Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا وراء إعطاء الأسد الفرصة تلو الفرصة

الخبر:


سي أن أن (CNN)
— لم تكن تلميحات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بشأن تجنيب سوريا ضربة عسكرية إذا ما تخلت عن ترسانتها من الأسلحة الكيميائية “زلة لسان”، كما اعتبرها البعض، وإنما يبدو أنها كانت ضمن خطة جرى إعدادها سلفاً، شارك في وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي باراك أوباما.

وبينما أُثيرت عدة تساؤلات حول “مهندس” الخطة، التي يصفها البعض بـ”الصفقة”، ما إذا كان بوتين نفسه، أو وزير خارجيته سيرغي لافروف، كشفت موسكو الثلاثاء، أن موضوع إخضاع الأسلحة الكيميائية السورية لرقابة دولية، تم بحثه بين الرئيسين الروسي والأمريكي، على هامش قمة مجموعة العشرين مؤخراً.
وأكد الرئيس بوتين، في تصريحات للصحفيين الثلاثاء، أن مسألة وضع السلاح الكيماوي السوري تحت رقابة دولية، تم دراستها مع الرئيس الأمريكي أثناء قمة مجموعة الـ20، وقال: “اتفقنا على أن نفعلها ونجعلها ملحة، وأن نطلب من وزيري الخارجية الأمريكي والروسي التواصل والعمل معاً، لطرح حل لهذه المسألة”.

ورفض المتحدث باسم “الكرملين”، دميتري بيسكوف، الإفصاح عن مزيد من المعلومات بشأن ما دار خلال الاجتماع المغلق بين الرئيسين، قائلاً: “نحن لن نكشف محتوى الحوار بين بوتين وأوباما”، إلا أنه أكد أن “هذه المسألة بحثت خلال لقاء الزعمين في سان بطرسبرغ”، وفق ما نقلت وكالة “نوفوستي” للأنباء.

 

التعليق:

لم يعد خافيا على كل ذي لب أن أمريكا هي صاحبة الرأي والنهي في كل ما يتعلق بسوريا، وأنها تتخذ من روسيا ورقة توت تستر به ما بقي من عورتها، فيتكلم بوتين ولافروف بلسانها، وتخطط معهم السياسات المتعلقة بسوريا، فتظهر أمريكا بمظهر الرافض لسياسات الأسد، في حين أنه عميل لها، ينفذ ما يحفظ لها مصالحها في المنطقة،

لقد رأت أمريكا أن ضرب الأسد بأي شكل من الأشكال سيضعفه رغم حرصها في تصريحات أوباما السابقة أنها لا تهدف من الضربة ترجيح كفة المعارضة عليه، فسياستها ترتكز على أن تنهك قوات الأسد المعارضة، وأن تنهك المعارضة قوات الأسد، ثم تجرهما إلى طاولة المفاوضات، لتأتي بحل سياسي يضمن بقاء مصالحها مصونة، وأمن إسرائيل محفوظا كما كان الوضع طوال حكم حزب البعث.

كما أن السلاح الكيميائي وإمكانية انتقاله إلى المعارضة المسلمة التي لا تؤمن بأمريكا، ولا تريد أن تكون تابعة لها، أمر يؤرق أمريكا والغرب أرقا كبيرا، لذلك يبدو أنها أوعزت إلى عميلها الأسد أن يضرب بالكيميائي، حتى تتخذ من ضربته ذريعة تتدخل فيها إما بالقوة، أو بالسياسة لتنزع السلاح الكيميائي من سوريا، وتضمن عدم انتقاله للمعارضة.

ولذلك يبدو أنها عدلت عن تلك الضربة، إذا ما أمنت السلاح الكيميائي، ثم ستترك الأسد يستمر في إطلاقه الصواريخ وآلة الدمار على المستضعفين في الشام، وهي تأمل في أن ينهك الثوار فيضطرهم للمؤتمرات الدولية التي تضمن بقاء مصالحها كما هي.

إن أمريكا لكم عدو فاتخذوها عدوا.

ويأبى الله إلا أن تنكشف كل نوايا أمريكا علانية، فتظهر حقدها وأنها لم ترتو بعد من دماء المسلمين في سوريا، وإن أقل ما يفعله المجاهدون والمرابطون والصابرون والمستضعفون في الشام أن لا يضعوا في يد أمريكا أي ورقة من أوراق الحل، وأن يفرضوا الحل الإسلامي بأنفسهم فيجعلوا الشام نواة للخلافة الإسلامية الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فتلقن أمريكا وروسيا الدروس في أن لحم هذه الأمة ليس بلحم جزور.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك