خبر وتعليق أين تقف تركيا مما يجري في سوريا
الخبر:
نشرت وكالة الأناضول للأنباء بتاريخ 27/08/2013م خبراً بعنوان (أحمد داود أوغلو: “أولويتنا هي تطوير فهم مشترك مع مجلس الأمن الدولي”) جاء فيه: قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو: “إن الأولوية الأولى لتركيا بشأن التدخل المحتمل إلى سوريا، هي تطوير ردة فعل وعقاب مشترك مع مجلس الأمن الدولي”. وبينما أكّد داود أغلو على الجريمة الكبرى ضد الإنسانية في سوريا، ذكر ما يلي:
أن الوزير داود أغلو الذي أوضح أنه أجرى محادثات مع سكرتير الأمم المتحدة بعد ساعات معدودة من الحدث، قال “كنا قدمنا طلبين أساسيين اثنين، دعوتنا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي. وقد تم عقد الاجتماع الأول، ثانيا، توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق لتتمكن من تغطية المنطقة. حتى لو كان لدينا خلافات سياسية في الرأي مع مجلس الأمن الدولي، إلا أننا نريد توحد جميع أعضائه الدائمين في موقف مبدئي وموحد في وجه جريمة ضد الإنسانية كهذه. هذه هي أولوياتنا. فقد أعرب عن “إن الأولوية الأولى لتركيا في وجه هذه الجريمة في حق الإنسانية هي تطوير ردة فعل وعقاب مشترك مع مجلس الأمن الدولي”.
التعليق:
إننا حتى الآن لم نسمع يوما أن الأمم المتحدة قد قدمت ردة فعل أو أي عقاب بشأن الكفار والظلمة قتلة المسلمين!
وإن الحكومة التركية حتى السنة الثالثة من عمر الثورة السورية، لم تَخْطُ أي خطوة حقيقية نحو خير المسلمين غير فتح أبوابها للاجئين، وفتح حدودها والسماح بمرور المساعدات الغذائية واللوجستية إلى سوريا. وبالعكس من ذلك فإن تركيا ساعدت الولايات المتحدة على تطبيق وحماية سياستها تجاه سوريا. فقد قام نظام البعث بارتكاب العديد من المجازر بحق الشعب السوري خلال السنتين ونصف الماضية. بالصواريخ والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية وقتل ما يزيد عن مئة ألف. فهل شاهدت حكومة تركيا إجراءات الأمم المتحدة حول كل هذه المجازر؟ وهذا يدل أن دعوة تركيا للتدخل هو مسايرة للسياسة الأمريكية ولا علاقة له بالأمم المتحدة التي لم تدن أيًّا من جرائم النظام السوري وفظاعاته.
تركيا تعلم جيدا أن التدخل الأمريكي في سوريا لن يكون لأجل إسقاط النظام البعثي. بل إن أهمية التدخل بعد استخدام الأسلحة الكيميائية ينبع مما يلي:
1: إن استخدام الأسلحة الكيميائية هو علامة على ضعف قدرة النظام البعثي على الاستمرار في الحياة. وقد كان استخدام الأسلحة الكيميائية إشارة لبدء الولايات المتحدة عملياتها بعد الانتصارات الكبيرة التي استطاع الثوار في دمشق وما حولها تحقيقها ضد النظام.
2: عدم قدرة إيران وحزبها في لبنان على المحافظة على بقاء النظام قائما على قدميه. مما دفع النظام إلى استخدام الأسلحة الكيميائية التي اعتبرتها الولايات المتحدة خطا أحمر.
فتدخل أمريكا والغرب أتى في هذا السياق ليس لإسقاط النظام البعثي الآيل للسقوط أصلا تحت ضربات المقاتلين. ولكن بهدف وقف تقدمهم على الأرض في دمشق وقطع شريان الحياة عنهم. والضغط على المجموعات التي ترفض النظام الديمقراطي وأمريكا تستخدم الائتلاف الوطني السوري لهذه الغاية.
ولإضفاء الشرعية على تدخل الولايات المتحدة في سوريا ذهبت إلى الأمم المتحدة. فحتى قبل صدور قرار من الأمم المتحدة بإدانة النظام البعثي قررت أمريكا التدخل باعتبار أن النظام خرق القوانين والمعاهدات الدولية. في اليوم نفسه الذي بدأت فيه لجنة التحقيق الدولية عملها، فقد تم تأكيد استخدام السلاح الكيميائي في سوريا من قبل النظام وهذا ما يضع النظام في موضع الاتهام قبل خروج نتائج لجنة التحقيق.
ومن هذا يتبين بوضوح أن دعوة تركيا للتدخل هي مساعدة للخطط الأمريكية لإطالة عمر النظام الديمقراطي وليس لصالح المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار / ولاية تركيا