Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق الشعبُ يريدُ تغييرَ (وليسَ إسقاطَ!) النظام


الخبر:

تحت عنوان: مسيرات الغلاء في السودان تتحول إلى مطالب بإسقاط النظام، أوردت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن يوم الأربعاء 25.9.2013 ما يلي:
“اندلعت مظاهرات احتجاجية غاضبة في أنحاء متفرقة من السودان أمس، لليوم الثاني على التوالي، شملت مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم، وأم درمان، ومدينة ودمدني، رافضة القرارات التي اتخذتها الحكومة السودانية الأحد بزيادة أسعار السلع الأساسية والمحروقات. وأحرق المحتجون محطات البترول وحافلات النقل وبعض مقرات الحزب الحاكم، ورفعوا شعارات تطالب بإسقاط النظام ورددوا هتافات الربيع العربي “إرحل إرحل” و”الشعب يريد إسقاط النظام”. ودعت نقابة الأطباء السودانيين إلى العصيان المدني، وتمنت على القوات المسلحة تسلم السلطة في البلاد وتشكيل حكومة تكنوقراط للفترة الانتقالية”. انتهى


التعليق:

ما أشبه عمر بعلي، وعلي بالطاغية الهالك، والهالك بمبارك، ومبارك بزين العابدين، فعمر البشير يحدث الناس بلسان صندوق النقد الدولي الآمر الناهي في سياسات البلد الاقتصادية والمالية عما يسمونه إصلاحات اقتصادية قائلا: هل كنتم تعرفون الهوت دوغ قبل مجيء ثورة الإنقاذ؟ الآن الكل يعرفها! ووزير ماليته يخاطبنا مذكرا لنا بأن الإنقاذ قد عرفتنا على البيتزا وموديلات مختلفة من السيارات ما عرفناها قبلهم! وهذا غيض من فيض تفاهات البشير وأركان حكومته التي أمطرونا بها في ما مضى من أيام، وحسبنا الله ونعم الوكيل على هكذا حكام!!!

لا شك بأن ثورات الربيع الإسلامي تحمل في جنباتها ريحا طيبة تؤكد بأن الأمة الإسلامية جسدٌ واحدٌ إذا انتفض منه عضو بادرت بقية الأجزاء بالانتفاض تباعا، وعلى ذلك فلينتبه الواعون وليستيقظ النائمون وليعتبر المعتبرون. لا ندري كيف ستسير الأمور، فملوك السودان قد تجبروا وتكبروا وأرسلوا رسائل استفزازية في كل اتجاه، ولسان حالهم يتمتم: لا أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، هل ستتصاعد الاحتجاجات وتكبر؟ أم أنها ستهدأ وتنطفئ؟ فحتى كتابة هذه السطور لم يصل إلى مسامعنا قول لما يسمى بالمعارضة تتبنى فيه أمر المظاهرات هذه وتدعو الناس للخروج المنظم خلفها وتحت قيادتها من أجل إسقاط النظام كما يقولون. موضوعيا فإن الغلاء سيطحن الناس طحنا ويسحقهم سحقا! ولكن هل ستقوى الأجساد النحيلة الضعيفة الغضة على تحمل ضربات النظام الموجعة ورصاصاته الطائشة؟ وهل سنتحمل أطنان الغاز المسيل للدموع التي ستطلق في اتجاهنا فتدمع العيون وتبكي مرغمة؟

الإجابة نعم!

إن نحن استفدنا من الذي حدث لمن سبقونا بالانتفاض واصطحبنا ما يلي:

أولا:

 

تحرُّكُنا، وإن أشعلت شرارته الزيادة في أسعار المحروقات، ولكنه من أجل تغيير كامل النظام: فشكل الدولة وسياساتها المالية والاقتصادية، والقوانين المنظمة لعلاقة الرجل بالمرأة، وتلك التي تنظم علاقتنا الخارجية وكل شيء في الدولة يحتاج لتغيير. ولن نكتفي بتغيير الوجوه والأسماء دون تغيير الأفكار والأسس التي يحكم على أساسها.

ثانيا:

 

عقيدتنا تُحرِّكنا وإسلامنا يحمينا، فثورة الإنقاذ لم تأت بالإسلام وكلنا يعلم ذلك، وأمريكا والغرب الكافر أعداء لنا وجلنا يردد ذلك. أما الأمم المتحدة وتوابعها صندوق النقد والبنك الدوليين فهي أدوات للسيطرة والنهب والسلب، ومن منا لم يقرأ عن ذلك. كل ما سبق وغيره الكثير لا بد أن يترجم لأفعال: فالموت واحد والأجل بيد الله وحده لا شريك له، ولهذا سنصبر ونصابر ونتحمل المشاق، وأفعالنا لا بد أن تنطق بأنا مسلمون حال التزامنا بالحكم الشرعي؛ وبذلك نكون في حماية من الخطأ والزلل. أما الأمم المتحدة وتوابعها فسننبذها نبذ النواة، ونرفض أي تدخل لها في شؤوننا، ونطرد كل موظفيها غير المسلمين فورا، ونخير المسلمين منهم بين البقاء والولاء لأمتهم ودينهم أو الخروج الآمن، كما وسندعو دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية لتحذوَ حذونا ونشكل سوية منظمة بديلة على الفور تقوم على أسس أخرى.

ثالثا:

 

إسلامنا دين وحدة وأمتنا أمة واحدة؛ فالتغيير المنشود سيبدأ في السودان ويتسع سريعا ليشمل مصر وليبيا ومن بعدهما العالم الإسلامي قاطبة، وما أحداث الربيع الإسلامي عنا ببعيدة!


رابعا:

 

سنجعل قيادتنا في يد الفئة الواعية التقية النقية التي لم تغير ولم تبدل منذ أن نشأت، وقد عرفناهم مفكرين سياسيين مخلصين لا يخافون في الله لومة لائم. وقد خبرنا جديتهم منذ سنين، فهم يملكون فكرا إسلاميا خالصا في الاقتصاد والحكم والسياسة والاجتماع وغيرها، ودستورهم مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله. وشبابهم جادون مجدون يعتمد عليهم.

أما إن سارت الأمور في غير هذا الاتجاه فاسأل الله أن تخمد!

لا شك بأن الثلة الواعية ستتابع أحداث الخرطوم عن كثب وتتخذ حيالها ما يلزم، فتنطلق الشرارة من هنا ويستقر نورها بالشام! وما ذلك على الله بعزيز.

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يحيى عمر بن علي