خبر وتعليق دول الخليج تنفق 60 مليار دولار على التعليم سنويا
الخبر:
كشفت دراسة بحثية بتاريخ 3 أكتوبر 2013، أن دول الخليج تنفق حوالي 60 مليار دولار على التعليم المدرسي والجامعي سنويًا. وأشارت الدراسة التي أعلنتها في دبي شركة “جرول ميديا”، المتخصصة في التطبيقات التعليمية الإلكترونية، إلى أن دول الخليج تتجه بقوة نحو التعليم الإلكتروني، مستفيدة من خدمات الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية. وقال دينيش لالفاني الرئيس التنفيذي للشركة في بيان، إن الجانب السلبي في التطبيقات الإلكترونية المستخدمة في الدول العربية هو أن محتواها مصنع في الدول الغربية، وبعضها لا يتناسب مع الثقافة العربية. وأكد ضرورة إنتاج تطبيقات للأجهزة اللوحية تخاطب الطفل العربي بلغته وبثقافته بما يساعد في خطط التعليم الحديث. وأكدت الدراسة “ضرورة ابتكار شخصيات وقصص وتطبيقات وألعاب ونشاطات توفر للأطفال العرب فرصة التعرف إلى ثقافات مختلفة بسهولة، من جهة، وتمنح الأهالي فرصة تعليم أولادهم المفاهيم والأفكار الثقافية من جهة أخرى”.
التعليق:
لا شك أن استخدام التكنولوجيا في التعليم له إيجابيات عدة؛ منها شغف التلاميذ بها، حيث إنها تزيد من دافعيتهم ومشاركتهم في عملية التعليم والتعلم بما يؤدي إلى ارتفاع مستوى تحصيلهم، ومساعدتهم على أداء واجباتهم. إلا أننا يجب أن نقف قليلًا ونتفكر في الهدف الحقيقي من وراء إدخال مثل هذه الوسائل الحديثة والبرّاقة في مدارسنا. فالرئيس التنفيذي للشركة المتخصصة في التطبيقات التعليمية الإلكترونية ادعى حرصه على لغة وثقافة الطفل العربي لإخفاء الهدف الحقيقي من هذه التطبيقات. أما الهدف من استخدام هذه التكنولوجيا فهو كما ورد في الخبر “توفر للأطفال العرب فرصة التعرف إلى ثقافات مختلفة بسهولة”.
فالحقيقة هي أن إدخال التطبيقات الإلكترونية في العملية التعليمية يقع ضمن ما يعرف بالعولمة التعليمية التي ترعاها المؤسسات الدولية مباشرة أو عن طريق منظمات عربية تابعة لها، والتي تبذل جهودًا مضنيةً في سبيل نشر ثقافة الحرية والتعددية والتسامح واحترام الكافر ومقابلته بالاهتمام، مما سيدفع التلاميذ للإعجاب بالغرب والالتجاء له لحل مشاكلهم. فقد ورد في موقع مكتب التربية العربي لدول الخليج أن من بين ثمانية أهم المهارات اللازم إكسابها للطلاب في القرن 21 هي – القدرة على الحوار مع الثقافات الأخرى Cross-cultural understanding، حيث يقوم الطلاب بالتعرف على الثقافات الأخرى من خلال مشاركة زملائهم الآراء حول ثقافاتهم والاستجابة بشكل صحيح دون سوء فهم لثقافة الآخر ودون تعصب أو إقصاء لرأي الأقليات وتدعيم قيم التسامح والتعايش السلمي بين الجميع.
لذلك فالواضح أن الهدف من إنفاق مليارات الدولارات سنويا على التعليم إنما هو هدم الشخصية الإسلامية عند الأجيال وإنتاج شخصيات علمانية مائعة تابعة للغرب فكريًا وشعوريًا، بدليل استمرار صورة واقع التعليم في هذه البلدان وبقية بلاد المسلمين على قتامتها. فقد خلت قائمة أفضل 400 جامعة على مستوى العالم لعام 2012-2013 في تصنيف التايمز من أي جامعة عربية باستثناء جامعتين سعوديتين جاءتا بعد الترتيب 300 وجاءت إحدى الجامعات التركية في الترتيب 199.
إن وسائل التدريس ليست وحدها التي تحتاج إلى تغيير وتحديث من أجل إحداث تطور حقيقي في التعليم، بل إن جودة التعليم لن تأتي ولن تتطور إلا بحدوث تغييرات جذرية في السياسة التعليمية؛ بحيث تكون مبنية على العقيدة الإسلامية وتهدف إلى إيجاد شخصيات إسلامية؛ وذلك عن طريق غرس الثقافة الإسلامية عقيدةً وأفكارًا وسلوكًا في عقول الطلبة ونفوسهم. وقد أعد حزب التحرير دستورًا شاملًا لدولة الخلافة يحتوي على الخطوط العريضة لسياسة دولة الخلافة في التعليم. فقد ورد في المادة 170 “يجب أن يكون الأساس الذي يقوم عليه منهج التعليم هو العقيدة الإسلامية، فتوضع مواد الدراسة وطرق التدريس جميعها على الوجه الذي لا يحدث أي خروج في التعليم عن هذا الأساس”. وبالتالي فإن دولة الخلافة ستعمل من خلال التعليم على غرس الثقافة والمعارف الإسلامية كالفقه والتفسير واللغة العربية، وعلى تطوير طريقة التفكير والتفكير التحليلي والرغبة في المعرفة من أجل الحصول على الثواب وإرضاء الله سبحانه وتعالى. كما أنها سوف لن تهمل استخدام وسائل التكنولوجيا لتسهيل عملية التعلم بل سيتم التركيز على العلوم التجريبية في مختلف مراحل التعليم بهدف تطوير الإنتاج والتنمية والتكنولوجيا. وستقدم دولة الخلافة التسهيلات للمدارس والبرامج التدريبية للمعلمين لاكتساب أساليب وطرق حديثة للتدريس. هذا هو السبيل الوحيد الذي سيؤدي إلى ارتقاء الأمة من جديد بحيث تعود بلاد المسلمين كما كانت أيام عزها منارات للعلم والإبداع ويعود للأمة الإسلامية موقعها القيادي في العالم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم المعتصم