خبر وتعليق اقطعوا جميع العلاقات مع أمريكا وباقي الدول الكافرة المحاربة تلك التي لا تنفك تؤذي مسلمي باكستان
الخبر:
في يوم الاثنين 14 من تشرين الأول/أكتوبر 2013م، زار المبعوث الأمريكي الخاص (جيمس دوبينز) باكستان وأفغانستان، وكانت السفارة الأمريكية في إسلام آباد قد أصدرت مسبقاً بياناً صحفياً تقول فيه: “دوبينز يبحث العلاقة بين الولايات المتحدة وباكستان، والأمن الإقليمي في أفغانستان، مع وزير الداخلية (شودري نزار)، ومستشار رئيس الوزراء لشئون الأمن القومي والشئون الخارجية (سارتاج عزيز)، وقائد أركان الجيش (أشفق برفيز كياني)”.
التعليق:
تأتي زيارة المبعوث الخاص هذه في الوقت الذي يتم فيه ترتيب لقاء بين رئيس وزراء باكستان (نواز شريف) مع الرئيس الأمريكي (باراك أوباما)، في واشنطن، في 23 من الشهر الجاري. فقد جرت سنة جميع الحكام الذين يستلمون السلطة في باكستان بأن يتجهوا إلى واشنطن أو لندن كأول وجهة مفضلة لديهم، حتى يؤكدوا لشعبهم تمتعهم بعلاقات طيبة مع القوى العظمى وحلفائها، ثم يدّعون بأنّ حكومتهم قوية ومستقرة! لكن هذه العلاقات التي يحاول حكامنا توطيدها لم تخدمهم يوماً، وأمريكا كلما شعرت بعدم قدرة الحاكم الحالي على مواصلة خدمة مصالحها تقوم ببساطة بسحب دعمها له، وعلاوة على ذلك، فإنّ هذه العلاقات الوثيقة مع أمريكا والغرب الكافر الحربي، دائماً ما تجلب الضرر الجسيم لباكستان.
لقد علمنا تاريخنا درساً، بأنّ باكستان لن تنال من لجوئها إلى الغرب وطلبها نصيحته إلا المعاناة. فمثلاً في عام 1948م، عندما هزم الجيش الباكستاني والمجاهدون الجيشَ الهندي على مختلف الجبهات في كشمير المحتلة، وتوجهوا صوب عاصمة كشمير، ذهبت الهند إلى الأمم المتحدة وطلبت منها التدخل، وبفعل الضغط وتقديم “الضمانات” من أمريكا قبلت باكستان بوقف إطلاق النار، ومنذ ذلك الحين، وحتى بعد مرور أكثر من خمسة وستين عاماً، لا يزال أهل باكستان والمسلمون الكشميريون ينتظرون تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة!
وبالمثل، فإنّه في عام 1962م، عندما اشتعلت الحرب بين الصين والهند، كانت لباكستان فرصة ذهبية لتحرير كشمير، ولكن أمريكا والغرب الكافر تدخلوا لتقديم “النصح” لباكستان كي لا تقدم على ذلك، فخسرت باكستان فرصة أخرى لتحرير كشمير. وفي عام 1971م، عندما هاجمت الهند باكستانَ الشرقية (بنغلادش) بدعم من الاتحاد السوفياتي (عدو أمريكا في الحرب الباردة)، لم تتدخل أمريكا لتدافع عن “صديقتها” باكستان، على الرغم من وجود معاهدة دفاع مشترك بينهما، وظلت باكستان تنتظر وصول أسطول البحرية الأمريكية الذي لم يصل، وفي النهاية حصل الاستسلام التاريخي المذل للمسلمين، وأسرت الهند ما يقرب من المائة ألف مسلم من الجيش!
والآن، وعلى مدى الاثني عشر عاماً الماضية، ونحن نقتل فيما يسمى بحرب أمريكا على الإرهاب، ونقف في الخطوط الأمامية كحلفاء لمنظمة حلف شمال الأطلسي، فقدنا أكثر من خمسين ألفًا من المدنيين والقوات المسلحة، وعانى اقتصادنا كثيراً وخسر أكثر من سبعين مليار دولار.
لذلك كان من الضروري لباكستان أن تقطع جميع علاقاتها بأمريكا وجميع الدول الكافرة المحاربة، وحينها ستكون باكستان قادرة على اتخاذ القرارات التي تخصها بنفسها، سواء أكانت قرارات اقتصادية أم سياسية. ولا يمكن لهذا أن يتحقق إلا بعودة الخلافة إلى هذه الأرض، لأن الخونة في القيادة السياسية والعسكرية في النظام الرأسمالي الحالي لن يتخذوا مثل هذه القرارات الشجاعة. إن من شأن دولة الخلافة كنس الجيش الأمريكي وقواته الخاصة والدبلوماسيين من بلادنا، وإغلاق جميع القواعد الأمريكية، وقطع خطوط إمداد الناتو، ثم ينهي جيش الخلافة جنباً إلى جنب مع المجاهدين المخلصين كافّة أشكال الوجود الأمريكي والغربي في المنطقة، ويطهر هذه البلاد من دنسهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ / نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في باكستان