خبر وتعليق مليون طفل يموتون سنويا بعمر يوم واحد
الخبر:
أوردت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة تقريرا عن معدلات الوفاة عند الأطفال جاء فيه:
مليون طفل يموتون بعد يوم واحد من ميلادهم، وستة ملايين ونصف المليون من الأطفال يموتون لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات، فيما يموت خمسة وثلاثون مليون طفل دون الثلاثة عشر عاما.
ويضيف التقرير أن أكثر من نصف حالات الوفاة دون الخمس سنوات تتركز في خمسة بلاد هي الهند ونيجيريا والباكتسان وجمهورية الدومنيك والصين.
التعليق:
اللافت للنظر في هذا التقرير أن البلاد التي تكثر فيها الوفيات هي بلاد فقر تظهر فيها علامات المجاعات وسوء تغذية وانعدام العناية الصحية، واللافت للنظر أيضا أن هذه البلاد، فيما عدا الصين والدومنيك، هي بلاد يشكل المسلمون فيها نسبة كبيرة مثل الهند، في حين أن باكستان ونيجيريا من كبريات البلاد الإسلامية من حيث عدد السكان.
وإذا علمنا أن حالات الوفيات لمن هم دون الخمس سنوات كما ورد في التقرير هي انعدام العناية الطبية عند الأمهات والحالة الصحية السيئة وسوء التغذية ومضاعفات الولادة، ثم الالتهابات الصدرية، والإسهال والملاريا. فإنه مما يدفع المرء للسؤال عن ثروات البلاد من ناحية ومن ناحية أخرى عن مقدرات الأمة الإسلامية المتفرقة أين تُهدر؟
هل يصح القبول بالقول إن هذا قدر الله وقضاؤه ولا قِبَل لنا بدفعه، في حين أن هناك أسبابا لو أخذنا بها فإنه من المؤكد توفير حياة كريمة لهذه الأمة الإسلامية الغنية بثرواتها وبسكانها.
مليارات تهدر في الملاهي وفي الأسواق الأوروبية والأمريكية وعلى الجيوش الرابضة في الثكنات تحمي الحكام ولا تدافع عن البلاد ضد أعدائها، وتهدر الطاقات والمقدرات والخيرات لإرضاء الكفار المستعمرين وإشباع رغباتهم والحفاظ على تقدمهم الصناعي والطبي في حين لا يهتم حكامنا بموت الأطفال وجوع الأرامل وبؤس الشيوخ والثكالى، بل يزيدونهم فوق كل هذا قتلا وتنكيلا وتشريدا.
إنتاج اللقاحات ضد أمراض الملاريا والتفوئيد والحصبة وشلل الأطفال لا يكلف سنتات في مصانع الغرب، ولكن احتكارهم للتصنيع وجشعهم في التحفظ على براءة الاختراع تجعل تصنيع هذه اللقاحات مستحيلا أو باهظ التكاليف لا يستطيع سكان المناطق الفقيرة أن يشتروه، فيموتوا لانتشار الأمراض المعدية والقاتلة، وخاصة عند الأطفال وضعيفي الأجسام بسبب سوء التغذية.
أية إنسانية هذه التي يعيشها العالم في هذا القرن الواحد والعشرين؟
أما آن للبشر أن يستوعبوا أن هذه الحضارة الغربية الكريهة هي التي سحقتهم تحت أقدامها لترتقي، وتمعن في امتصاص دمائهم لتعيش؟!
إنه لا بد لهذه الإنسانية من نظام رباني يعالج قضاياهم ويهتم بشؤونهم أفرادا وجماعات لا يهمل أحدا ولا يمايز بين أسود وأبيض، إنه نظام الإسلام الوحيد القادر على ذلك، فالله سبحانه وتعالى يقول: [وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين].
نكتب هذا ونحن على يقين أن الموت والحياة بيد الله سبحانه وتعالى وأن لكل أجل كتابًا، والله حكيم خبير!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق أبو فراس