Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا


الخبر:

(جريدة الصباح- 18 آب 2013): خلال حضوره الحفل المركزي الذي أقامته وزارة الشباب والرياضة العراقية بمناسبة اليوم العالمي للشباب أكد المالكي في معرض تقييمه لدور الشباب على أهمية استغلال الطاقات الشبابية في المجتمع، بالشكل الذي يؤدي إلى زجها في جميع المحافل الوطنية، لاسيما عمليات البناء والإعمار، التي يضطلع بها العراق، مؤكدا أن الوجهة الحكومية المقبلة هي”استثمار الطاقات الشبابية استثمارا لا يعرف الفشل”.

وأضاف: إن القوة الكبيرة التي يمتلكها العراق، تتمثل بقدراته الشبابية، وبوحدته الوطنية، وثرواته الهائلة، وأبنائه المبدعين على مختلف الصعد.

التعليق:

إن ما قاله رئيس الوزراء لا يعدو كونه كلاما عاطفيا ليس له رجع في واقع العراق (الجديد) بل هو حديث إعلامي تكذبه مجريات الأحداث، لا سيما بعد مرور عشر سنوات على احتلال البلد، انحدر خلالها إلى دركات مخيفة من الفوضى والكوارث حتى غدا البلد الأول في قائمة الدول الفاشلة. ونظرة في واقع الشباب- هنا- والذي يعد أساسا لكل تغيير إيجابي ترينا عمق وفظاعة الأزمة، وشريحة الشباب- في تصوري – لا تخرج عن أربع مجموعات:

الأولى: حملة الشهادات الجامعية الذين بلغوا الألوف منذ الحصار الدولي في تسعينات القرن الماضي ولحد الآن، لم يستوعب في مؤسسات الدولة إلا القليل منهم. أما الباقون فقد تشبثوا بأعمال ومهن لا تمت بصلة لما اكتسبوه من تحصيل علمي، وأكثرها غير لائقة بأمثالهم.

الثانية: الأميون وأنصاف المتعلمين وقد استوعبتهم الوزارات الأمنية في الجيش والشرطة ليكونوا الأدوات الفعالة في حفظ النظام القائم، وتنفيذ قانون المحتل.
الثالثة: القابعون في السجون بتهم الإرهاب ممن قاوم الأمريكان أو من المعارضين للحكومة تحت مسميات التنظيمات الجهادية أو ممن ضاعوا في خضم التهم الطائفية والكيدية.

والرابعة: المهاجرون والهاربون من جحيم المفخخات أو المداهمات الأمنية بسبب وبدون سبب وسواها من وسائل الموت في ظل مستقبل ضبابي لا يبشر بخير.

ولو افترضنا أن لاستثمار الشباب أرضية صالحة فهل هي في المصانع الحكومية التي دمرت أو نهبت محتوياتها منذ الاحتلال المشؤوم أو أغلقت أبوابها نتيجة لفتح الحدود على مصراعيها لأنواع البضائع التي شملت كل شيء حتى المنتجات الزراعية لتنافس مثيلاتها المحلية فدفعت الفلاح العراقي لهجر أرضه ولمزيد من أسباب الخراب، أم سيزج الشباب الواعد بزعمه في المشاريع الوهمية التي أنفق عليها المليارات؟ ولولا بقية من قوة اقتصاد أحادي الجانب- أعني تصدير النفط – لكان الحال غير الحال.

قد تبدو الصورة قاتمة ومفرطة في التشاؤم لكنها الحقيقة أو أقل منها، وما ذلك إلا نتيجة طبيعية لمن اتخذ من أنظمة الكفار السياسية والاقتصادية منهاجا لحكومته دافعا شرع الله تبارك وتعالى، متخذا الكفار والأعداء المتربصين بالأمة بطانة له..! وصدق ربنا عز وجل حين قال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ” نسأل الله تعالى أن يكلل جهود العاملين المخلصين لاستئناف الحياة الإسلامية من جديد في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة قد بدت- بإذن الله- بشائرها تجمع شتات المسلمين وتعيد لهم ما يستحقونه من عزة وكرامة وتذيق أعداءهم ما هم أهل له من الذل والمسكنة ومزيد من غضب الله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد/ رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق