Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق أمريكا تستخدم روسيا في الحفاظ على نظام الأسد

 

الخبر:

نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله بأن:” التهديدات الأمريكية هي التي ضغطت على الأسد لقبول المبادرة الروسية والعودة إلى المفاوضات مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده تنوي مواصلة هذا الضغط.”

 

 

التعليق:

لم يكن يخطر ببال غالبية المراقبين أن إدارة أوباما كانت تُخطط منذ بداية ظهور الأدلة على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في كيفية تلافي ضرب النظام السوري وعدم معاقبته على جريمته تلك، ولم يتوقع أحد بأنها ستتعامل مع المبادرة الروسية لنزع الأسلحة الكيميائية السورية بكل هذا الاهتمام مدعية بأن تهديداتها هي التي تسببت في موافقة بشار على قبول تلك المبادرة.

فالمبادرة الروسية أصبحت – بحسب هذا المنطق – مطلباً أمريكياً، والعودة إلى المفاوضات مع نظام الأسد بدت وكأنها أقصى ما تتمناه أمريكا، وكل ما قيل في الفترة الأخيرة عن معاقبة النظام السوري وظهور الحماسة لتوجيه ضربة عسكرية ضده كانت مجرد جعجعة إعلامية وقد ذهبت أدراج الرياح.

فكأنّ كل ما جرى كان تمثيلية محكمة الإخراج، لعبت فيها القوى الكبرى أدواراً مختلفة فيها.

وكانت بريطانيا هي أول من كشف عن هذه التمثيلية بخروجها من المشاركة في ضرب النظام السوري بحجة أنّ مجلس العموم البريطاني قد رفض تفويض الحكومة القيام بهذه المهمة، وكان بمقدور كاميرون رئيس الحكومة أن يضغط على المجلس لحمله على القبول لكنه لم يفعل، وقد لاحظت عدة وسائل إعلامية تقاعس كاميرون عن فعل ذلك مما يدل على أن بريطانيا كانت تُخطط للانسحاب من مسرحية ضرب النظام السوري التي تُديرها أمريكا.

وأمّا فرنسا فتأخرت في إدراك اللعبة الأمريكية وظلت تتساوق مع التصريحات الأمريكية الحربية الكاذبة ضد النظام السوري حتى النهاية، ولم تخرج من اللعبة إلا بعد ظهور ملامح التوافق الأمريكي مع روسيا، ومن ثم بعد طرح المبادرة الروسية، فذكرت فرنسا عندها أنها تريد انتظار نتائج التحقيقات الدولية في استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية.

فأمريكا في هذه القضية لم تتعاون مع روسيا بشكل كامل وحسب، بل واستخدمتها في الخروج من إشكالية ضرب نظام الأسد المتداعي محافظة بذلك على ماء وجهها.

فكانت روسيا بذلك هي الشريك الأفضل والأمثل لها في الحفاظ على عميلها بشار، وفي تبرير عدم القيام بمعاقبته وضربه خوفاً عليه من السقوط، لا سيما مع عدم توفر البديل عنه على الأقل في الظروف الراهنة.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني