Take a fresh look at your lifestyle.

مجزرة الغوطة الشرقية والغربية الكيماوية مجزرة مروِّعة يجب أن يحاسب عليها المجتمع الدولي المفلس. وما السفاح بشار إلا إحدى أدواته القاتلة.  

فجر الأربعاء في 21/8/2013م أمر السفاح بشار بقصف أحياء بريف دمشق في الغوطة الشرقية والغربية بالسلاح الكيماوي حُصد فيه نحو 1300 قتيل وآلاف من حالات الأعراض المرضية لهذا السلاح التي أصابت الأطفال والنساء والرجال، في مشهد لا يترك رحمة في قلب أحد مهما كان على فاعلها، وهو الأمر الذي نفاه النظام المجرم الذي قال عنه غُرابه الإعلامي عمران الزعبي إنه اتهام سخيف. وكعادة أمريكا، رأس الإجرام والإرهاب العالمي، في التغطية على إجرام عميلها، فقد قال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: “نطلب رسمياً من الأمم المتحدة القيام بتحقيق عاجل” ولم يقل “بتحقيق فوري” خاصة وأن فريق تحقيق دولي موجود في دمشق منذ الأحد في 18/8. وبدوره صرح رئيس فريق التحقيق هذا أكي سيلستروم تعقيباً على هجوم اليوم إنه يجب التحقيق في أنباء الهجوم مشيراً إلى أنه لم يرَ سوى لقطات تلفزيونية، وأن ضخامة عدد القتلى المذكور يثير الريبة. أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد أعرب عن “صدمته” لهذه المزاعم. وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن “المسلحين أطلقوا من مواقعهم صاروخاً يدوي الصنع يحتوي على مواد كيميائية سامة على الغوطة الشرقية في دمشق” ورأت روسيا في الهجوم “عملاً استفزازياً مدبراً سابقاً” بالتزامن مع بدء مهمة خبراء الأمم المتحدة.. أما ما صدر من مجلس الأمن الذي انعقد في نفس يوم المجزرة فقد أعرب بعد اجتماع له خصص للملف السوري، عن قلقه من مزاعم استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وفي هذه الجلسة أبلغ نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان ألياسون مجلس الأمن أن السلطات السورية رفضت التعجيل في ذهاب فريق التحقيق إلى الأماكن التي قيل إنها استُهدفت بأسلحة كيميائية.

هكذا يصف الغرب الرأسمالي الكافر والمجتمع الدولي الظالم هذه الجريمة النكراء بأنها مزاعم، وهذا الوصف يحمل في طياته إرادة التغطية على هذه الجريمة. فدول الغرب تصرح ليل نهار أن أكثر ما تخافه في سوريا هو أن يقع السلاح الكيماوي بيد المتطرفين وتقصد الإسلاميين بينما هي تسكت على امتلاك النظام السوري المجرم لهذا السلاح، بل وتغطي عليه استعماله بهذه الطريقة العدائية اللئيمة ضد المسلمين ولو كانوا أطفالاً ونساء أبرياء؛ وما ذلك إلا لأنها تخشى من إسلامية الثورة في سوريا التي أعلنت هويتها منذ بداياتها برفع شعاراتها: “هي لله هي لله” وأن “سوريا تريد خلافة إسلامية” فهذه الجريمة في الحقيقة هي أولاً برسم دول الغرب الرأسمالي الكافر، وعلى رأسها أمريكا. وما بشار إلا إحدى أدواتها القاتلة، ولولا أنه كذلك لما تجرَّأ على ارتكاب هذه الجريمة التي تأبى الوحوش أن تقوم بمثلها. والمقصود من هذا الإجرام الفظيع هو دفع المسلمين إلى التخلي عن مشروعهم للحكم بالإسلام. وإن هذا الحدث ليستوجب منا إصدار صرخة حَرَّة تنفذ إلى القلوب لا تحليلاً سياسياً يوضِّح خفايا نوايا هذا النظام اللعين الذي بات أخطر من جراثيم العصر، المعروفة بإنفلونزا الخنازير وجنون البقر.

أيها المسلمون في سائر بلاد المسلمين: إن أول واجب شرعي عليكم تجاه هذه الأحداث أن تعلنوا ما أعلنه إخوانكم من أهل سوريا أنكم تريدون الحكم بالإسلام، وأن تخلعوا هذه الأنظمة العميلة والتي لا تختلف عن النظام السوري في إجرامها وبُعدها عن دينها وارتباطها بالغرب. فهذه الأنظمة تملك الجيوش والسلاح الذي يغير المعادلة على الأرض ولكنها تمنعه لنفس السبب الذي يقاتل بشار المسلمين من أجله وهو منع الحكم بالإسلام، وأول هؤلاء الحكام من الجانب الذي يدعي أنه مع الثورة هم حكام السعودية، وأولهم من الجانب الآخر هم حكام إيران الذين نصبوا أنفسهم أعداء لهذه الأمة وعملاء لأمريكا. وإننا نتوجَّه إلى المسلمين مخلصين النصيحة لله: إن سكوتكم عن خيانة حكامكم هو الذي جرَّأ الغرب وأذنابه من الحكام عليكم، وإن قعودكم عن التغيير يوقعكم في إثم ما يقوم به هؤلاء ويجعلكم شركاء في الإثم.

