خبر وتعليق كابوس الخلافة يؤرقهم ويقضُّ مضاجعهم
الخبر:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كلمة ألقاها أمام الدورة الـ 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة 27 سبتمبر/أيلول 2013م أن الجماعات الجهادية مشكلة من أعداد كبيرة وراديكالية، ولها ثقل كبير وقادرة على شن الأعمال القتالية، وأن أهداف هذه الجماعات لا علاقة لها بالديمقراطية وتأتي على أساس انعدام التسامح وتهدف إلى تدمير العلمانية وإقامة الخلافة الإسلامية.
التعليق:
منذ اندلاع الثورات في البلاد العربية على أنظمتها الطاغوتية، وإسقاط طواغيتها عن الحكم، وعدم القدرة على السيطرة على مجرياتها، والصراع الدائر بين الديمقراطية الغابرة بوجهها القبيح المزين “الدولة المدنية”، وصعود التيارات الإسلامية، والمطالبة بتحكيم الإسلام لدى الشعوب الثائرة، وخاصة لدى القوى الفاعلة المخلصة سياسياً وعسكرياً والتي لا يستهان بها. ما انفكت كلمة الخلافة التي تتردد على ألسنة ساسة الغرب والشرق الذين أصبحوا متيقنين من أن مارد الخلافة قد قرب خروجه، وأن أحلامهم في استمرارية بسط نفوذهم وسيطرتهم في العالم الإسلامي عموماً والشرق الأوسط خصوصاً ما هو إلا كابوس يؤرقهم ويقضُّ مضاجعهم.
إن لافروف وغيره من القادة يعلمون علم اليقين بأن أكذوبة الديمقراطية التي يسوقونها، والتي انقلبت عليها شعوبها، ما هي إلا سكرة من سكرات نهايتهم في المنطقة العربية بل في العالم أجمع، بل يؤكدون تخوفهم الحقيقي من أن تثمر هذه الثورات خلافة راشدة على منهاج النبوة، خلافة تقتلع نفوذهم من جذوره من المنطقة، خلافة تعيد المسلمين مكانتهم في حكم العالم فيعودوا قادة البشرية.
هذا ما يخشاه الغرب الكافر المستعمر المتصارع المصالح، المتَّحد الهدف بالعمل على الحيلولة دون عودة الخلافة الإسلامية، وإن اختلفت أدوارهم في الوقوف تجاه هذا المدِّ الذي يهدد عقر دارهم، لكن ما يخشاه هؤلاء واقع بهم لا محالة بإذن الله، وستقوم الخلافة بعز عزيز أو ذل ذليل.
أيها المسلمون: ما كان الغرب يوماً يريد سعادتكم ، بل يحرص على تعاستكم واستمرار ضنك عيشكم، فلا تظنوه منقذكم من غرقكم هذا؛ بل هو مغرقكم، وإن أراد أن ينجيكم بمد يده لكم، فذلك ليجعل مصائركم مرهونة بيده، فلا تراهنوا عليه، بل الله وحده مُنجيكم إن تمسكتم بميثاقه والتزمتم بأحكامه، فوالله لن تضلوا أبدا.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ)) [آل عمران: 118].
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عناد طهبوب