Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا تتكالب لفرض الحل السياسي في سوريا بالقوة العسكرية

 

الخبر:

العربية نت 29/8/13 أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مقابلة تلفزيونية، الخميس، أنه يجب معاقبة نظام بشار الأسد في سوريا على استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه، موضحا أنه لم يتخذ قرارا بعد، وأن هناك خيارات عدة، من بينها الخيار العسكري.

وأعلن أن نظام الأسد يمتلك أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم، وأن هناك مخاوف من وقوع تلك الأسلحة في أيدي تنظيم القاعدة، موضحا أن واشنطن لا تحتمل ذلك.

وأوضح أن الضربة العسكرية ضد سوريا قد لا تحل المشكلة، ولا تنهي مأساة قتل المدنيين في سوريا، ولكن يجب على نظام الأسد أن يتفهم أن استخدام الأسلحة الكيماوية لا يخالف فقط المعايير الدولية،، بل يشكل حالة تهدد المصالح الأميركية.

 

 

التعليق:

لا يمكن الفصل بين الهجمة السياسية الأمريكية الشرسة على ثورة الشام المباركة منذ ما يزيد عن عامين، وبين التلويح بالضربة العسكرية ذات الأهداف السياسية الواضحة.

فأمريكا ومنذ بدء ثورة الإسلام في الشام، لم تألُ جهدا في استخدام كافة الأدوات والأساليب السياسية الماكرة بهدف وأد الثورة المباركة وحرفها وتركيع أهلها أملا في الحفاظ على هيمنتها المطبقة على نظام الحكم الخائن في دمشق، وحماية عميلها الأسد إلى أن تجد بديلا عنه يقبله الشارع السوري الثائر، ويحقق لها مصالحها، لتضمن بذلك بقاء نظام الحكم بمنظومته الفكرية والسياسية والعسكرية والأمنية كما هو، رأس حربة لها في بلاد الشام.
إلا أن فشل أمريكا في تحقيق أهدافها تلك بالرغم من تجييش قوى الشر العالمية في سبيل ذلك، لم يبق أمامها سوى فرض الأمر بقوة سلاحها هي، أو على الأقل تهيئة الأجواء لفرض الحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة كما تراه أمريكا، وذلك بجرّ (كافة الأطراف) نحو مستنقع الحل السياسي المتمثل بجنيف2، بحجة إيقاف طبول الحرب والجلوس إلى طاولة المفاوضات!!

وفي الوقت نفسه تحقق حماية عملائها الجدد تحت مظلتها العسكرية، وشرعنة وجودهم بالقوة، لذلك كانت هذه التلويحات بالضربة العسكرية تنضوي ضمن إطار تحقيق الأهداف السياسية الخبيثة للسياسة الخارجية الأمريكية المتعلقة بالملف السوري.

فأمريكا هي من سمح لبشار أسد باستخدام السلاح الكيماوي، وغضت الطرف عدة مرات عن استخدامه له سابقا، فكيف لها أن تعاقبه الآن إلا إن كان الأمر ذريعة لها لفرض حلها السياسي (المنشود) بقوة السلاح.

والأمر الآخر يتعلق أيضا بما تعلنه أمريكا جهارا نهارا، وهو وصول الأسلحة غير التقليدية لأيدي الثوار، وهي أيد ليست أمينة عليه كما هي أيدي النظام السوري بالنسبة لأمريكا، وهذا أمر لا تحتمله أمريكا كما أوضح أوباما، فهذا تهديد مباشر لها ولربيبتها (إسرائيل) مما يتطلب تدمير السلاح الكيماوي والقضاء عليه، فكان استخدام النظام للكيماوي ذريعة أخرى لأمريكا لتدميره لا سيما بعدما أصبح النظام يترنح وآيلا للسقوط، وقد يترافق مع تدمير السلاح الكيماوي، ضرب قواعد الكتائب الإسلامية المقاتلة بحجة منعها من الوصول إليه.

وقد عبر أوباما بوقاحة على أن ضربته العسكرية الموعودة لن تنهي مأساة قتل المدنيين، فهذا أمر لا يمكن إنهاؤه بالنسبة لأمريكا المتوحشة إلا بتركيع الشعب السوري ليقبل بالحل السياسي المتمثل بجنيف2، ولذلك كانت هذه التلويحات بالضربة العسكرية أيضا للضغط على الشعب السوري لأجل كسر إرادته ليغير شعاراته إلى (يا أمريكا مالنا غيرك يا أمريكا).

إن ثورة الشام قد صمدت صمودا أسطوريا، وعلى صخرتها تحطمت مؤامرات أمريكا والغرب، فهي ثورة تقية نقية تستظل بأجنحة الملائكة الكرام، وهي ثورة تمايز الفسطاطين، وثورة الملحمة الكبرى بين محور الشر بقيادة أمريكا عقر دار الكفر، ومحور الخير بقيادة صفوة الله من خلقه في عقر دار الإسلام بالشام، فالثبات الثبات يا من أنعم الله عليهم ليكونوا نقباء الأمة وواجهتها المضيئة بنور الإسلام والجهاد في سبيله، ولتكن هزيمة أمريكا السياسية والعسكرية في الشام، لتبقى الشام شامة على جباه المسلمين، ورمزا للنصر والتمكين، وليبق شعاركم ما لنا غيرك يا الله، وما لنا غير الخلافة يا الله .

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل