خبر وتعليق بشارُ الجزّارُ والجائزةُ
الخبر:
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن حصول منظمة منع انتشار الأسلحة الكيماوية على جائزة نوبل للسلام، خطوة تفاجأ بها العالم، وتدل على الأهمية التي يحظى بها ملف الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الصحيفة، إن مؤسسة “ألفريد نوبل” للسلام تشعر بضرورة نزع السلاح الكيماوي من نظام الأسد، لأنها ستنهي عامين ونصف من الحرب الأهلية المستعرة بسوريا والتي راح ضحيتها أكثر من 100 ألف سوري.
وقال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزومكو للإذاعة النرويجية “ان.ار.كيه” من لاهاي “هذا اعتراف أيضا بجهود أطقم العاملين في المنظمة الموجودين الآن في سوريا والذين يبذلون جهدا شجاعا لتنفيذ المهمة المكلفين بها”.
التعليق:
جائزة نوبل للسلام سبق وأن أعطيت لمحمد البرادعي الذي كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أيام الحرب على العراق حيث قاد المنظمة لتستخرج تقارير تخدم مصلحة أمريكا وتعطيها الذريعة لاحتلال العراق، وكان ما كان…
واليوم تنال منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جائزة نوبل للسلام والتي يرأسها واحد من أبناء المسلمين الأتراك.
و”المفاجأة” التي تحدثت عنها الواشنطن بوست تنبؤك أن المنظمة أدرجت على عجل وفي آخر لحظة على لائحة المرشحين، كيف لا وهي جائزة مسيسة بامتياز أيضا، وليس أدل على ذلك مما ذكرته الصحيفة الأمريكية أن حصول منظمة منع انتشار الأسلحة الكيماوية على الجائزة، وهو يدل على سعي الدول الغربية الحثيث لتدمير أسلحة الأسد الكيماوية “بشتى الطرق” حتى لو كان دعما معنويا بجائزة نوبل!
بشار الأسد يجب أن يشاطر المنظمة الجائزة بحسب نفس المقاييس الغربية، كيف لا وهو الذي فتح لها الباب للقضاء على السلاح الكيماوي في سوريا بعد أن أصبحت الدولة رقم ١٩٠الموقعة على معاهدة منع الأسلحة الكيماوية تاركة ست دول وراءها لم توقع عليها بعد ومنها دولة يهود.
بشار الأسد يقدم سلاح البلاد “الرادع للعدو” والذي تم تمويله من عرق ودماء السوريين يقدم ذلك السلاح على طبق من ذهب حفاظا على كرسيه المعوج القوائم، وعلى أشلاء أكثر من ١٢٠ ألفًا قتلوا ظلما وعدوانا وعلى مرأى ومسمع الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا والتي اختزلت كل ما فعله ويفعله الأسد في تدمير بضعة أطنان من غاز السارين.
نعم الغرب الكافر يدرك أن أيام بشار الأسد ونظامه باتت معدودة ولذلك يسعى حثيثا “وبشتى الطرق”، كما أوردت الصحيفة، لتدمير السلاح الكيماوي في سوريا قبل أن تقع تلك الأسلحة في أيدي المخلصين فيجعلوه رادعا حقيقيا لأعداء الأمة بدل أن يكون موجها إلى صدور أبنائها كما فعل بشار الأسد بضوء أخضر من أمريكا قبل أشهر.
وها هم يرون في تدمير السلاح الكيميائي طريقا “ستنهي عامين ونصف من الحرب الأهلية المستعرة في سوريا…” ولكن كيف؟
اللافت أيضا هو تبني مجلس الأمن قرارا بالأمس يسمح بمراقبة “طويلة الأمد” للسلاح الكيميائي في سوريا، ما يعني المزيد من التدخل الطويل الأمد… فهل كان كل ذلك من باب الصدفة؟ لا نظن عاقلا يدعي ذلك.
بل إنه الحقد والخوف؛ الحقد على المسلمين والخوف من كيان مخلص يقوم على أنقاض نظام الأسد فتكون تلك الأسلحة ورقة قوية في يده تمنع على الأقل ضربه!
ولا ننسى دور الرموز أيضا، حيث إن ميدالية نوبل للسلام الذهبية هذا العام تتميز لوحدها دون غيرها من الميداليات بنحت لثلاثة رجال عراة بالكامل بشكل فاضح ومقزز وهم يضعون أيديهم على أكتاف بعض.. ولا شك أن مثل هكذا رمز يحمل دلالات كثيرة في حد ذاتها لها إسقاطات على مفهوم “السلام” المزعوم من وجهة نظر الغرب الكافر..
فلكم الله يا أهلنا في شام البطولة، تكالب عليكم الكفر وأعوانه بقضه وقضيضه ليرميكم عن قوس واحدة… ولعل في ذلك خيرًا لكم، ليميز الله الخبيث من الطيب فتكون هبّتكم فعلا كما كانت قولا لله وحده، ونصرة لدينه وإعلاء لرايته وإقامة لدولة تحكم بشرعه، فتقض مضاجع أعدائكم وتدير الدائرة عليهم وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسام الدين مصطفى