Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق رفض زيارة أوباما لا يجب أن يكون فقط لأسباب اقتصادية

الخبر:

كان آخر رئيس أميركي قام بزيارة ماليزيا هو ليندون جونسون، وذلك في عام 1966. والآن، فإن ماليزيا تفتح ذراعيها مرة أخرى لرئيس الولايات المتحدة، وهذه المرة باسم باراك حسين أوباما. إن الرئيس الـ44 لأمريكا قادم إلى كوالالمبور في 11 أكتوبر 2013 بحجة المشاركة في مؤتمر القمة العالمي لريادة الأعمال، تلك المبادرة التي صممها الرئيس الأمريكي لتكون وسيلة للوصول إلى العالم الإسلامي. هناك ردود فعل متباينة بشأن زيارته هنا لماليزيا. وبطبيعة الحال، فإن الحكومة تلعب دورا أساسيا في إنكار أن زيارة أوباما ترتبط بالتوقيع على “اتفاق الشراكة عبر المحيطات” والذي تدعي بأنه مفيد لماليزيا.

من ناحية أخرى، فإن مختلف المنظمات غير الحكومية المحلية بدأت فعلا بإصدار بيانات رفض لزيارة أوباما. وترتبط معظم هذه الخلافات إلى دور أوباما الفعال في تسويق فكرة “اتفاق الشراكة عبر المحيطات” التي ينظر إليها على أنها خطوة إمبريالية أمريكية للهيمنة على دول مثل ماليزيا.


التعليق:

بصفتنا مسلمين، فإن رفضنا لأوباما لا يجب أن يكون فقط لأسباب اقتصادية. بل يجب علينا أن نرفض أوباما لأنه هو تجسيد للسياسة الإمبريالية الأمريكية. في الواقع، فإن رفضنا له هو مسألة عقيدة. أيضا فهو كونه رئيسًا للولايات المتحدة، فإنه هو المسؤول عن جميع الجرائم التي تقوم بها هذه الدولة الكافرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. ومن المؤسف أن هناك كثيرًا من المسلمين الذين خدعوا بعبارات أوباما المسالمة مثل “أمريكا ليست ولن تكون أبدا في حالة حرب مع الإسلام”! مع أن الواقع يؤكد أن أفعاله ما هي إلا امتدادٌ للسياسات الإمبريالية الأمريكية التي كان ينفذها أسلافه من قبل. فمنذ اليوم الأول الذي استلم فيه أوباما منصب الرئاسة، وحتى اليوم، في ولايته الثانية كرئيس الولايات المتحدة، فهو ينفذ باستمرار السياسات الاستعمارية الأمريكية التي شنت حربًا دائمة علي المسلمين باسم ‘الحرب على الإرهاب’. فهي من بين السياسات التي نفذها على حساب المسلمين والإسلام كأيديولوجية:

• على الرغم من معرفة موقف الإسلام من كيان يهود واغتصاب فلسطين، فقد أيد أوباما باستمرار دولة “إسرائيل”. ولم تقدم أمريكا أبدا على محاسبة “إسرائيل”، على الرغم من أن العالم قد شهد مرارا وتكرارا الفظائع التي ارتكبتها هذه الدولة غير الشرعية. وأسوأ من ذلك، فقد واصلت السياسة الأمريكية دعم الجيش (الإسرائيلي) مالياً.

• ومن السياسة الإمبريالية الأمريكية تلك التي أسفرت عن قتل مئات الآلاف من المسلمين أثناء الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان. فقد استمر أوباما في هذه السياسة، التي تشن باستمرار باسم “الحرب على الإرهاب” في أفغانستان والعراق وباكستان. وعلى الرغم من الانسحاب الشكلي للجيش الأمريكي من العراق وأفغانستان، إلا أن عددا كبيرا من الأفراد العسكريين لا يزالون باقين لحراسة المصالح الأمريكية هناك. وفي باكستان، قام أوباما باستخدام طائرات بدون طيار لتنفيذ هجمات على المسلمين مع تبرير شن “حرب على الإرهابيين”. وقام باستمرار بهذه الهجمات من جانب واحد في باكستان وأفغانستان. حتى الآن، فإن إدارة أوباما قامت باستخدام طائرات بدون طيار 5 مرات أكثر مقارنة باستخدام إدارة بوش لها في 3 سنوات…

• إن أوباما يجسد السياسات الأمريكية في سوريا؛ حيث كانت الولايات المتحدة تعطي المهل والفرص لبشار لذبح المسلمين وحتى الآن، رغم الضجة بشأن الأسلحة الكيميائية، في حين أنه يقوم بشراء الوقت لإيجاد بديل لبشار الأسد الذي ما زال يقتل المسلمين يوميا. وأمريكا في عهد أوباما لن تدع سوريا، لأنها تعتبرها واحدة من ركائز الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط، من أجل تسليمها إلى المسلمين الصادقين الذين يقاتلون لإقامة الإسلام.

• إن مصر هي القاعدة التي انطلقت أمريكا منها لبسط نفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وهي أثمن من أن يتم تسليمها حتى إلى ‘الإسلاميين المعتدلين’. فإدارة أوباما تلعب دورا أساسيا في سفك دماء المسلمين في مصر وتوطيد دعائم النظام العسكري العلماني في مصر.

إن ما سبق هو غيض من فيض مما ارتكب من جانب إدارة أوباما ضد الإسلام والمسلمين. لذلك يجب رفض أية محاولة لتوسيع نطاق الهيمنة الأمريكية على المسلمين فوراً، بما في ذلك أية زيارة لأوباما إلى أي من البلدان الإسلامية. وتقع المسؤولية على عاتق المسلمين للتعبير عن هذا الرفض كجزء من العقيدة وكمسألة شرف الإسلام والأمة الإسلامية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد / ماليزيا