خبر وتعليق منطقة أبيي الغنية بالنفط تحت الانتداب الغربي
الخبر:
ورد في صحيفة الصحافة الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 11 ذو القعدة 1434هـ الموافق 17 سبتمبر 2013م العدد (7228) ما نصه: (أمريكا وبريطانيا والنرويج تطلب إجراء استفتاء أبيي في أكتوبر).
التعليق:
إن قلوبنا تتفطر ألماً وحرقة ونحن نتابع مثل هذه المواقف الصادرة من دول الكفر وهي تأمر حكامنا بضرورة عقد الاستفتاءات والمباحثات، مما يعتبر تدخلاً مباشراً في شؤوننا الداخلية. وإنه لمن العار والشنار أن تصمت القوى السياسية في البلاد على الانتداب الغربي المباشر الذي يقوض أمن البلاد والعباد، وينقص الأرض من أطرافها، فماذا جنينا من التدخلات الغربية سوى التفتيت، وتهيئة بقية المناطق في السودان لمزيد من التفتيت!. إن هذه الدعوة التي تنطلق من فراعنة هذا الزمان – أمريكا وبريطانيا والنرويج وغيرهم – من حين إلى آخر تدعو فيها أهل السودان لإجراء استفتاء لمنطقة أبيي، لهي دعوة ملغومة بالبارود والكيماوي ومشئومة لا محالة، فتاريخنا الطويل مع مواقف هذه الدول لا يبشر بخير، بل هو الشر المستطير.
إن هذه الدعوة مرفوضة جملة وتفصيلاً؛ وذلك للأسباب الآتية:
أولاً:إن بريطانيا وأمريكا ليستا مؤهلتين أخلاقياً للحديث عن وقف النزاعات والحروب بين الشعوب والأمم، وشاهد ذلك أن بريطانيا نفسها هي التي بذرت بذور الحرب في السودان عندما كانت تستعمره بجيوشها؛ فكان التمرد الأول الذي شهدته البلاد في عهدها الاستعماري وبدعم منها؛ والذي استمر قرابة النصف قرن، فكيف بعد ذلك كله نستجير بنارها؟ وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعلن عداوتها وكراهيتها لهذه الأمة من خلال أفعالها وممارساتها ضد الأمة في السودان وغيرها من بلاد المسلمين المحتلة، فهي التي تبنت حركات التمرد، وهي التي كانت وما زالت تمد الحركات المسلحة بالسلاح والمال وتقوم بدعمها لوجستياً ومعنويا وتروج لتلك الحركات في المحافل الدولية عبر منظماتها المشبوهة، مظنة أن تجد لها موطئ قدم في هذا البلد الممزق (السودان). كل هذا يجعل منها بلداً غير محايدٍ ولا نزيه للتحدث عن صلح أو استقرار، ونحن نعلم أن الاستفتاء المزعوم إنما يُراد من خلاله سلخ هذه المنطقة الغنية بالنفط من أجل (كروش) بيوتات المال العالمية وشهوات الرأسمالية المتوحشة، وضمها لبحر الغزال لتقوية الدولة الوليدة في جنوب السودان.
هذا ما تنطق به الوقائع والأحداث، وفي هذا السياق يحذر المولى عز وجل هذه الأمة من السير تحت جناح هؤلاء الكافرين من الأمريكيين والبريطانيين ومن لف لفهم، يقول الحق تبارك وتعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ]، فبعد هذا القول الفصل من لدن حكيم خبير، لا يستقيم أن يستعين مسلم بهؤلاء الكافرين مظنة أن فيهم خيرٌ لهذه الأمة، ولكنا نرى الواقع عكس ذلك تماماً؛ فها هو المبعوث الأمريكي يسرح ويمرح في البلاد بطولها وعرضها فيقابل المسؤولين ورؤساء الأحزاب السياسية، كما فعل الشيطان الأمريكي أو المبعوث الأمريكي عندما التقى الصادق المهدي يوم الأحد 15/ 9/ 2013م بمنزله، ولا يتوقف هذا المستعمر الغاشم عند هذا الحد، بل يذهب أبعد من ذلك فيلتقي زعماء العشائر والقبائل، كلقائه الأخير مع زعيم قبيلة المسيرية حيث أكد (دونالد بوث) المبعوث الأمريكي لشطري السودان في تصريحات صحفية بعد اجتماعه مع الخير الفهيم؛ رئيس الجانب السوداني لإدارية أبيي، في مقر لجنة الإشراف المشتركة أنه أجرى اجتماعاً ناجحاً – بحسب تعبيره – استمع فيه إلى وجهة نظر المسيرية لترتيبات الحل النهائي، وقال إن مهمته كمبعوث خاص تتلخص في التعاطي مع ملف العلاقات الثنائية بين الخرطوم وواشنطن، وحل القضايا العالقة بين الدولتين سيما منطقة أبيي.
ونحن نقول: إن هذه الجولات المكوكية التي يقوم بها المبعوث الأمريكي لشطري السودان، تجعل من البلد مستعمرة أمريكية بامتياز، وهذا مرفوض لدينا ومنبوذ، ما كان ليحدث لولا أننا فرّطنا في تحكيم شرع الله؛ الذي يجعل سيادة دولة الخلافة على أراضيها كاملة غير منقوصة.
إنّا نرفض مثل هذا العبث في بلاد المسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام الدين أحمد أتيم
منسق لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية السودان