خبر وتعليق تمخّض الجبل فولد “حمارا”
الخبر:
تونس، السبت 05/10/2013 انطلاق أعمال جلسات الحوار الوطني وإمضاء حركة النهضة على خارطة الطريق المقترحة من الرّباعي الرّاعي للحوار.
التعليق:
بعد مخاض عسير، وأخذ وردّ بين الترويكا الحاكمة في تونس والمعارضة والرّباعي المقترح لخارطة طريق يدّعي أنّها تمثّل حلّا للوضعية السياسية المتأزمة، انعقدت الجلسة الافتتاحيّة لما سُمّي بالحوار الوطني بمشاركة جميع الفرقاء السياسيّين كتتويج لمرحلة طويلة من الصراعات الانتهازية واللقاءات مع سفراء البلدان الأجنبية وأهمها سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التي أبدت اهتمامها الكبير بما يحدث في تونس، وعبّرت عن دعمها لعملية الانتقال السياسي في تونس، وظهر ذلك جليّا في الظهور اللّافت للمسؤولين البريطانيين في تونس ولقاءاتهم بجميع الأطراف المتنازعة، بداية بالسفير “هاميش لويل”؛ حيث صرّح بدعم تونس في مسارها الانتقالي وأمنها وحكومتها، مرورا بالنّاطقة باسم الحكومة البريطانية التي عبّرت عن التزام حكومتها بدعم الاقتصاد التونسي، وختاما بتصريحات وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية التي أبداها خلال زيارته لتونس، حيث التقى رئيس الوزراء التونسي ووزير خارجيّته إلى جانب اجتماعه براشد الغنوشي والباجي قائد السبسي وأحمد نجيب الشابي. وقد ناقش خلال هاته اللّقاءات الأزمة السياسية وفرص التوصّل لحل، قائلا “تسعدني جدا العودة بزيارة أخرى إلى تونس. إنّني أتابع التطورات في تونس عن كثب، منذ زيارتي السابقة في شهر يونيو، وبقيت على اتصال مع القيادات السياسية من مختلف الأحزاب. وقد أردت اليوم الاستماع بنفسي بشأن المفاوضات الجارية وفرص التوصل لحل للأزمة الحالية. وأكدت لكافة القيادات أهمية الانخراط بحوار بناء يشمل الجميع، وضرورة أن يقدم كافة الأطراف التنازلات اللازمة لأجل التوصل لحل. فمن المهمّ جدّا لتونس والمنطقة ككل أن تواصل عملية الانتقال مسارها.”
هذا يؤكّد مدى تدخّل بريطانيا والدول الكبرى في بناء القرار السياسي في تونس وأنّ الحوار الوطني الجاري اليوم هو قرار سياسي خارجي يؤكّد تبعيّة وارتهان الوسط السياسي التونسي للأجنبي وعمالته الفاضحة له.
ولعلّ هذا يُبرز بجلاء أنّ هذه النخبة السياسية ما زالت مصرّة على استغباء أبناء هذه الأمّة متجاهلة حالة الوعي السياسي والنضج الفكري الذي بدأ يدبّ فيها.
وقد انطلق – الحمار الوطني – كما جاء على لسان رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان إحدى المنظمات الراعية للحوار المزعوم، بالتوقيع على وثيقة خارطة الطريق التي هي تتويج لصراع المصالح الغربية ببلادنا في مشهد مسرحيّ سيّء الإخراج، مكشوف الكواليس من أجل تثبيت ما توصل إليه أسيادهم من اتّفاق حول تقاسم النفوذ والمصالح في هذه البلاد.
وفي الأخير نقول لهؤلاء العملاء وأسيادهم: إنّ ما أطاح بالطواغيت الذين كانوا قبلكم بعد فضل الله تعالى هو تجاهلهم لحالة الوعي السياسي الذي بدأ يدبّ في جسم الأمّة، وإنّا لنراكم على نهجهم سائرون وبسلوكهم مقتدون رغم ما فيه من وضاعة وعمالة مكشوفة ومفضوحة. فقد رضيتم أن تأكلوا من فتات موائد الغرب الكافر. وإنّنا ننذركم بعاقبة من كان قبلكم ولتعلموا أنّكم مهما تآمرتم فلن تفلحوا في مسعاكم. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون))
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد علي بن سالم – عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير / تونس