خبر وتعليق كالمرأة العاشقة لقاتلها ألم يحن لكم أن تتخلصوا من هذا التناذر
الخبر:
نشر موقع خبر5 بتاريخ 14/09/2013م خبراً جاء فيه: بعد لقاء وزير الخارجية أحمد داود أوغلو، بوزير خارجية نيكاراغوا صموئيل سانتوس لوبيز قام بالإجابة على الأسئلة في المؤتمر الصحفي المشترك. كما علق داود أوغلو على السؤال حول التصريحات الأخيرة للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي، وأوضح أن تركيا لم تقم يوما بالدعوة لتدخل عسكري خارجي، ولم تقم أيضا بالدعوة للحرب بأي فترة من الفترات. قال داود أوغلو؛ “هذه ليست دعوة للحرب، على العكس من ذلك، فإننا ندعو لوقف الحرب التي لا تزال مستمرة وتتسبب بمقتل مئات الآلاف من الناس، والتي تتسبب في لجوء ملايين الأشخاص، نحن لا ندعو أبدا لبدء هذه الحرب. أوقفوا الحرب، وأن سوريا والدول المجاورة قد دفعت ثمن عدم إيقاف هذه الحرب حتى الآن. هذا يكفي. اصنعوا ما شئتم، وأوقفوا هذه الحرب بما أنكم الأمم المتحدة”.
التعليق:
إن هذا التصريح الذي قام به وزير الخارجية داود أوغلو يشبه تماما التصريح الذي قام به رئيس الوزراء أردوغان عندما بقي متنحيا في البداية أثناء عملية احتلال الولايات المتحدة الأمريكية لليبيا. قال رئيس الوزراء أردوغان؛ “إننا ضد تدخل حلف الناتو في ليبيا، وما داعي ذهاب الناتو إلى هناك؟”، ومع ذلك فبقوله الذي تزامن مع وصول إشارة من الولايات المتحدة للتدخل في ليبيا “أن الناتو قد ذهب إلى هناك لإثبات وتسجيل أن ليبيا تعود لليبيين”!، يكون قد أظهر أنه يتصرف في السياسة الخارجية لصالح السياسة الأمريكية.
وباستخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية يكون قد تم تخطي الخطوط الحمراء للولايات المتحدة الأمريكية. على ذلك فإن قول أردوغان للأمم المتحدة من حين إلى آخر “لم يعد لكم أعين لتنظروا من خلالها إلى المرآة”، قد استدعت الأمم المتحدة لأداء وظيفتها. ومن قيام الولايات المتحدة بتقديم إشارة حول التدخل، قاموا بالتصريح بـ “ينبغي تأسيس ائتلاف متطوعين” في حال عدم صدور قرار من مجلس الأمن. وتزامنا مع وصول التدخل العسكري الأمريكي إلى التوقف أو حتى إلى الانتهاء فإن داود أوغلو بقوله :”ندعو لوقف الحرب، ولا ندعو لبدئها” يكون قد قام بمناورة ذكية عند الوصول إلى خط الولايات المتحدة.
إن الولايات المتحدة لديها نفوذ قوي على الناحيتين الاقتصادية والسياسية، في تركيا. لذلك، فليس لها سياسة خارجية رغما عن أمريكا. وإن حزب العدالة والتنمية سيحدد وجهته حسب وجهة أمريكا. أو مثل عربات القطار ستذهب حيث تجرها أمريكا. ولإنقاذ أهالينا الذين مات منهم مئات الآلاف، ينبغي عليهم إيجاد القتلة الحقيقيين وإجبارهم على التذلل. أما الثوار الحقيقيون في الثورة السورية، فهم وراء النظر إليهم على أنهم إرهابيون، وقولهم “إننا مساندون لنظام دولي، الائتلاف الوطني السوري والجيش الحر بقيادة سليم إدريس”.
لذلك فإن هذا التصريح الذي قام به داود أوغلو يظهر أن الولايات المتحدة وروسيا كانتا على اتفاق مسبق، وبعد ذلك وصلت إلى خط الولايات المتحدة، وأن مصلحته هي إلى جانب النظام الدولي قبل أن تكون إلى جانب دماء المسلمين المهدورة.
[الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِين أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا] [النساء: 139]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان يلديز