أيها الضباط في جيوش المسلمين: إلامَ تظلون عنوان الاستكانة وأنتم الذين ما وُجِدتم إلا من أجل الجهاد ونصرة هذا الدين ومحاربة أعداء المسلمين. ألا تعلمون أنكم المسؤولون الأوائل عن الأخذ على أيدي حكامكم الظلمة، عملاء الغرب وأعداء دينكم وأمتكم. وإن الواجب الأول عليكم هو أن تكونوا أنصار الله بأن تنصروا العاملين لإقامة دين الله بإقامة دولة الخلافة؛ فتسقطوا هؤلاء الحكام وتمكنوا لهؤلاء العاملين حتى يقوم أمر الله ويعود العز المفقود فتتوحد بلاد المسلمين وتعلو راية الإسلام وتنكس راية الكفر. إن الغرب أراد أن تكونوا حماة للأنظمة العميلة له، والله أمركم أن تكونوا أنصاراً له، فهل مع خيار الله خيار آخر؟! قال تعالى: [وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا]

أيها المسلمون الصابرون المصابرون في شام الوعد بالنصر من الله تعالى: واللهِ إنه لشرف لكم أن يكون الله سبحانه قد اختاركم لأن تكونوا مبتدأ عودة الإسلام إلى داره المفقودة، فاحرصوا على هذا الشرف وهذه التكرمة. صحيح أن الثمن الذي تدفعونه غالٍ جداً، ولكن لا تنسوا أن سلعة الله هي الجنة. والله نسأل أن تغسل الملائكة موتانا، وأن يجعلهم الله في حواصل طير في الجنة، وأن يسحب الشهداء أهاليهم إلى الجنة يوم القيامة، إنه كريم مجيب. واعلموا أن الموقف الذي تقفونه اليوم هو الموقف الذي يجب على الأمة جميعها أن تقفه، فقد تقدمتم حيث تأخر الناس فهنيئاً لكم. فما عند الله من حسن الجزاء لا يعلمه إلا هو. فالنصر صبر ساعة، وقد مضى أكثرها إن شاء الله تعالى.

أيها الضباط من أهل القوة في الجيش السوري العاملين والمنشقين، وأيها المقاتلون الأشراف في المجموعات المسلحة: وجهوا قوتكم لتحقيق غاية واحدة هي نصرة دين الله، ولا تتفرقوا عن صراط الله المستقيم إلى سبل الأنظمة الحاكمة بغير ما أنزل الله وإن منَّوكم بالمال والسلاح، فهؤلاء من غير استثناء يريدون أن تكونوا معهم ضد الإسلام، وهؤلاء لا يعطونكم شيئاً في الدنيا إلا ليأخذوا به من دينكم حتى لا يبقى لكم منه شيء. وإن حكام تركيا والسعودية وقطر وغيرهم ممن يدعون الحرص على الثورة يملكون من السلاح ما لو زودوكم بعشر معشاره لانقلبت موازين القوى لمصلحتكم، ولصار النظام السوري البائس في خبر كان، ولكن لهؤلاء الحكام الرويبضات أجندات غربية، وينتظرون الأوامر من أسيادهم… إنه الإسلام وحده الذي ينقذكم، وإن الواجب الشرعي عليكم أن تكونوا مع الله وحده من غير تبرير ولا تأويل ولا ادعاء التقاء مصالح مع غير الله، فالله أغنى الشركاء عن شركه. الواجب الشرعي عليكم أن تنصروا دين الله بنصرة العاملين لإقامة دولة الخلافة. وإنه متى صحَّ التوجه إلى الله، وصحَّ العمل، وخلصت النية؛ فإن النصر من الله لن يلبث أن يأتي من غير تأخير؛ لذلك صحَّ القول الذي يقول “إن أقرب الطرق للوصول إلى النصر هو الطريق الذي سلكه رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم”. هذا ما يدعو حزب التحرير في سوريا أهله ليكونوا معه في طريقه هذا. قال تعالى: [وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140)]

اللهم هوِّن علينا طريقنا هذا واطوِ عنا بُعده، وكن خير صاحب لنا ومعين. اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

2013_08_22_Syria.pdf