الجولة الإخبارية 8-10-2013
العناوين:
• وزير خارجية أمريكا يمتدح نظام بشار أسد
• أمريكا تشرك إيران في مؤتمر جنيف المتعلق بسوريا
• أهل ليبيا يدفعون ثمن استضاءتهم بنار المشركين
• الأزمة المالية تبعث على الشك في قدرة أمريكا على الحفاظ على هيمنتها العالمية
التفاصيل:
وزير خارجية أمريكا يمتدح نظام بشار أسد:
عبر وزير خارجية أمريكا في 7/10/2013م عن فرحته بتجاوب نظام بشار أسد مع موضوع تدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا فقال: “إنه أمر بالغ الأهمية أن يجري تدمير بعض الأسلحة الكيميائية في غضون أسبوع من صدور قرار مجلس الأمن الدولي”. وكال المديح لهذا النظام قائلا: “أعتقد أن هذا الأمر نقطة تسجل لنظام بشار الأسد بصراحة.. هذه بداية جيدة ونحن نرحب بهذه البداية الجيدة”. وقد أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان أصدرته “أن السلطات السورية متعاونة في عملية تدمير الأسلحة الكيميائية التي لديها”. وقد بدأت عملية تدمير هذه الأسلحة فعلا، حيث دمرت في 6/10/2013 العديد من رؤوس الصواريخ وقنابل ومعدات تستخدم في مزج المواد الكيميائية. وقالت المنظمة في بيانها “إن العمال السوريين قاموا بتدمير أو إبطال مفعول مجموعة من المواد بينها رؤوس حربية وقنابل جوية ومعدات تستخدم في مزج المواد الكيميائية وتعبئتها”. وأضاف البيان أن “العملية ستتواصل على مدى الأيام القليلة المقبلة”. وتشمل المرحلة الأولى من عملية التدمير التي تقوم بها هذه المنظمة كما ذكرت: تدمير المنشآت المخصصة لإنتاج ومزج المواد الكيميائية بحيث تنتهي في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر. أي أن أمريكا تستهدف تدمير صناعة الأسلحة الكيميائية في سوريا وليس فقط هذه الأسلحة حتى تقضي على أية صناعة أسلحة في بلاد المسلمين، كما فعلت في العراق عندما قامت بتدمير كافة مصانع الأسلحة العراقية بعد احتلالها للعراق مباشرة. ونقلت وكالة اسوتشيد برس عن مسؤول في البعثة التابعة للمنظمة: “أن السوريين هم المسؤولون عن التدمير في حين يتولى الخبراء مسؤولية التحقق والإشراف”.
فبهذه العملية يتبين أن نظام بشار أسد الذي وصف بأنه نظام مقاومة وممانعة أسرع نظام يقوم بالاستسلام والانبطاح أمام قرارات مجلس الأمن والتي هي في الأصل قرارات أمريكية تبنتها روسيا وباقي الدول الأعضاء في مجلس الأمن تحت قرار 2118. فيقوم هذا النظام القومي الوطني بسرعة لا يتوقعها أحد ويستجيب لمطالب أمريكا، بينما هو لا يستجيب لمطالب شعبه بل يقتله ويذبحه. فيدمر سلاحه بيديه وهو سلاح الأمة تحت إشراف المراقبين الدوليين إمعانا في إذلال هذا النظام وأتباعه. وما يهم الغرب والشرق هو تدمير أسلحة البلاد الإسلامية حتى لا تتمكن قوى مخلصة مستقبلا عند استلامها الحكم في سوريا وتطبيقها لشرع الله من استعماله لردع أعداء الأمة. وهذا ما فعلوه في ليبيا حيث قاموا بعملية تدمير الصواريخ بعد سقوط القذافي. ووزير خارجية أمريكا يمدح نظام بشار أسد بسبب سرعة تجاوبه مع قرارت أمريكا ليثبت أنه مخلص لأمريكا حتى تحافظ عليه وتحفظه وتمد من عمره ومن سلطته.
أمريكا تشرك إيران في مؤتمر جنيف المتعلق بسوريا:
قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف في 7/10/2013: “كنا واضحين في مرات عديدة بشأن دور إيران الهدام في الأزمة السورية، وننتظر من أي طرف يود إدراجه في مؤتمر جنيف 2 أن يقبل ويؤيد علانية بيان جنيف”. وأضافت: “إذا كانت إيران مستعدة لتأييد بيان جنيف فسنبحث إمكانية مشاركتها بشكل أكثر انفتاحا”. ومن ثم ذكرت: “أن الولايات المتحدة ستنظر إلى مشاركة إيران بشكل أكثر إيجابية”. والنظام السوري كان قد وافق على الاشتراك في جنيف 2 ولذلك لا توجد مشكلة لدى إيران داعمة هذا النظام من الاشتراك. وإنما كانت أمريكا تهيئ الأمور حتى تعلن أنها تقبل باشتراك إيران في جنيف، وذلك بعد بدء إيران بكشف علاقتها الوطيدة السرية مع أمريكا بعد المكالمة الهاتفية التي تمت بين رئيسي البلدين روحاني وأوباما. ودور إيران الهدام في سوريا الذي أشارت إليه المتحدثة الأمريكية كان بموافقة أمريكا لدعم عميلها بشار أسد في مواجهة المطالبين بإقامة الخلافة الإسلامية من الثائرين في سوريا.
