خبر وتعليق ملة الطواغيت السياسية واحدة
الخبر:
أوردت الشرق الأوسط الخبر التالي: “اتهم الرئيس السوداني عمر البشير من سماهم بالخونة والمخربين وقطّاع الطرق بالوقوف وراء الاحتجاجات الأخيرة لإسقاط نظامه بمساندة «الإعلام المعادي».
وقال البشير في أول خطاب جماهيري له أمس من القضارف شرق البلاد في أعقاب مظاهرات الاحتجاج التي شهدتها الخرطوم ومدن أخرى راح ضحيتها أكثر من 200 قتيل وفق تقرير منظمة العفو الدولية: «إن الخونة والمخربين وقطّاع الطرق كانوا وراء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد». وأضاف أن جهات إعلامية معادية دون أن يسميها كانت تساند عمليات التخريب.”
التعليق:
الظاهر أن ملة الطواغيت السياسية واحدة، وأن طريقتهم في مجابهة ومواجهة من يعارضهم أو يخالفهم واحدة، فكلهم يعتبر نفسه المنقذ والمخلص للبلاد، وأن البلاد لبست في عصره أبهى حللها، وظهرت بأزهى صورها، وكلهم لا يلقي بالا ولا يرخي سمعا للآلاف بل الملايين من أبناء شعوبهم الذين يئنون تحت وطأة الجهل والمرض، والفقر والجوع والعوز.
فإذا ما انتفضت الشعوب من كبوتها، وخرجوا يطالبون بإسقاط الطواغيت، فكل الطواغيت أيضا يتذكرون حينها فقط أن لهم شعوبا، فيبدؤون بوعود شعوبهم بالإصلاحات والتحسينات وما شابه من الشعارات الكاذبة المضللة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فكلهم يزعم ويدعي أن الناس تعيش في بلده بأمن وأمان وعدل ورخاء، وأن الذين خرجوا للشوارع ما هم إلا خونة عملاء تدعمهم قوى خارجية يعلمونها جيدا تريد أن تزعزع استقرار البلاد وتلعب في أمنه.
هذا ما حصل مع أضراب البشير، القذافي وبن علي ومبارك وعلي صالح، فلم ينفعهم ولم يغن عنهم فسقطوا عن عروشهم، وخلعوا من كراسيهم، ولن يكون مصير البشير بأفضل من مصيرهم، ولن تكون خاتمته أحسن من خاتمتهم، إلا أن يرجع عن غيه، ويعود إلى رشده، فيطبق شرع ربه. فهل سيكون البشير أذكى من سلفه فيرعوي من مصيرهم أم سيتمادى في غيه فيلقى نفس خاتمتهم؟ هذا ما ستخبرنا به الأيام وإن غدا لناظره قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو دجانة