خبر وتعليق الهاجسُ العراقيُّ والأفغانيُّ وانكفاءُ أمريكا إلى الداخل
الخبر:
…أما صحيفة كريستيان ساينس مونيتور فقد أوضحت أنه وقبل أن يصوّت أعضاء الكونغرس على قرار الضربة ضد سوريا، يجب عليهم دراسة بيان أوباما بهذا الشأن يوم 31 أغسطس/آب الماضي قائلة إن أبرز ما يتضمنه هو القول إن الهجوم على سوريا يتطلب أن يتحمل مسؤوليته كل الأميركيين، على عكس ما كان يفعله كثير من الرؤساء الأميركيين السابقين الذين يذهبون إلى الحرب مباشرة ولا ينقلون المسؤولية إلى الشعب.
وأضافت بأن أوباما ومنذ 2009 جعل أميركا تنكفئ إلى الداخل في كثير من الأمور، لكنه وفي نفس الوقت ظل يحمل ويدافع عن رؤية عالم خال من أكثر الأسلحة دمارا، وأنه نقل القضية السورية إلى الكونغرس لاختبار ما إذا كان الأميركيون لا يزالون متمسكين بمبادئ عالمية.
وقالت أيضا إن أوباما ولكي يحصل على موافقة الكونغرس يحاول أن يؤكد للأميركيين المتعبين من الحروب أن الضربة ضد سوريا لن تكرر أخطاء حروب أميركا في العراق وأفغانستان وليبيا، وستكون لصالح “الأمن القومي الأميركي” بتخفيفها من إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الأميركيين على أرضهم أو خارجها.
عن موقع الجزيرة نت
التعليق:
رغم الزخم الإعلامي وبعض التحركات العسكرية منذ الحادي والعشرين من شهر آب، يوم استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي في الغوطة، رغم هذا وذاك يتضح التخوّف الأمريكي من ورطة عسكرية جديدة مع الأمة الإسلامية، بعد القروح التي أصابت الأمريكيين نتيجة غزو أفغانستان والعراق، ويتضحُ كذلك سعيُ الولايات المتحدة الأمريكية إلى التأخير في هذه الضربة، فمن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة لحاجة المفتشين الدوليين إلى أربعة أيام لاستكمال تحقيقاتهم، إلى التصريحات بأن العينات تحتاج لثلاثة أسابيع لظهور نتائجها، إلى قيام الرئيس الأمريكي بإحالة موضوع الضربة إلى الكونغرس وتحديد التاسع من شهر أيلول موعداً لمناقشة الموضوع، كل هذا يدلّ على سعي أمريكا للتأخير في الضربة العسكرية.
ويتضح التخوف الأمريكي من ورطة عسكرية جديدة مع الأمة الإسلامية من تصريحات المسؤولين الأمريكيين بمختلف مستوياتهم من الرئيس الأمريكي إلى وزير خارجيته ووزير دفاعه وأعضاء من الكونغرس بمحدودية الضربة المُزْمَعِ القيامُ بها مكاناً وزماناً، وبحضورِ أخطاء حروب أمريكا في العراق وأفغانستان في تصريحاتهم.
ومع اليقين بأنّ الضربةَ حين وقوعها ستكون لصالح نظام الأسدِ، وللضغط على الثائرين المخلصين للقبول بالحلول السياسية (التفاوضية)، ولإرغامهم على المساومةِ على المبادئِ والقيمِ والأحكامِ الشرعية، إلاّ أنّ الخوفَ من التورّط مع الأمةِ الإسلامية مرةً ثالثةً أو رابعةً بادٍ في تصريحاتِ الساسةِ الأمريكيين، وذلك بحكم مبدئهم الرأسماليِّ القائمِ على جعلِ المنفعةِ والمصلحةِ أساساً، والقائمِ على إعطاءِ العقلِ حقَّ تقدير المنفعةِ والمصلحةِ، لكنّ الأمةَ الإسلاميةَ ذاتَ العقيدةِ النقيةِ الصافيةِ، تؤمنُ أنهم إنْ كانوا يألمونَ فإن الأعداء يألمونَ كما يألمون، ولكن المسلمين: وترجونَ من اللهِ ما لا يرجون، وتؤمنُ كذلك بقوله تعالى: (إنْ يمسسْكُم قرحٌ فقدْ مسَّ القومَ قرحٌ مثلُهُ، وتلك الأيامُ نداولها بين الناس).
تشيرُ الصحيفةُ إلى أن أوباما منذ عام 2009م جعل أمريكا تنكفئُ نحوَ الداخلِ، فهل أحسّتْ أمريكا بوجودِ من يمكنُ أن يشكلَ تهديداً لها ولمصالحها؟ بل هل أحسّت أمريكا بأنها اقتربت من العودةِ إلى مرحلة ما قبلَ مبدأ مونرو؟ وأنها ستعودُ إلى عزلتها؟ إن كانَ كذلك فهو بكم أيها المسلمون، وبثورتكم المخلصة، وإصرارِكم على الحق وعلى نصرةِ دينِ الله.
فيا أيها المسلمون: لقد آنَ أوانُكم، وها هم أعداؤكم يحسبونَ لكم الحسابات، فلا تستهينوا بأنفسكم، ولا بقدراتكم وإمكاناتكم، ويكفيكم عقيدتُكم النقيةُ الصافيةُ، ويكفيكم أنكم تحبونَ الموتَ في سبيل الله أكثرَ مما يحب أعداؤكم الحياةَ، وقبل هذا وذاك فإنّ الله تعالى ناصرُكم إن نصرتموه، وكفى بالله نصيراً، فألقوا بالدنيا وراءَ ظهوركم، وأقبِلوا إلى اللهِ تعالى مخلصين له الدينَ، وأعطوا نصرتَكم لحزبِ التحريرِ فهو الرائد الذي لا يكذبُ أهلَه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة