خبر وتعليق النظام السعودي يدعم قتل المسلمين في الكنانة
الخبر:
وصول طلائع الجسر الجوي السعودي إلى مصر تنفيذاً للأمر الملكي.. في غضون ذلك، واصلت الصحف المصرية التعبير عن الامتنان لمواقف المملكة الداعمة لمصر في مواجهة “الإرهاب والضلال والفتنة”. (الرياض- 21/8/2013).
التعليق:
لم يعد نظام آل سعود يستحيي أن يظهر عداءه السافر للإسلام والأمة الإسلامية ووقوفه الصارخ في وجه عزتها وكرامتها.. فإن كان قد حاول في بداية ثورة الشام أن يخفي عداءه تجاه المسلمين هناك وإظهار نفسه بمظهر الداعم لأهلنا فيها، ورغم أن تمثيله هذا لم يدم طويلا حيث ما لبث أن جاهر بعدها بالتضييق عليهم واعتقال من يفكر في نصرتهم بالمال أو النفس أو السلاح، أو من يخرج عن الخط المرسوم له في خطابه أو حتى دعائه.. فها هو (يأخذها من قصيرها) في مصر ويعلن وقوفه السافر في صف الانقلاب العسكري الأمريكي منذ يومه الأول، ويسارع بتقديم الدعم المادي والسياسي لذلك الانقلاب، ثم لم يكتف بذلك بل يصرح عن طريق رأس نظامه مباشرة أنه يقف مع مصر ضد “الإرهاب” ومع “حقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل” وذلك مباشرة غداة مجازر النظام المصري بحق مئات المعتصمين السلميين في ميادين مصر، مما يعني بشكل فاضح أنه يؤيد قتل المسلمين وحرقهم.. ثم لم يخجل بعدها من مراسلة الفرنسيين أعداء الله والدين “لتوحيد الرؤى تجاه أحداث مصر”، ليؤكد أنه يقف في صف أعداء الدين في وجه المسلمين، ثم يعلن على لسان وزير خارجيته أن “الدول العربية مستعدة لتعويض المساعدات التي تهدد الدول الغربية بقطعها عن مصر” ثم يطالب “المجتمع الدولي” بـ “مساندة ومؤازرة جهود الحكومة المصرية من أجل تحقيق ما نتمناه جميعاً من أمن واستقرار وازدهار، وعدم اتخاذ أي إجراءات أو سياسات من شأنها عرقلة وتعطيل الجهود” ويصر على أن “ما جرى في مصر يوم 30 يونيو ليس انقلابا” وغيرها الكثير من المواقف والتصريحات المخزية، والمستفزة لمشاعر المسلمين وفطرتهم..
إن هيجان النظام السعودي المسعور لدعم الانقلاب العسكري في مصر، وعدم حيائه من الوصول لدرجة مساندة قتل المسلمين وحرقهم بحجة “ردع الإرهاب” وهي الحجة ذاتها التي تستخدمها أمريكا وأوروبا لمحاربة الإسلام وقتل المسلمين في شتى بلاد المسلمين، لم يعد يبقي شكا أنه نظامٌ خائن لله ورسوله والمؤمنين، موالٍ لأعداء الدين، محاربٌ للمسلمين، منفصلٌ عن الأمة الإسلامية، ليس منها وليست منه في شيء.. وإن نظرة سريعة على مواقف المخلصين من علماء وأبناء بلاد الحرمين الشريفين لتبين الفرق الشاسع بين مواقفهم وأفكارهم ومشاعرهم ومواقف نظام آل سعود، ففي الوقت الذي يتحرق أبناء بلاد الحرمين كمدا على قتل إخوانهم المسلمين أو اعتقالهم أو تعذيبهم في أرض الكنانة، يدعم النظام السعودي هذا القتل ويؤيده، وفي الوقت الذي يتحرك علماء المسلمين في بلاد الحرمين للدعوة لنصرة الإسلام والمسلمين في أرض الكنانة ولدعوة المسلمين هناك لرفع شعارات الشريعة بدلا من الشرعية في بيان وقع عليه أكثر من 40 من علماء بلاد الحرمين الأفاضل، تلاه بيان آخر وقعه حوالي 56 من علمائها يستنكر ما حصل في أرض الكنانة ويعتبره “انقلابا مكتمل الأركان” و”إن السكوت على جرائم العسكر خيانة” ويسجلون فيه “اعتراضا ودهشة من مسلك بعض الدول التي بادرت بالاعتراف بالانقلاب”، لا يتوانى النظام الحاكم في أن يكون أول من يبارك هذا الانقلاب وهذا القتل وهذا الردع ويتغنى به وبحكومته، ليؤكد لأبناء بلاده أنه في واد غير واديهم وخندق غير خندقهم..
إن حال هذا النظام هذه الأيام لا يختلف كثيرا عن حال يهود بني النضير، ((يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ)) ولا يعتبرون ولا يبصرون، فهم يصبون الزيت على النار التي تغلي تحت عرشهم ويفجرون المشاعر المتفجرة أصلا عند أبناء بلادهم الساخطين على ظلمهم المتزايد وخياناتهم المفضوحة، ويصادمون بشكل صارخ مواقف علماء بلادهم ذوي الاحترام الكبير والشعبية العريضة والقول المسموع من فئات واسعة من أبناء الحرمين الشريفين، بل ويمنعون الكثير منهم من الخطابة والظهور الإعلامي ويعتقلون بعضهم الآخر، دون أي تفكير بالعواقب أو حساب للمآلات، ((وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ))..
نبشر نظام آل سعود بسقوط مريعٍ قريبٍ بإذن الله، ونحث المخلصين من علماء وأبناء بلاد الحرمين على البراءة من خزي هذا النظام وعاره، والعمل الجاد للتخلص منه وإبداله نظاما إسلاميا حقيقيا ينصر المسلمين لا يخذلهم، ونبشرهم بنصر قريبٍ بإذن الله يجمع شمل الحرمين بالكنانة والشام على قلب رجل واحد وتحت إمرة إمام واحد يقاتَل من ورائه ويتقى به ويتعبّد الله سبحانه ببيعته رغم اشتداد الجراح وعظم المآسي، فإن أحلك ساعات الليل ظلمة هي التي يتلوها الفجر مباشرة ((حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ، وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ))…
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو صهيب القحطاني / بلاد الحرمين الشريفين