خبر وتعليق مسرحية حزب العدالة والتنمية وحزب العمال الكردستاني
الخبر:
أوردت وكالات الأنباء تصريح منظومة المجتمع الكردستاني الذي جاء فيه “إننا أوقفنا الانسحاب بسبب عدم اتخاذ الحكومة أية خطوات من جانبها”، وجاء في التصريح أيضا: “إن وقف الانسحاب لا يعني نهاية العملية”، كما تم بيان مواصلة وقف إطلاق النار.
التعليق:
نتيجة للمحادثات التي جرت بين أوجلان المسجون في جزيرة إيمرالي ومفوضين عن الدولة، دعا زعيم حزب العمال الكردستاني في 21 آذار/مارس لإنهاء الكفاح المسلح، وذلك بإخراج القوى المسلحة إلى خارج تركيا. في عملية الانسحاب إلى خارج تركيا التي بدأها حزب العمال الكردستاني في 8 أيار/مايو تم حتى الآن انسحاب 29 مجموعة تتشكل من 600 شخص إلى خارج البلاد. كما ورد في تصريح زعيم منظومة المجتمع الكردستاني جميل بايك الأسبوع الماضي “إننا أمهلنا الحكومة التركية حتى الأول من أيلول، وقد انتهت المرحلة الأولى، وينبغي الانتقال إلى المرحلة الثانية، وإننا لم نر أي شيء حتى الآن؛ وهذا يعني أنها لا تريد حل المشكلة، وتتخذ السَّحق أساساً لها وتريد القتال، وإننا بدورنا سندافع عن أنفسنا ضد ذلك. نحن نوقف حرب العصابات، ولكن إذا رأينا أنهم يقومون بأي عملية، فسنقوم بحقنا الشرعي في الدفاع ضد هذه العمليات. وإذا أرادوا تفاقم القتال، فسنقوم بإعادة إرسال المجموعات التي وصلت إلى الجنوب (شمال العراق)”.
وحول ذلك أوضح مسؤولون في الحكومة التركية أن حزب العمال الكردستاني قام بسحب 20% من قواته في تركيا، وأن أغلب المنسحبين هم من كبار السن، والأطفال، والمرضى والنساء؛ لذلك فلم تحقق المرحلة الأولى، يعني الانسحاب، نتائجه بعد.
كل ذلك يبين لنا: أن حزب السلام والديمقراطية في زيارته الأخيرة لجزيرة إيمرالي ذكر إلغاء موقع أوجلان الفعال، وترقيته إلى موقع استراتيجي. وهذا يعني أنه حتى تتقدم العملية بسرعة أكبر وبشكل نشط، ينبغي ضمان تواصل أوجلان مع قنديل بشكل مباشر. وهذا الحال غير مقبول من الشعب في الوقت الحالي. وأما لضمان ذلك وتقبل الشعب له فينبغي على حزب العدالة والتنمية تقوية قبضته. أثناء ذلك بالضبط وقبل فينة من “حزمة إرساء الديمقراطية” التي عملت لها حكومة حزب العدالة والتنمية والتي ينتظر التصريح بها في الأيام المقبلة، فإن كلام جميل بايك عن وقف الانسحاب له مغزى معين، وكأنه هنا يطبق سيناريو التواطؤ بين الأطراف، وكأن الأحداث الجارية ليست سوى مسرحية. مع هذا القرار الذي اتخذه حزب العمال الكردستاني، ينبغي تسهيل الخطوات التي ستتخذها الحكومة في هذا الصدد. ومع ذلك، فإن وضع وقف إطلاق النار المستمر منذ حوالي 9 أشهر قد اعترف به من قبل الشعب، وعدم تلقي الجثث لكلا الجانبين أدى إلى راحة واطمئنان في المجتمع. إلا أن قرار حزب العمال الكردستاني بوقف الانسحاب أدى إلى زرع بذور الخوف مجددا في المجتمع، وأظهر خوفا من إمكانية العودة إلى العملية السابقة مجددا. لذلك فإن الخطوات التي ستتخذها الحكومة بهذا الشأن تعتبر متساهلة فيها، وإذا جاز التعبير فهي تعرض الملاريا على الشعب فيصبح راضيا بالموت.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز تشيليك