خبر وتعليق بئست دولة تقتات على نكبات الآخرين ثم تلفظهم
الخبر:
“قالت وزيرة التنمية الاجتماعية في الحكومة الأردنية على هامش لقاء مع الدول الأوروبية المتوسطية في باريس أن الأردن بحاجة إلى مساعدة بمئات الملايين من الدولارات مع تزايد أعداد اللاجئين السوريين القادمين إلى المملكة. وصرحت لوكالة الأنباء الفرنسية أنه يوجد في الأردن حاليا أكثر من مليون لاجئ سوري، مؤكدة أن الخدمات الصحية والتعليمية تعاني من ضغوط شديدة. وقالت الوزيرة أن الأزمة الإنسانية في الأردن يمكن أن تؤدي إلى استعداء السكان المحليين الذين ما زالوا حتى الآن يرحبون باللاجئين”.
التعليق:
يبدو أن الأردن اعتادت على أن تقتات على نكبات الآخرين ومصائبهم، فهي تأخذ الملايين من منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومن الدول الغنية بحجة إيواء اللاجئين ومساعدتهم.. بدأت منذ نكبة فلسطين وكررتها بعد غزو العراق والآن في أحداث سوريا وما نتج منها من لجوء أعداد كبيرة من السوريين إليها.
وتقول الوزيرة أنهم بحاجة إلى نحو 300 مليون دولار(225 مليون يورو) سنويا لدعم القطاع الصحي و800 مليون دولار (602 مليون يورو) لقطاع التعليم..
مع أن الوكالة الدولية للأطفال ذكرت مؤخرا أن واحدا فقط من بين كل ثلاثة أطفال سوريين في عمر المدرسة (عددهم نحو 150 ألف طفل) يحصل على التعليم.
وكذلك حذرت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من مرة من سوء الوضع الصحي الذي يعيشه اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، ناهيكم عن قلة الغذاء وسوء أوضاع الخيم وأماكن السكن، مع أنه يوجد أكثر من 100 مؤسسة إنسانية دولية بخلاف المفوضية وبرنامج الغذاء العالمي اليونسيف تعمل في الأردن مع اللاجئين.. فأين تذهب كل تلك المعونات والأموال التي أخذوها للإنفاق على هؤلاء اللاجئين؟!
وكان من ضمن ما صرحت به الوزيرة “أن المجتمعات المحلية في الحقيقة تدعم اللاجئين السوريين إلا أنه قد يأتي وقت يمكن أن تشعر به هذه المجتمعات بالإحباط، ولا نريد أن نصل إلى تلك المرحلة”. أي دعم وأية رعاية هذه وهم قد صرحوا مرارا وتكرارا أن هؤلاء اللاجئين يشكلون عبئا اقتصاديا واجتماعيا عليهم، والإشاعات المغرضة التي انتشرت عن نساء المخيم وفتياته والتي نالت من كرامتهن وأعراضهن! ومنعهم ولو بالقوة من الخروج من المخيم الذي هو أشبه بسجن كبير، مما حذا بالآلاف من هؤلاء اللاجئين إلى العودة إلى جحيم الحرب في بلادهم بسبب الإساءة لهم. وقد بلغ عدد اللاجئين العائدين إلى سوريا ما يزيد على 60 ألفا.. أم أن هذا يدخل ضمن إطار “الأردن أولا”! فهي بدل أن تجير المستجيرين بها وتستضيف اللاجئين لها فإنها تستغلهم وتعتاش من ورائهم وبعدها تلفظهم وتقول أنهم عبء عليها من كل النواحي.. فهي أنظمة فقدت الإحساس حتى بالإنسانية وقطعت روابط الأخوة وحقوق الجار لأنها حكومات رأسمالية عميلة.. ولن ينقذ اللاجئين ويعيد حقوقهم وحقوق غيرهم من الشعوب إلا دولةٌ تحكم بشرع الله وتقتص من الظالم وتعيد الحق إلى نصابه وبإذن الله يكون قريبا.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي