خبر وتعليق الرد على التدخل الأجنبي في تاريخ المسلمين
الخبر:
أوردت البي بي سي بتاريخ 30-08-2013 على صفحتها الإلكترونية خبرا تحت عنوان: “القرضاوي: الغرب “أدوات الله للانتقام” من الأسد”، جاء فيه:
“أيد الداعية الإسلامي الشيخ يوسف القرضاوي ضمنا أي ضربة عسكرية غربية لسوريا ردا على ما يبدو أنه هجوم بالأسلحة الكيماوية على المدنيين ملمحا إلى أن القوى الأجنبية أدوات سخرها الله للانتقام.
وقال القرضاوي في خطبة الجمعة في العاصمة القطرية الدوحة التي يعيش بها “كنا نود لو استطعنا نحن أن ننتقم لإخواننا الذين قتلوا.. رأيناهم بالمئات مقتولين أمامنا يهيء الله لهم من ينتقم منهم” في إشارة إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد”.
التعليق:
الحقيقة يا شيخ! هي أن بشاراً وشبيحته هم أدوات أمريكا للانتقام من المسلمين الطاهرين في شام العزة الذين أعلنوها ثورة لله وأن قائدهم للأبد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن أمريكا والغرب الكافر كله حين شعروا أن الأمور ستؤول إلى الخلافة التي تقض مضاجعهم قرروا أن يكونوا قريبين بجيوشهم حفاظا على مصالحهم في المنطقة وليس في الشام وحدها…
وفي هذا المقال سأكتفي بذكر مثلين اثنين من تاريخ المسلمين فيهما الرد المناسب على من تسول لهم أنفسهم التدخل في شؤون المسلمين بأي شكل، لعل فيهما العبرة لمن يعتبر:
يقول كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك فيما رواه البخاري “…فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي بِسُوقِ الْمَدِينَةِ إِذَا نَبَطِيٌّ مِنْ أَنْبَاطِ أَهْلِ الشَّامِ مِمَّنْ قَدِمَ بِالطَّعَامِ يَبِيعُهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ؟ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ، حَتَّى إِذَا جَاءَنِي دَفَعَ إِليَّ كِتَابًا مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهِ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللَّهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلاَ مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ. فَقُلْتُ لَمَّا قَرَأْتُهَا: وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلاَءِ. فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ فَسَجَرْتُهُ بِهَا…”
هذه واحدة، وأما الثانية فإنه “لما اشتد الخلاف بين علي ومعاوية، وبلغ ذلك هرقل الروم، أرسل هذا الأخير برسالة لمعاوية يقول له فيها: “علمنا بما وقع بينكم وبين علي بن أبي طالب، وإنا لنرى أنكم أحق منه بالخلافة لحنكتكم السياسية، فلو أمرتني أرسلت لك جيشاً أوله عندك وأخره عندي يأتون إليك برأس علي…”
فلما وصل كتاب هرقل لمعاويةَ، طلب من كاتبه أن يخط على ظهر الرقعة الرد التالي: “أخان تشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما وتعلي من نباحك؟! إن لم تُخرِس نباحك أرسلت إليك بجيشٍ أوله عندك وآخره عندي يأتونني برأسك أقدمه لعلي”، وأمر برد الرسالة لصاحبها… وفي رواية أخرى: “من معاويةَ بنِ أبي سفيان إلى هرقلَ، أما بعد، فأنَا وعليٌّ أخوانِ، كُلٌّ منَّا يرى أن الحق له، ومهما يكن من أمرٍ فما أنت بأقربَ إليَّ من عليٍّ، فاكففْ يا هرقلُ عنَّا خُبْثَكَ وشَرَّكَ وإلا أتيتُ إليك بجيشٍ جَرَّارٍ، عليٌّ قائدُه، وأنا تحتَ إمْرَةِ عليٍّ حتى أُمَلِّكَهُ الأرضَ التي تحتَ قدميكَ”.
وأوردها ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية: “فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لأصطلحن أنا وابن عمي عليك ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت. فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف”.
فهل من معتبر؟!
“والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة