السلطات الروسية تقرر تصفية أعضاء حزب التحرير جسديًا
السلطات الروسية تقرر تصفية أعضاء حزب التحرير جسديًا
في 15 أيلول/سبتمبر 2013، وفي حوالي الساعة الحادية عشرة مساء داخل مدينة كيزلار في داغستان، ارتقى إلى العلا شهيدا – بإذن الله – عضو حزب التحرير، غباييف عبد الله، وذلك جراء إصابته بطلقات نارية قاتلة بالقرب من منزله أثناء عودته من الخارج. وقد أكد الفحص الطبي الذي أجري على جثمانه الطاهر، أن غباييف تلقى عدة طلقات متفجرة تسببت بجروح عديدة في جسده أدت إلى استشهاده.
ونتيجةً لهذا القتل الوحشي لأحد أعضائنا النشطاء، فإننا في حزب التحرير نريد أن نسلط الضوء على بعض النقاط الهامة:
1. كان عبد الله عضوًا نشطًا في حزب التحرير، وكان رحمه الله جريئا صادق اللهجة، مخلصًا في حمله للدعوة الإسلامية على النهج الذي يرتضيه ربه؛ فكان ناشطًا في العديد من الفعاليات الهادفة إلى نشر وحماية الإسلام، سواءً كانت فعاليات الاحتفال بعيدي الأضحى والفطر أم الفعاليات العامة التي نظمت للاحتجاج على عمليات الاختطاف والقتل التي تقوم بها السلطات ضد المسلمين في داغستان. كما كان يلتقي في كثير من الأحيان بالعديد من الأئمة وقادة المجتمع ليشرح لهم حقيقة الوضع القائم في البلاد الإسلامية، والمشاكل التي تعاني منها الأمة الإسلامية بشكل عام. وكونه رحمه الله عضوًا في الحزب السياسي الإسلامي، حزب التحرير، ولمعرفته الجيدة بالثقافة الإسلامية، فقد كان دائمًا يوضح للناس أن الإسلام نظام شامل للحياة، وكان يدعو إلى العمل الجاد من أجل استعادة الخلافة، لأنه فقط من خلال دولة الخلافة، يمكن إيجاد الإسلام في واقع الحياة والمجتمع.
2. إن المسلمين الذين يعيشون في روسيا قد بدأوا ينهضون ويعودون إلى جذورهم، وقد بدأوا تعلم دينهم بصورة أكثر عمقا، وكذلك دراسة تاريخ أمتهم الإسلامية العظيمة. كل هذا بالتأكيد يقود المسلمين لإدراك حاجتهم إلى اتباع الأحكام الإسلامية وكذلك الاعتراف بأنهم جزء من الأمة الإسلامية الواحدة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصحوة تحدث للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وهذا ما جعل أعداء الله والمسلمين يعملون جاهدين لإعاقة نهضة الأمة الإسلامية. لقد كانت هناك في داغستان في الآونة الأخيرة احتجاجات عامة ضد المضايقات التي يتعرض لها المسلمون، ليس فقط في القوقاز، ولكن أيضا في روسيا، وأيضا ضد قتل المسلمين في الشام. كل هذا يدل على صحوة الأمة وعودتها إلى الإسلام السياسي.
3. رأينا في الآونة الأخيرة أن روسيا تحارب الإسلام والمسلمين بكل وحشية، وتساعد نظام الطاغية الأسد بكل خسة ونذالة، وعلى الرغم من الاختلافات المعلنة مع الولايات المتحدة، فإن روسيا تظل الحليف الرئيسي لأمريكا في الحفاظ على النظام العلماني في سوريا. إن هذا النشاط السياسي للخارجية الروسية لا علاقة له بالتنافس مع الولايات المتحدة في الجغرافيا السياسية، وإنما يرتبط مباشرة بالخوف من احتمال قيام دولة إسلامية في الشام. وحيث إن روسيا نفسها بها أكثر من 20 مليون مسلم، فإن السلطات تخشى من نشاطهم السياسي، لا سيما في سياق التغيرات الجوهرية في العالم الإسلامي.
إن كل هذه الحقائق، وكذلك عدد الرصاصات التي اخترقت الجسد الطاهر لأخينا الحبيب، لتثبت أنه قد قتل عمدا عن سبق إصرار وترصد من حكام روسيا الجبناء! فشجاعته وقوة شخصيته، وهيبته واحترامه بين المسلمين بسبب ثقافته الإسلامية العميقة وسلوكه النبيل المنضبط بأحكام الإسلام، ونشاطه في حمل الدعوة الإسلامية بجد وإخلاص، فضلا عن مواقفه الثابتة في حماية مصالح الأمة الإسلامية، كل ذلك كان سببًا لإطلاق الرصاص الجبان عليه. وإننا في هذا الصدد، نقول لجميع البلطجية الذين تورطوا في قتل أخينا غباييف ما يلي:
أولًا: إنكم لن تستطيعوا أبدًا أن توقفوا حملة الدعوة الإسلامية عن عملهم هذا حتى ولو جمعتم كل أعوانكم من الإنس والجن! إن كل ما تبذلونه من محاولات لوقف دعوة حزب التحرير محكوم عليها بالفشل، فهل ما زلتم لا تدركون هذا! إذا كنتم تريدون من خلال هذا القتل الجبان لأخينا غباييف، أن تخيفوا مَنْ خلفه من المسلمين المخلصين من شباب حزب التحرير، فعليكم أن تعلموا أننا لا نخشى إلا الله، وأن الموت في سبيله هو أحب إلينا من الحياة بالنسبة لكم بكل ملذاتها.
ثانيًا: إنكم اليوم تتجرؤون على قتل المسلمين وانتهاك حقوقهم. لكن اليوم الذي ستحاسبون فيه على كل ما اقترفته أيديكم من جرائم في حق الإسلام والمسلمين قد بات قريبا، بل هو أقرب مما تعتقدون! وستنالون عقابكم مرتين: مرة في الدنيا على يد خليفة المسلمين وجيوشه الجرارة حيث ستدك حصونكم التي تظنونها مانعتكم، وتنتزعكم من عروشكم، وتجتز رؤوسكم العفنة عن أجسادكم النجسة، والثانية: حيث مستقركم في الآخرة جهنم وبئس المصير كلما نضجت جلودكم أبدلكم الله جلودا غيرها لتذوقوا العذاب بل وتخلدوا فيه أبدا.
ثالثًا: لا يمكن أبدًا مقارنة الكلب بالأسد، لأن الأسد عندما يموت، فإنه يترك وراءه المجد والبطولة والشجاعة… أما الكلب فلا يخلف إلا الجبن والعار! وقد كان أخونا غباييف عبد الله أسدًا من أسود الإسلام العظيم!
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعجل بإقامة الخلافة التي ستقتص منكم أشد القصاص على جريمتكم في حق أخينا عبد الله، وعلى كل جرائمكم التي اقترفتموها في حق المسلمين الذين يعيشون في روسيا، وفي حق المسلمين في سوريا بتواطئكم مع نظام الطاغية بشار، بل وفي حق المسلمين في العالم.