Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق على من يقع اللوم عن الفساد في إدارة شرطة المرور

الخبر:

في يوم الأحد الأول من سبتمبر 2013، نشرت صحيفة صنداي نيشن خبراً تحت عنوان “الشرطة تحصد الملايين في حين يموت الكينيون على الطرق”. كشفت فيه الصحيفة أن المسؤولين عن إنفاذ القانون في كينيا يتواطئون مع عصابات لخرق قواعد المرور. وأضافت الصحيفة بأن مسئولين كباراً وصغاراً في الشرطة يجمعون ما لا يقل عن تسعة ملايين شلن يوميا من عصابات “بي إس في”، ويمنحهونهم الضوء الأخضر لمخالفة القانون وتخريب حياة الكينيين دون خوف من الاعتقال أو الملاحقة القضائية. ونقلت الصحيفة خبرا عن حادث سير مساء الخميس الماضي على طريق ماي ماهيو- ناروك أو أسفر عن مقتل أكثر من 41 شخصا وهو أحدث مثال على الآثار الناجمة عن الجشع المستشري داخل جهاز الشرطة وأصحاب الحافلات.


التعليق:

لا تقتصر شرور الفساد والرشوة فقط على جهاز الشرطة بل إنها متفشية في جميع الإدارات في الحكومة الكينية. حيث صدر مؤخرا تقرير منظمة الشفافية الدولية وجاء فيه أن كينيا تحتل المرتبة الرابعة في العالم من حيث أخذ الرشوة. وتشير الإحصاءات الحالية إلى أن سكان البلدات في كينيا يعطون رشوة 16 مرة في الشهر. ورغم هذا الإعلان، إلا أن الحكومة الكينية تقود العالم في إنشاء لجان تدعي أنها من أجل “محاربة” الفساد. والحقيقة هي أن هذه اللجان ليست سوى غطاء لإخفاء الأفراد الفاسدين الذين ليسوا فقط من الشرطة ولكن من الساسة أيضا.

الصحيح أن هذا ليس مستغربا، ولكن المستغرب هو أن تشاهد مثل هذه المفاسد في مجتمع استشرت فيه أفكار الرأسمالية الشريرة. إنها عقيدة فاسدة نحت حكم الله جانبا وأخضعت الناس لحكم البشر. بالإضافة إلى ذلك، فإن مقياس الحياة لهذه العقيدة الفاسدة هي النفعية فقط، حيث المال هو الشيء الأكثر تقديساً عندها. ومثلها الأعلى في الحياة هو “الغاية تبرر الوسيلة”.

((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون))

إن من ضيق الأفق وضحالة التفكير تصور الحلول لهذه المشاكل وغيرها أنه يكمن في النظام الرأسمالي الفاسد. بل إن الحل لمشكلة الرشوة ومشاكل البشرية جمعاء إنما يوجد في النظام الذي يمنع الشرور ويحارب الفساد؛ لأنه مبني على العقيدة الصحيحة ألا وهو الإسلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الراشي والمرتشي”. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الذين يعتنقون العقيدة يدركون أن طاعة الله سبحانه وتعالى هي الغاية من خلقهم، ويعتقدون بأنهم محاسبون على أعمالهم في هذه الحياة الدنيا. وبناء على وجهة النظر هذه، فلا يمكن للمجتمع الإسلامي في ظل الدولة الإسلامية، الخلافة، أن يشهد مثل هذه الكوارث، كما تشهدها المجتمعات الرأسمالية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير/ شرق أفريقيا