Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق صلفُ يهود سببُهُ خيانةُ حكامِ المسلمين

الخبر:

نشرت جريدة القدس العربي على موقعها الإلكتروني الخبر التالي: “الخليل ـ من قيس أسمرة: قال مجدي مجاهد، رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية أوقاف الخليل بالضفة الغربية، إن “السلطات الإسرائيلية، منعت رفع الأذان من على مآذن الحرم الإبراهيمي بالخليل، خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي 79 مرة”.

وأضاف مجاهد في بيان أمس أن هذا المنع جاء “بدعوى إزعاج المستوطنين الموجودين في القسم المحتل من الحرم، والأعياد اليهودية، وفق ما قالته سلطات الاحتلال لأوقاف الخليل”.

وأوضح أن “هذا المنع، يتجاهل مشاعر المسلمين، والقوانين والمواثيق الدولية، التي تكفل حماية المقدسات، وحرية الوصول إليها”.

 

التعليق:

وقفت مرة أنظر إلى طائرة الأباتشي “الإسرائيلية” وهي متوقفة في السماء، وبقيت أنظر إليها متسائلا في نفسي عن سبب توقفها وعدم تحليقها، إلى أن باغتتني بالجواب عندما أطلقت صاروخها، ليخترق جسد أحد المجاهدين الطاهر على بعد تسعة كيلومترات من مكان انتصابها.

مباشرة ورد إلى ذهني يومها كيف أنه لما أقدمت فرقة محمد بن مسلمة رضي الله عنهم على اغتيال أحد زعماء يهود كعب بن الأشرف، بتفويض من رسول الله عليه الصلاة والسلام لشدة ما كان يؤذي رسول الله عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، أقول تذكرت يومها كيف أن يهود عندما علموا بمقتل كعب بن الأشرف أصبح كل منهم “خائفًا يترقب”، أي أصبح كل منهم خائفًا ينتظر دوره بالقتل فانكفأوا على أنفسهم، وكفوا عن إيذاء المسلمين، وعادوا إلى جحورهم.

وتساءلت يومها وأنا أنظر مشدوها إلى تلك الطائرة بعد أن فعلت فعلتها النكراء ثم استدارت مولية شطر كيانهم المسخ، هل لو كانت دولة المسلمين قائمة، وافترضنا جدلا أن هناك دولة ليهود، وهذا ما لن يكون إن شاء الله عند قيام الخلافة، لكن جدلا، هل كان لطائرة من طائراتهم أن تقف أكثر من ربع ساعة بأمن وأمان دون خشية من صاروخ يسقطها، أو طائرة تعترضها، ثم تسفك دما زكيا وتغادر على مهل؟ بل هل كانت أصلا تتجرأ إحدى طائراتهم على دخول أجواء الدولة الإسلامية، أم لو أن واحدا من علوجهم تطاول أو اعتدى على أحد المسلمين في مشارق الأرض أو مغاربها لأصبح يهود كل منهم خائفًا يترقب؟!

إن خبر منع رفع الأذان من على مآذن المسجد الإبراهيمي بالخليل، أعاد إلى مخيلتي ذلك المشهد الرهيب من جديد، وتذكرت معه خوف يهود بعد مقتل زعيمهم عليه من الله ما يستحق من اللعنات، وجالت التساؤلات في ذهني، هل لولا خيانة حكام المسلمين عربا وعجما وتقاعسهم عن تطهير فلسطين من دنس يهود، بل وسعيهم الحثيث والدؤوب على تثبيت كيانهم المغتصب لأرض الإسراء والمعراج، ومده بأسباب الحياة، وهل لولا خيانة وعمالة السلطة الفلسطينية، وإذعانها لقرارات يهود، وخضوعها لأوامره، وأكثر من ذلك استماتتها في الدفاع عن أمن يهود، لولا حبل الناس هذا الذي يتعلقون به، وقد انقطع حبل الله سبحانه وتعالى بينه وبينهم، هل كان يهود يستطيعون منع الأذان في الحرم الإبراهيمي، وإغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين ومنعهم من الصلاة فيه، ومحاولاتهم تقسيم أوقات العبادة فيه بين المسلمين ويهود، ناهيك عن ارتكاب المجازر ليل نهار في حق أهل فلسطين، بل وطالت أيديهم حتى امتدت للمسلمين في العراق والسودان ولبنان وغيرها من البلاد؟!

والسؤال الأخير: لولا خيانة حكام المسلمين عربا وعجما لله ورسوله والمسلمين، وتفريطهم بمسرى رسول الله عليه الصلاة والسلام هل كانت ستقوم ليهود قائمة؟ وهل كانت ستكون لهم دولة؟!

ختاما فإن دعم أميركا وأوروبا وحكام المسلمين، بل والناس أجمعين لكيان يهود ومده بكل أسباب الحياة، لن يؤخر من زواله، فهو إلى زوال لا محالة، قال تعالى: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)، نسأل الله أن يكون ذلك اليوم قريبا، فهو ولي ذلك والقادر عليه.

 

 


 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أبو دجانة