Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق خفض المساعدات الأمريكية لمصر

الخبر:

“أعلنت الولايات المتحدة وقف تسليم دبابات وطائرات مقاتلة وهليكوبتر وصواريخ للقاهرة، بالإضافة إلى مساعدة نقدية قيمتها 260 مليون دولار لدفع الحكومة المدعومة من الجيش للسير في طريق الديمقراطية”.

 

التعليق:

إن هذا الإعلان يأتي في وقت يتزايد فيه إدراك عامة الناس في مصر لمسرحية الانقلاب الذي قاده السيسي ووقوف أمريكا خلفه بكل صلابة وقوة، ودعمها له سياسياً وإعلاميا بشكل سافر، لدرجة أن إدارة أوباما اعتبرت الانقلاب تجسيداً لإرادة الشعب ورفضت وصفه بالانقلاب، ومن أجل تمويه هذا الموقف الأمريكي وتضليل الناس أعلنت الإدارة الأمريكية عن تخفيض شكلي لمساعداتها لمصر، وهو تخفيض لا يمس تمويل الجيش ولا رواتب وامتيازات قادته.

فالدعم الأمريكي للجيش ثابت وهذا التقليص المعلن هو إعلامي أكثر منه فعلي، وما يدل على ذلك قيام وفد من الكونغرس بزيارة مصر في الوقت نفسه الذي أعلن فيه عن التخفيض وذلك لتطمين قادة الجيش بوقوف أمريكا مع قادة الجيش المصري في انقلابه، ولذلك لم يكن غريباً أن يصف أحد أعضاء الكونغرس الذي زار مصر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بـ “جورج واشنطن مصر”، كما اعتبر الوفد الذي ضم السناتور ميشيل باكمان عضو مجلس الشيوخ والنائب لوى جوهمرت عن ولاية تكساس والنائب ستيف كينج عن ولاية إيوا بعد لقائه الرئيس المؤقت عدلي منصور، ووزير الدفاع، والبابا تواضروس، بطريرك الكرازة المرقصية أن: “ما حدث في 30 يونيو ثورة تمثل استكمالا لما حدث في 25 يناير 2011، وليست انقلابا عسكريا”.

بينما قال جوهمارت – أحد أعضاء الوفد: “وجدنا في السيسي رجلا قائدا، ولديه فرصة لكي يكون رئيسا منتخبا، لكنه مهتم أكثر بكيفية مساعدة بلاده”.

وانسجاماً مع هذه المواقف الأمريكية المؤيدة له انتشرت في مصر “صور السيسي وأضحت تزين الشبابيك، والمقاهي، والمحلات التجارية، والمؤسسات الحكومية، والمنازل، وبين الشعارات التي دونت أسفل تلك البوسترات “إنه محل ثقتنا“.

إن عودة صناعة الزعماء في مصر، وتطبيق السياسات البوليسية القمعية على الشعب بعد انقلاب السيسي ما هي سوى محاولة أمريكية بائسة لإعادة عقارب الساعة في مصر إلى الوراء، وإنّ أمريكا ستخطئ في تقديرها خطأً قاتلاً إن ظنت أنّها ستعيد استنساخ زمن عبد الناصر والسادات من جديد، ولن تستقر الأمور أبداً في مصر على يد السيسي والعسكر كما يتوهم البعض، فحكم العسكر لم يعد يصلح في هذا العصر لفرض الاستقرار على البلد، فالظروف قد تغيرت، والأمور قد تبدلت، وما كان بدا لأمريكا وعملائها أنه نجح في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي لم يعد كذلك بعد زمن الثورات.

والاستقرار المنشود أو الموعود لن يعود لمصر بعد اليوم إلا بعودة حكم الإسلام إليها، فمصر هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الثورية الإسلامية التي تحيط بالمنطقة، وهي امتداد طبيعي لبلاد الشام، كانت كذلك في الماضي أيام وحدة مصر والشام لطرد الغزاة الصليبيين والمغول، وستكون كذلك في المستقبل لطرد دويلة يهود من فلسطين، ولكنس النفوذ الأمريكي والغربي كلياً من المنطقة.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو حمزة الخطواني