خبر وتعليق الشباب المسلم في لندن
إن وايت تشابل والأحياء الحيوية الأخرى من شرق لندن فيها عدد كبير من السكان المسلمين، وفيها واحد من أكبر المساجد في المملكة المتحدة، والعديد من الشركات الإسلامية وأجواء مميزة. يمكنك أن تلقى أثناء سيرك في الطريق، الإخوة والأخوات الذاهبين إلى العديد من المعاهد الإسلامية المحلية في جلابيب وأثواب لدراسة التجويد، والفقه، واللغة العربية والعلوم الإسلامية الأخرى أو السائرين في قوافل لتقديم المساعدات للاجئين السوريين في تركيا.
هذه الصورة تبددت قبل بضعة أيام، مع خبر تعرض ألوم أجمول، الصبي المسلم الذي يبلغ من العمر 16 سنة، للطعن في أحد الأحياء السكنية في تلك المنطقة. على ما يبدو، أن الصبي لم يكن جزءا من عصابة ولكن يبدو أنه كان في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ حيث كانت بعض عصابات الشباب المحلية في شجار، وسحب شخص منهم سكينا وطعنه. وقد اتهم بطعنه صبي مسلم يبلغ من العمر 19 عاما. كيف يجب أن يشعر الآباء والأمهات؟
وكيف وصلنا إلى هذا الحال؟
كنت قد تحدثت مع أحد الأصدقاء، وهو ناشط إسلامي في المنطقة، وتحدث عن كيف أن بعض الشباب الذين كانوا في السابق في عصابات لكنهم أصبحوا الآن صالحين، وملتزمين بالإسلام، ويحاولون الوصول إلى أعضاء عصاباتهم السابقة لحملهم على تغيير طريقتهم في الحياة – ولكنه أضاف أن تلك مهمة صعبة.
للاطلاع على مدى التحديات التي تواجه الشباب المسلم في الغرب، سألت مجموعة من الأشخاص عن التحديات التي يواجهها الشباب. وهذه مقتطفات من إجاباتهم التي جاءت محبطة في بعض الأحيان.
• حياة الجريمة والعصابات، التعلق بالمال والشهرة. ضغط الأقران، التلقين اليومي للقيم الليبرالية عبر نظام التعليم، وحمل المراهقات وإدمان الكحول، والعنف المتصل بالعصابات، والقائمة لا تنتهي.
• قضايا الهوية – قلق حول الكيفية التي ينظر بها إليهم وماذا يعتبرون.
• الشيء الذي يجده أكثر الإخوة صعبا في الغرب هو فتن النساء ومشاق الزواج. وأيضا حقيقة أن الأسر تنزلق في الحياة الغربية وطريقة عيشها بينما الشباب يحاولون الالتزام بالإسلام.
• ذعر الوالدين عندما يضل أبناؤهم، فبدلا من تعليمهم الإسلام فإنهم يوجهونهم مرة أخرى إلى مرجعيات الثقافة (الآسيوية والعربية والأفريقية…)؛ مما يجعل الأمور أكثر سوءا في كثير من الأحيان.
• الأب أو الأم المفردين وعدم وجود شخصية الأب
• الافتقار إلى التوجيه والقيادة من العلماء.
• محاولة للتنقل من خلال الثقافة الجنسية المفرطة في الغرب وليس التأثر بمفهوم النرجسية حيث الأهمية القصوى يعطي لل ‘ذات’
• من السهل جدا أن تفعل الحرام، أما فعل الحلال فهو يمثل تحديا كبيرا، فهو بمثابة السباحة ضد تيار المجتمع والثقافة الغربية
• أزمة الهوية – وسائل الإعلام تعلن أن المسلمين متطرفون وفقدان الشباب الثقة في الإسلام حتى إن بعضهم أصبح يشعر بالخجل من التزامه بأحكام الإسلام.
• تحدٍّ حقيقيٌّ لكثير من الأولاد أن تتوقع الأسر منهم العلو في هذه الدنيا، وأيضا العلو في الدين، مما يبدو للشباب أن هناك تعارضا. فأقرانهم اختاروا الدنيا فلا يمكنهم اختيار الدين لأنهم سيكونون منبوذين، ولكن والديهم لا يفهمون نضالهم. إذا إلى من يلجئون؟ وما لديهم من النماذج التي يمكنهم أن يحتذوا بها قليل.
بعد أن عملت مع عدد قليل من مجموعات الشباب أستطيع أن أقول إن واحدة من أكبر التحديات هو الضغط المطلق الذي يأتي مع الرغبة في الشعور بالمتعة في كل وقت. لأن المجتمع يغرق كل حواسنا بالمتع في كل وقت، فإن القدرة على إيجاد السبل لفتح مجرد نقاش هو أمر صعب للغاية. فقد أغرقت أحاسيس الحلاوة الفم حتى إنه لم يعد يتذوق الفاكهة، وغمرت نغمات الموسيقى الأذنين حتى إنها لا تستطيع سماع كلمات الحكمة، وتعودت العيون على المسلسلات والأفلام حتى إنها لم تعد قادرة على إدراك واقع الحياة.
أن نكون قادرين على فتح قنوات اتصال مع الشباب المسلم هو إلى حد بعيد أكبر تحد نواجهه، لأنه عندما لم نعد قادرين حتى أن نصل إلى تفكيرهم، فإننا لن نستطيع أن نفعل أي شيء لهم.
ماذا نحن -الجماعات الإسلامية والمساجد ومجموعات الشباب والآخرون في مجتمعنا- فاعلون لمساعدة شبابنا؟
ما شاء الله، الكثير يحاولون من خلال العديد من المبادرات وعلى صعيد العديد من الجبهات إلا أنها قليلة مقارنة إلى حجم المشكلة التي تواجه شبابنا الذين يعيشون في المجتمع الغربي الذي يقصفنا باستمرار بالمثل الليبرالية العلمانية والقيم والممارسات التي تتعارض مع ديننا. نحن في حاجة لتكثيف جهودنا لإنقاذ شبابنا كما أمرنا الله سبحانه وتعالى. خلاف ذلك، فإن شباب اليوم قد ينتهي بهم الأمر، خلال عقد من الزمان من الآن، ليصبحوا مسلمين لهم علاقة رمزية فقط مع ربهم، الله (سبحانه وتعالى) – كما هو حال معظم الغربيين.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)) [التحريم: 6]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى/ الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا