خبر وتعليق مخابرات ترتع وحكام تركع
الخبر:
تناقلت وسائل الإعلام التونسية في الأيام الماضية وثيقة أمنية مسربة مرسلة من المخابرات المركزية الأمريكية – سي آي إيه – ((CIA مضمونها أن لديهم معلومات غير مؤكدة مفادها أن هناك مجموعة تتربص بمحمد البراهمي لاغتياله وتاريخ الوثيقة كان قبل أيام من الاغتيال الحقيقي الذي حصل بالفعل.
التعليق:
صحيح أن الجهات الأمنية تتحمل مسؤولية عدم أخذ الإجراءات اللازمة لمنع حادثة الاغتيال السياسي التي حصلت حين اطلاعها على هذه المعلومات، وهذا ما ركز عليه الإعلام في عرضه للوثيقة، وغايتهم في ذلك مناكفة الحكومة ودعم الجهات المتصارعة على الكرسي المعوج.
ولكن الطامة العظمى – والتي تغافل عنها الإعلام – هي من أين لمخابرات أمريكية معلومات كهذه داخلية وخاصة بالبلاد؟ أليس هذا خير دليل على تواجد أوكار من الاستخبارات الأجنبية في البلاد؟ بل ألا يدل هذا على أن هذه المخابرات ترتع في البلاد؟
أما المصيبة الكبرى فهي أن الحكام لا يحركون ساكنا تجاه هذه المظاهر، بل يركعون لأسيادهم الغرب ويبررون هذا الأمر بأنه تنسيق عادي على المستوى الأمني بين الدول، وكأن الحدث ذو طابع دولي. وأما الوسط السياسي فمعظمه، إلا من رحم الله، قد غض الطرف عن هذه الحقائق باعتبارها أمرًا واقعًا، ولا يرى في هذا مشكلة، وفي أحسن الحالات لا يرى أنه من الممكن مناكفة أمريكا والعمل على استئصالها وغيرها من دول الغرب من بلاد الاسلام.
لقد بانت الأيادي الغربية الممتدة إلى بلاد المسلمين والتي تمسك بخيوط الدمى (حكام المسلمين) تتلاعب فيهم كيفما تشاء وتلفظهم إن لم يعد لها حاجة بهم، المهم عندهم أن ينهبوا ثرواتنا وأن لا يتحرر المسلمون من ربقتهم، وأن لا يعيدوا مجدهم بدولة الإسلام التي ستعز الإسلام وأهله وتذل الكفر وأهله.
إن دولة الخلافة هي الحصن الحصين من تجاوزات أعداء الإسلام ومن الجواسيس الذين يمكرون بالبلاد، وستحاسب بإذن الله كل رويبضة باع دينه وأمته بثمن بخس إرضاء لأسياده من الغرب الكافر.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو أنس – تونس