ولهذا اصطفت كل دول العالم العلماني والديمقراطي بجانب أمريكا ضد هؤلاء الثائرين. وقد أسست أمريكا الائتلاف الوطني السوري ليسرق الثورة ويواجه المطالبين بإقامة الخلافة. فأيد الائتلاف الوطني السوري خطط أمريكا ومشاريعها الفكرية والسياسية وتآمر معها ضد أهل سوريا. ولذلك صرح رئيس الائتلاف الوطني الجربا في 7/10/2013 في مؤتمر صحفي في اسطنبول قائلا: “إن الائتلاف لا يرفض مؤتمر جنيف2 لمجرد الرفض وأنه يقبل به وفق معطيات تضمن نجاحه وعدم تلاعب النظام السوري به”. وقد اعترف بأن هناك أوامر دولية تأمر الائتلاف بالمشاركة في جنيف فقال: “هناك ضغوط دولية تقع على المعارضة السورية لإلزامها بالمؤتمر كممر لأي تعامل دولي معها”. أي إذا لم يقبل الائتلاف بمؤتمر جنيف فإنه لن يجري التعامل معه دوليا. ولهذا قال: “ولأننا نعلم خطورة الموقف وحساسية اللحظة وأهمية الدعم الدولي ومدى كذب نظام الرئيس السوري بشار أسد قررنا أن نتعاطى مع جنيف 2 من بوابة الانفتاح الحذر”.
فالائتلاف السوري الوطني لا يهمه إلا إرضاء الدول الأجنبية وعلى رأسها أمريكا، ولا يهمه دعم الشعب السوري الرافض لمؤتمر جنيف 2 الذي يقتضي التفاوض والاعتراف بالنظام الذي دمر البلاد وقتل أكثر من مئة ألف سوري وداس على كرامة الشعب وحارب دينه وحملة الدعوة الإسلامية، ومما يقتضيه هذا المؤتمر تشكيل حكومة انتقالية من عملاء أمريكا في النظام وفي المعارضة على أسس علمانية وديمقراطية. فمن خلال ذلك يظهر مدى تصادم الثوار مع الائتلاف. وفي تاريخ سابق أعلن الثوار في سوريا رفضهم للائتلاف ولهيئة أركانه بقيادة سليم إدريس ولأحمد طعمة الذي كلف بتشكيل حكومة مؤقتة. وفي حالة استمرار الثوار برفض المشاريع الأمريكية والسائرين فيها فإن المعركة سوف تبقى مستمرة ولن تتمكن أمريكا من تنفيذ مشاريعها، وسيتمكن الثوار في النهاية من تحقيق مشروعهم إقامة الخلافة؛ لأنهم هم الفاعلون على الأرض ويملكون القوة المعنوية والروحية على الاستمرار، ويحظون بتأييد شعبي واسع من الشعب السوري المتمسك بدينه الحنيف.
أهل ليبيا يدفعون ثمن استضاءتهم بنار المشركين:
أعلن في 5/10/2013 عن قيام وحدة أمريكية خاصة باختطاف الملقب بأبي أنس الليبي بالقرب من بيته في العاصمة طرابلس. وقد اعترفت أمريكا باختطافه، وكانت قد حملته المسؤولية عن تفجيرات مؤسسات أمريكية في تنزانيا وكينيا عام 1998 ووضعته على لائحة المطلوبين لديها. وقد صرح وزير خارجية أمريكا جون كيري قائلا: “إن العملية التي نفذتها وحدة أمريكية خاصة داخل الأراضي الليبية وقبضت خلالها على القيادي في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي هي عمل مناسب وقانوني”. وأعلنت ليبيا أن الأمريكيين لم يبلغوها بالعملية، ووصفت العملية بالاختطاف وطالبتهم بتفسيرات، حيث استدعى وزير العدل الليبي في 8/10/2013 السفيرة الأمريكية في طرابلس وطلب منها توضيحات حول عملية الاختطاف.
وقد نددت منظمة العفو الدولية بعملية الاختطاف معتبرة أن هذه العملية تنتهك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان. فهذا العمل يدل على أن أمريكا تمارس القرصنة والاختطاف كأية منظمة من منظمات المافيا ولا تحترم نفسها كدولة كبرى أو دولة تدعي أنها تحترم حقوق الإنسان وتحترم سيادة الدول. فإذا قامت منظمة وخطفت أحد الأمريكيين المجرمين المنتسبين للجيش الأمريكي أو أجهزة الاستخبارات الأمريكية الذين يقاتلون الشعوب الضعيفة في أفغانستان أو الصومال أو العراق أو غيرها تقيم الدنيا ولا تقعدها وتتشدق بحقوق الإنسان. فهي لا تقيم أي احترام لسيادة الدول والشعوب الأخرى وتحاربها إذا لم ترضخ لها ولنظامها الديمقراطي، كما فعلت سابقا في الباكستان حيث قامت بعملية مهاجمة بيت أسامة بن لادن وتمكنت من قتله وخطف جثته ورميها في البحر. وهذه العملية تدل على أن القوات الأمريكية وغيرها من القوات الأجنبية التي استعان بها الليبيون من دول حلف الناتو تسرح وتمرح في ليبيا وتختطف من تشاء، وكان ذلك نتيجة هذه الاستعانة والارتباط بالأجنبي؛ حيث قامروا بمصير بلادهم، فأصبحوا تحت سيطرة القوات الأجنبية الغربية. فلم تتخلص ليبيا من جرائم القذافي الذي كان مدعوما من الغرب حتى تقع مباشرة في دائرة التهديد الغربي.
الأزمة المالية تبعث على الشك في قدرة أمريكا على الحفاظ على هيمنتها العالمية:
في 5/10/2013 أثناء مؤتمره الصحفي عشية افتتاح قمة أيبك في جزيرة بالي الإندونيسية اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأزمة المالية التي تتخبط بها بلاده قد تضعف مركز الولايات المتحدة عالميا بعدما أصاب الشلل الأجهزة الفدرالية منذ بداية هذا الشهر، فقال: “إذا استمرت (الأزمة المالية) أو تكررت فقد يبدأ الناس يتشككون بإدارة الولايات المتحدة بالحفاظ على مسارها وقدرتها على ذلك، لكن الأمر ليس كذلك ولا أظن أن يحصل هذا”. وقد اضطرت هذه الأزمة الرئيس الأمريكي أوباما إلى إلغاء زيارة كانت مقررة له لبعض البلاد في آسيا. وقال: “ولنكن واضحين؛ لا شيء مما يجري (في داخل أمريكا) يقلل البتة من التزامنا إزاء شركائنا في آسيا”. وكان قد صرح وزير الخزانة الأمريكية جاكوب لي في وقت سابق، أي في 3/10/2013، من العواقب الكارثية لهذه الأزمة محذرا من أن “الفشل في رفع سقف الدين للولايات المتحدة خلال الأسابيع القادمة يمكن أن يؤدي إلى ركود اقتصادي أسوأ مما حدث عام 2008”. وقال: “كما رأينا منذ عامين فإن استمرار الغموض بشأن قدرة الولايات المتحدة على الوفاء بالتزاماتها المالية بشكل كامل وفي التوقيتات المحددة أضر باقتصادنا”. وقال: “تأجيل قرار رفع سقف الدين العام إلى اللحظة الأخيرة هو آخر ما يمكن أن يحتاج إليه الاقتصاد الأمريكي لأنه مرض معد سيضر بعائلاتنا وأنشطتنا الاقتصادية. وقد عملت بلادنا بجد على التعافي من الأزمة المالية لعام 2008 ويجب على الكونغرس التحرك الآن لرفع سقف الدين العام قبل أن يصبح هذا التعافي عرضة للخطر”.
فأمريكا تعتبر قائدة العالم الرأسمالي وأكبر قوة دولية، وهي تدير الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية. فالأزمة المالية بينت هشاشة وضع هذه القيادة وهذه القوة وأنها على وشك السقوط. والمسؤولون الأمريكيون يشعرون بذلك؛ ولهذا صرح وزير خارجية أمريكا بأن الناس قد يتشككون فيها وفي قدرتها وقوتها. وإذا انهارت أمريكا حاليا فإنه يصعب على أية دولة من الدول التي تحمل وصف الدولة الكبرى مثل روسيا وفرنسا وألمانيا أن تتمكن إحداها من الصعود إلى مركز الدولة الأولى أو أن تتمكن من التفرد في السياسة الدولية. لأن أوضاع هذه الدول السياسية والاقتصادية والعسكرية لا تؤهلها لذلك. ومن جانبه اعتبر وزير خارجية إندونيسيا مارتي نتاليغاوا أثناء المؤتمر الصحفي مع نظيره الأمريكي “أنه من المهم جدا التنويه إلى أن التزام الولايات المتحدة في المنطقة مسار مستمر وليس حدثا عابرا” وأضاف “لا أظن أنه يجب تأويل عدم تمكن الرئيس أوباما من المشاركة في قمتي أبيك وآسيان بأنه مخالف لالتزام الولايات المتحدة بالمنطقة”. فالدول العميلة مثل إندونيسيا تخشى سقوط أمريكا لأنه يعني سقوط هذه الدول وقيام شعوبها لاستعادة سلطانها المسلوب وإسقاط العملاء وجلب السياسيين المخلصين من أبناء الأمة وتسليمهم الحكم.