خبر وتعليق فريضة الحج والهاجس الأمني
الخبر:
أكدت وزارة الداخلية السعودية، عدم رصد أي تجمعات أو مظاهر تعكر الحج خلال يوم التروية، ولا الأيام الماضية.
… وكان وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف أكد في وقت سابق أن الحج ليس مكاناً للنزاعات السياسية والفروقات المذهبية. وأوضح في تصريحات صحافية في بداية موسم الحج الحالي: “مقتضى الأمانة في الحفاظ على سلامة وأمن حجاج بيت الله الحرام يستدعي منا أخذ جميع الاحتمالات على محمل الجد، والمملكة العربية السعودية شهدت في الماضي القريب حملة إرهابية شرسة لم تستثن الأراضي المقدسة، وبفضل الله تمكنت من مواجهتها والحد من مخاطرها وتجنيب البلاد والعباد شرورها”.
عن موقع العربية نت
التعليق:
يتابعُ المسلمون في كل مكان أخبار الحجيج الذين خرجوا من بيوتهم طاعةً لله تعالى، لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، وتقوم القنوات الفضائية ووسائلُ الإعلامِ المختلفةُ بنقل أخبارِهم أولاً بأول، ولكن اللافت للنظر في موسم الحج منذ اندلاع الثورات في بلاد المسلمين هو الهاجسُ الأمنيُ الذي يطاردُ النظامَ الحاكمَ في السعوديةِ. صحيحٌ أنه منذ بدء الثورات أخذ الحكامُ في السعودية والخليج وبقية البلدان التي لم تشتعل فيها الثورات؛ أخذوا يتحسسون رؤوسَهم، ولكن موسمَ الحج في زمن الثورات يشكلُ بحد ذاته هاجساً يلاحق النظامَ الحاكمَ في السعوديةِ.
إن الذريعةَ التي يتذرعُ بها النظامُ الحاكم في السعودية هي أمنُ الحجاجِ وسلامتُهم، ولكنّ حقيقةَ الأمر تبدو جليةً واضحةً في أولِ الخبر المنقول أعلاه، “عدم رصد أي تجمعات أو مظاهر تعكر الحج خلال يوم التروية، ولا الأيام الماضية.” وهذا هو الذي يُخيفُ حكامَ مرحلةِ الحكمِ الجبري الآيلةِ للزوال، التجمعاتُ هي التي تُخيفُهم، فقد عمل حكام هذه المرحلة على منع أيِ تجمعٍ في الأمة يُصنَعُ على غيرِ أعينِهم، وقد عملوا عقوداً طويلةً على تمزيقِ الأمةِ مِزقةً مِزقة، ليبقوا متسلطينَ على رقابِ الأمةِ، ويبقوا حَفَظةً لمصالحِ الغربِ في بلادنا، فإن رأوا تجمعاً صُنِعَ على غيرِ أعينِهم ارتجفوا خوفاً، ورأوا فيه نهايتَهم ونهايةَ حكمهم، فيعملون جاهدين على منع هذه التجمعات.
إنّ أمة الإسلامِ هي أمةُ الوحدةِ، وأمةُ التجمع على البرِّ والتقوى، وليست أمةَ التمزق التي يريدُها حكامُ هذه المرحلة الجبرية، وقد بدأت الأمةُ بحمد الله تعالى بالعودةِ إلى أسبابِ عزتها، وعواملِ وَحدتِها، رغماً عن هؤلاءِ الحكامِ، وأسيادِ هؤلاء الحكام، وما هي إلا غمضةُ عينِ وانتباهتُها وإذا بهؤلاء الحكام قد صاروا جزءاً من التاريخ، وإذا بالأمةِ تقيمُ الخلافةَ على أنقاضِ عروشهم، وتدكُ حصونَ الكفرِ وأهله ناشرةً الخيرَ في ربوعِ العالم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو محمد خليفة