Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق ردُّ فعل الخونة في القيادة السياسية والعسكرية على العدوان الهندي في خط السيطرة مثيرٌ للاشمئزاز

الخبر:

تصاعدت التوترات بين باكستان والهند مؤخراً، بعد أن ادّعت الحكومة الهندية بأنّ الجيش الباكستاني عبر خط السيطرة (خط التماس) في قطاع بونش جامو وهاجم مخفراً هندياً في 6 من أغسطس/آب 2013م، مما أسفر عن مقتل خمسة جنود هنود، في حين نفت الحكومة الباكستانية ذلك. لقد تصاعدت بعد هذا الحادث التوترات على طول خط السيطرة، وهو خط وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان على طول حدود كشمير المحتلة، الممتد إلى الحدود الدولية أيضاً، أي على ما تبقى من الحدود بين الهند وباكستان. ولقد ألغت الحكومة الهندية على المستوى الأمني اجتماعاً كان متفقاً عليه مع باكستان، وهناك شائعات بأنّ اللقاء المنتظر بين رئيس الوزراء الهندي والباكستاني على هامش اجتماع الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة في نيويورك، سيُلغى أيضاً.


التعليق:

لقد وقّعت باكستان في عام 2003م- عندما كان مشرف في السلطة- على معاهدة لإنهاء التوترات على طول خط السيطرة، ومع ذلك فإنّه في عام 2013م وحده، حصل أكثر من مائة انتهاك موثّق من الجانب الهندي. وعلى الرغم من تزايد العداء الهندي ومقتل جنود ومدنيين باكستانيين، إلا أنّ رد الخونة في القيادة السياسية والعسكرية الباكستانية بقيادة نواز شريف والجنرال كياني ضعيفٌ جداً، ففي الخطاب الذي ألقاه الجنرال كياني في الأكاديمية العسكرية، في 13 أغسطس/آب 2013م، عشية عيد الاستقلال، لم يكن فيه حتى إشارة بكلمات قاسية إلى العدوان الهندي، بل كان فيه تأكيد على الطاعة العمياء لأسياده في واشنطن، حيث حاول كياني إقناع الشعب الباكستاني بأنّ أولوية الأمن القومي هو الوضع الأمني الداخلي بدلاُ من التهديد الهندي الخارجي. وبالمثل، فقد نصح نواز شريف صاغرا الهند بنسيان الماضي وتجديد اقتراح عقد المفاوضات بين البلدين.

منذ عهد مشرف، والخونة في القيادة السياسية والعسكرية يحاولون إقناع الشعب الباكستاني بضرورة الانقياد والاستسلام للهند؛ وذلك من أجل تحقيق الازدهار الاقتصادي في باكستان، حتى لو كان ذلك على حساب تخلي المسلمين عن حقوقهم، مثل حقهم في إنهاء الاحتلال الهندي الغاشم لكشمير، وحقهم في منع إساءة معاملتهم في جميع أنحاء الهند. فعمل الخونة على تعزيز العلاقات مع الهند، في محاولة منهم لإعطاء الهند مكانة “الدولة الأكثر رعاية”، واتخاذ خطوات لشراء أكثر من ألف ميغاوات من الكهرباء من الهند.

إنّ مواقف هؤلاء الخونة تتماشى فقط مع السياسة الأمريكية، فأمريكا هي التي تريد استمالة الهند تحت نفوذها حتى تتمكن بعدها من استخدام الهند ضد الصين، من أجل احتوائها وتحجيمها ضمن حدودها فقط، ولا يمكن أن تسير الهند وفقاً لهذه الخطة الأمريكية إلا بتطبيع علاقتها مع باكستان، لذلك تستخدم أمريكا باكستان كطعم لمطامعها. وفي الوقت نفسه تسعى أمريكا للاعتماد على باكستان والهند في إضعاف الخلافة القادمة قريبا بإذن الله التي آن زمانها.

إنّ رد فعل حكام أقوى بلد مسلم هو أمر مخجل ومثير للاشمئزاز. فإن كانت بلدان تقع على أعتاب أمريكا، وأضعف بكثير من باكستان، مثل بوليفيا والأكوادور وفنزويلا لديها الشجاعة على طرد الدبلوماسيين الأمريكيين، فلماذا لا يمكن لباكستان أن ترفض الإملاءات الأمريكية وترد على العدوان الهندي بقوة، وهي البلد النووي الوحيد في العالم الإسلامي، وعدد سكانها أكثر من 180 مليون نسمة، وفيها سابع أكبر قوات مسلحة في العالم؟! إنّ الخونة في القيادة السياسية والعسكرية على استعداد دائم للذهاب إلى أبعد الحدود من أجل تنفيذ السياسات الأمريكية وتقويض سيادة باكستان، بدلاً من الرد القوي على أعدائها.

إنّها دولة الخلافة التي ستنقذ باكستان من هذا الوضع المهين، وهي الوحيدة القادرة على النهضة بها إلى مكانها الصحيح الذي يتناسب مع إمكاناتها وقدراتها الهائلة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ / نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان