Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق بان كي مون يدعو لتحقيق فوري بهجوم الكيماوي في سوريا

 

الخبر:

نشر موقع الجزيرة بتاريخ 23 آب/أغسطس 2013م خبراً جاء فيه: توالت ردود الفعل الدولية على المجزرة التي وقعت فجر الأربعاء وراح ضحيتها أكثر من 1500 قتيل جراء الهجوم بالغازات السامة التي تعرضت لها مناطق في ريف دمشق في سوريا، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق فوري في الحادثة.


التعليق:

لا يخجل بان كي مون هذا أبدا ولا يكل ولا يمل من إطلاق الاستنكارات والتنديدات والدعوات لإجراء تحقيق في الجرائم التي ما زالت تقع منذ أكثر من سنتين في سوريا على مرأى ومسمع العالم كله وأولهم بان كي مون هذا. كيف لا وهو الذي طالب بإرسال لجان التحقيق في بداية الثورة في سوريا وكلنا يعلم النتائج المخزية والفظيعة في آن واحد التي وصلت إليها لجنة التحقيق والتي أعمت عيونها تماما عما رأت وشاهدت بأم عينها في سوريا، لتخرج لجنة التحقيق علينا بتبسيط لما يحدث في سوريا وأن هناك تضخيماً للأحداث، وأن على طرفي النزاع أن يتحلوا بالصبر وضبط النفس، فساوت اللجنة آنذاك بين القاتل والمقتول والسجان والسجين وبين الأعزل والمسلح لدرجة أن بعض أفراد اللجنة لم يطق الصمت على تقرير لجنته وصار ما صار آنذاك من فضائح لهذه اللجنة المسخ.

نعم هذه هي لجان بان كي مون، هذه هي لجان هيئة الأمم المتحدة، وتلك هي لجان أمريكا بالأحرى فهيئة الأمم المتحدة ما هي إلا شركة من شركات أمريكا الكبرى في العالم والتي تُمكِّن أمريكا ودول الغرب من بسط نفوذهم على بلداننا بذرائع متعددة ومتنوعة ومختلفة.

إن أمريكا تمول قرابة 80 بالمئة سنويا من نفقات هيئة الأمم المتحدة ولذا يتوقع المرء أن هيئة الأمم المتحدة ستقوم بتسخير 80 بالمئة من مقدراتها ومؤسساتها وأدواتها لخدمة مصالح أمريكا في العالم وستقوم بتسخير 20 بالمئة فقط لخدمة مصالح الدول الغربية الأخرى حسب أسهمه في العشرين بالمئة المتبقية من نفقات هيئة الأمم المتحدة.

ولذا فإن المتوقع نظريا من ممثل الأمم المتحدة بان كي مون هذا أن يعمل لتحقيق مصالح أمريكا بالعالم بنسبة 80 بالمئة. هذا من الناحية النظرية أما من الناحية العملية فهذه شهادة بطرس غالي الممثل الأسبق للأمم المتحدة على قناة الجزيرة حيث يقول بطرس غالي مخاطبا مستضيفه في القناة آنذاك أنه إن كنت تتوقع أن أمريكا تريد من ممثل الأمم المتحدة أن يعمل لتحقيق مصالح أمريكا بنسبة 90 بالمئة فأنت مخطئ تماما، إن ما تريده أمريكا من ممثل الأمم المتحدة هو أن يخدم مصالحها بنسبة 100 بالمئة.

ولذا فإن ما يتوقعه المسلم الكيس الفطن من بان كي مون وأمثاله أن يكونوا أيادي وأذرعاً وأدواتٍ لأمريكا في بلداننا؛ ولذا لا ينبغي للمسلم أن يبني على هيئة الأمم المتحدة ورجالاتها ومنظماتها ومجلس أمنها أي أمل في إنقاذنا بل على العكس تماما، فهيئة الأمم المتحدة وقوانينها الجائرة المارقة ما هي إلا أداة لذبحنا وسلخ جلودنا وتمزيق بلداننا ومحاربة ديننا. فحالنا مع هذه الهيئة ومن وراءها من دول الغرب الكافر، كما قال الشاعر:

فالسِلْمُ سَمْلٌ لِي وسُلَّمُهُمْ إلى زادِي لِيَدَّخِرُوا ويَفْنَى زادِي

والعَدْلُ أنْ يَزِنُوا، فمِكْيالٌ لَنا ولهم مكاييلٌ بلا تعْدادِ

وحُقوقُ إِنْسانِي بغابَتِهم فمٌ مُتَبَسِّمٌ والنابُ بالمرْصادِ

فإذا رددتُ سِلاحَهُمْ بِسِلاحِهمْ جَلَدُوا دَمِي، ووُصِفْتُ بالجَلاَّدِ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. أبو مالك فرج