطرق احتيالية.
مسعود مسلم
نائب الممثل الإعلامي لحزب التحرير/ شرق أفريقيا