خبر وتعليق بل أعيدوا النظر في حضارة الغرب الزائفة
الخبر:
كتبت الصحفية هيلي بركس في صحيفة ويكند افيسن الدنماركية عن النجاح والفرص الوظيفية المغرية التي تنتظر “الإسلاميين” الذين يتحولون إلى “ديمقراطيين” ثم يتصدرون لانتقاد “الإسلاموية”.
وقد أوردت بريكس أمثلة على ذلك شملت الإمام السابق أحمد عكاري الذي شارك منذ سنوات في حملة ضد الرسوم الدنمركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، والذي أصبح اليوم ينتقد الإسلام والمسلمين بعدما اعتذر عن مشاركته في تلك الحملة وقدم اعتذاراً خاصاً للرسامين والسياسيين، معلناً أنّ لهم كامل الحق في رسم وقول ما يشاؤون.
كما واستشهدت بركس بماجد نواز الذي خرج من حزب التحرير بعد قضائه أربع سنوات في سجون مصر، وهو الآن بصدد الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة في بريطانيا.
وفي ختام مقالتها كتبت بركس: “هناك العديد ممن نود أن يتبعوا ذلك النهج. فهنالك مثلًا ممثل حزب التحرير في الدنمارك شادي فريجة. فهو رجل جميل مثل نواز، فلماذا يفني جماله المثير في بيع فكرة الخلافة، في حين يمكنه تحقيق نجاح باهر لو ألف كتابا عن بعض الفضائح الداخلية في فرع حزب التحرير الدنماركي. هذا بالإضافة إلى أن كل المجالات تكون مفتوحة أمام الإسلاميين السابقين.
التعليق:
لقد رد الممثل الإعلامي لحزب التحرير في الدنمارك على بركس في صفحته الرسمية على الفيس بوك بالقول:
(السيدة بركس، أنا على أتمّ الاستعداد لتلبية طلبك ولكن…!
عليك فقط أن تدحضي صحة دين الإسلام، وأن تقدمي لي أكثر مما عرضه الله تعالى لعباده المخلصين من جنة خالدة!
فإن لم تتمكني من ذلك، ولن تتمكني من ذلك لا أنت ولا غيرك، فاعلمي أننا في حزب التحرير، مثل غالبية المسلمين، لنا أسوة حسنةٌ في النبي عليه الصلاة والسلام، الذي رفض العديد من الإغراءات، بل والتهديدات على حد سواء. ومن مواقفه الشهيرة تجاه الإغراءات قوله عليه الصلاة والسلام: “والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر (الدعوة إلى الإسلام وإقامة دولته) حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته” (سيرة ابن هشام).
يا سيدة بركس… نعم إنه لأمر مُغرٍ أن يكون المرءُ مقبولاً من قبل مجتمعه وبيئته. إن الضعفاء من الناس يحاولون تجنب إدانة الآخرين لهم، وإن مثل تلك الضغوط تشكل فتنة كبيرةً بالنسبة لأمثال هؤلاء. هناك من المسلمين من يتم إغراؤه أو ترهيبه كي يقبل بالقيم (الفاسدة) السائدة في هذا المجتمع، وهنالك من يتخذ نهجا انتقائيا تجاه الإسلام، بحيث لا يلتزم إلا بالأحكام الشرعية التي لا تغضب الآخرين، ومنهم من لا ينطق إلا بما يرضي هذا المجتمع، ومنهم من هو مستعد لأن يفعل أي شيء في سبيل تجنب الاتهام بالتطرف أو ليظهر أنه معتدل.
إلا أن المسلمين العقلاء يخشون ربهم تعالى القائل في القرآن الكريم:
((وَإِن كَادُوا۟ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتَفْتَرِىَ عَلَيْنَا غَيْرَهُۥ ۖ وَإِذًا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلًا * وَلَوْلَآ أَن ثَبَّتْنَٰكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْـًٔا قَلِيلًا * إِذًا لَّأَذَقْنَٰكَ ضِعْفَ ٱلْحَيَوٰةِ وَضِعْفَ ٱلْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا)) [الإسراء 73-76]
لهذا السبب أقول لك يا سيدة بركس… إذا كنت قادرة على دحض صحة دين الإسلام، أو أن تثبتي للمسلمين أن الديمقراطية والعلمانية أفضل من الإسلام، حينها يكون لديك فرصة لتقنعينا أن نتبنى الديمقراطية أو أن ننتقد الإسلام. أما الإغراء أو التهديد فليس له أدنى تأثير على المسلم العاقل الذي يؤمن برسالة الإسلام.
يا سيدة بركس… يمكنك وبسهولة أن تستشهدي ببعض الحالات، التي حقق فيها بعض الإسلاميين السابقين مصالح مادية على إثر اعتناقهم قيم الغرب ومعتقداته السياسية. ولكني أستطيع أن أحدثك عن الآلاف المؤلفة من الغربيين الذين يجدون السعادة الحقيقية سنويا من خلال اعتناقهم الإسلام (رغم كل التكاليف المادية والنفسية التي تترتب على خيارهم، خلافا لحال ضعاف النفوس من المسلمين الذين تفرش لهم الأرض وروداً لو انقلبوا على أعقابهم). فهم أدركوا معنى الحياة وحصلوا على الاستقرار والطمأنينة باتباعهم تعاليم الإسلام، ويستبشرون بأقصى الإغراءات التي لا يفوقها ولا يضاهيها شيء، نعيم دائم في جنة النعيم.
لذلك كان من الأولى لك ولمن يشاركك الرأي يا سيدة بركس، أن تعيدوا النظر في حضارة الغرب الزائفة وتنقذوا أنفسكم باعتناقكم الإسلام).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شادي فريجة
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في اسكندينافيا