خبر وتعليق تركيا تقول أن كل الخطوط الحمراء تم تجاوزها في سوريا
الخبر:
برلين (رويترز)- قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الخميس أن “كل الخطوط الحمراء” تم تجاوزها في سوريا وانتقد عدم تحرك المجتمع الدولي بعد أن اتهمت المعارضة السورية القوات الحكومية باستخدام الغاز وقتل المئات في هجوم بالأسلحة الكيماوية.
مطالب دولية بإجراء تحقيق في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق.
مجلس الأمن يؤكد على ضرورة الوضوح بشأن مزاعم استخدام الكيميائي في ريف دمشق دون مطالبة صريحة بالتحقيق.
منظمات دولية تدين استخدام الأسلحة الكيميائية بسوريا.
الاتحاد الأوروبي: يجب التحقيق حول استخدام أسلحة كيميائية بسوريا.
مجلس الأمن يطلب كشف الحقيقة حول هجوم الغوطة
التعليق:
في العقود الأخيرة كثرت لجان التحقيق الدولية. فما أن تحصل قضية في مشارق الأرض أو مغاربها إلا وسمعنا من المنظمات الدولية عن إرسال لجنة تحقيق. فكثرت لجان التحقيق الدولية وهنا في هذا الصدد نقول أن لجان التحقيق هي كذبة ديمقراطية منبثقة من العقيدة الرأسمالية التي ابتلي العالم بها. والأدهى من هذا والأمرّ أن زعماء العالم تربوا على هذه العقيدة وحفظوها، فما نسمع عن مجزرة أو مذبحة أو انتهاك لحقوق الإنسان إلا وتسابق هؤلاء الحكام مطالبين بإرسال لجنة تحقيق. ولعلنا نتساءل ماذا صنعت لجان التحقيق في فلسطين؟ وما تقرير غولدستون الذي أدان كيان يهود في عدوانه على غزة عام 2009 عنا ببعيد، وكم من مذبحة ارتكبها يهود في حق أهل فلسطين، وكم من لجنة تحقيق شكلت للتحقيق في تلك المذابح دون طائل وبلا جدوى. وسجن أبو غريب وغوانتانامو ومجازر بورما والبوسنة والهرسك وكوسوفو وغيرها الكثير في أفريقيا. بحيث لم تخلُ منطقة في العالم إلا وشكلت المنظمات الدولية وحكام العالم بخصوصها لجان تحقيق دولية لم تزد منكوبيها إلا وبالا على وبال. ولذلك نقول إن المنظمات الدولية وحكام العالم وحكام المسلمين كلهم شركاء في قتل الشعب السوري المسلم، وأن هذه الدموع التي يذرفها حكام العالم ما هي إلا دموع التماسيح.
ولنقف قليلا عند خطوط حكام تركيا الحمراء، حكام تركيا الذين أجحفوا في حق الشعب السوري عندما لم ينصروهم بل تواطؤوا عليهم مع أميركا وبشار، رغم ما يربطهم بأهل سوريا من رابطة الإسلام ورابطة الجوار، ونسوا أن الباب العالي في اسطنبول كان يوما يحل مشاكل العالم، وأن منه كانت تخرج جحافل المجاهدين لينشروا العدل والأمان في ربوع الدنيا، فجعلوها وكرا تحاك فيه المؤامرات ضد الإسلام والمسلمين، وبدل أن يعملوا على تحرير فلسطين من دنس يهود نسجوا معهم علاقات المودة والوئام. إن تاريخ أجدادكم يا حكام تركيا حافل بالأمجاد والبطولات العظام أمثال سليمان القانوني ومحمد الفاتح والسلطان عبد الحميد وغيرهم، فهلا درستم ذلك التاريخ وعملتم على إعادة أمجادهم وبطولاتهم وفتوحاتهم بدل تبعيتكم للغرب الكافر وتحقيق مصالحه على حساب شعبكم وأمتكم وإخوتكم، لقد كان الأحرى بكم يا حكام تركيا أن تقولوا للعالم إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ. مقتدون بمحمد الفاتح الذي امتدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدح جيشه.
إن المجازر التي ترتكب يوميا في سوريا سواء كانت بأسلحة كيماوية أم أسلحة خفيفة أم بالسلاح الأبيض أم بأي شكل فإنها كلها مجازر بحق أمة الإسلام فكان الأولى بكم أن تحقنوا هذه الدماء وتنصروا الله وتعيدوا مجد آبائكم وأجدادكم بجيش تركيا الإسلامي العظيم الذي كان يعرف بالجيش الذي لا يقهر وأن تعيدوا دولة الخلافة التي حماها آباؤكم وأجدادكم والتي كانت تعرف بالخلافة العثمانية. والتي بسبب هدمها يحصل لأمة الإسلام ما يحصل، وأن هذه الدماء ما كان لها أن تسفك لولا غياب خليفة المسلمين الذي يحكم بكتاب الله وسنة رسوله لا أن يحكم بميثاق الأمم المتحدة.
وأخيرا صحيح أن حكام سوريا قد تخطوا الخطوط الحمراء، ولكنكم أيضا يا حكام تركيا بدعمكم لنظام بشار المجرم، وسكوتكم عن المجازر التي يرتكبها في حق أهل سوريا، وتقاعسكم بل وتخاذلكم عن نصرة المسلمين في سوريا، تكونوا أيضا قد تخطيتم الخطوط الحمراء، واعلموا أن دولكم دول الظلم والباطل ساعة وقد حان زوالها وأن دولة العدل دولة الخلافة التي ستقام على أنقاض حكمكم إلى قيام الساعة وقد آن أوانها وأظل زمانها وإن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو جلاء