بيان صحفي بسبب عشقهم للرأسمالية، حكام إندونيسيا يسمحون باستعباد الملايين من النساء في داخل البلاد وخارجها (مترجم)
ذكرت وسائل الإعلام الإندونيسية بما في ذلك صحيفة “كومباس”، على مدى الأيام القليلة الماضية، أن 3 ملايين عامل في مئات الآلاف من الشركات في 40 مدينة صناعية في إندونيسيا، يخططون للقيام بإضراب وطني ابتداءً من 28 تشرين الأول/أكتوبر وحتى الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2013، بسبب فشل الحكومة في تلبية مطالبهم بحقوق العمل الأساسية.
هذا العمل الجماعي هو نتيجة للصراع المستمر من الشعب الإندونيسي، بما في ذلك الملايين من النساء والأطفال ضد أغلال الفقر، في ظل نظام السوق الحرة الرأسمالي القمعي والذي يفرض أيضا استغلالهم كعمالة رخيصة.
يحدث هذا للشعب الإندونيسي، على الرغم من أنهم يعيشون على أرض غنية بمواردها الطبيعية ويُشاد بنموها الاقتصادي.
إن أكثر من 90٪ من عمال المصانع الذين يعملون بأجور متدنية في جاكرتا هم من النساء، وتعاني 75٪ منهن من العنف في مكان العمل.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن 90٪ منهن لا يحصلن على حق إرضاع أطفالهن، مما ينتج عنه سوء التغذية لأطفالهن.
ولا تشمل هذه الأرقام النساء العاملات في الخارج، حيث تعمل 4.2 مليون منهن كخادمات، الكثير منهن تحت ظروف قمعية مروعة، فيا له من وضع مأساوي لشعب ثري! استُعبدت الملايين من نسائه في الداخل والخارج على حد سواء.
وعلاوة على ذلك، فقد كشف التقرير السنوي عن مؤشر “جلوبل سليفري وولك” الذي تنشره مؤسسة الحرة قبل أسبوع، أن ما لا يقل عن 200 ألف شخص يعيشون في العبودية في إندونيسيا.
كما تواجه الملايين من النساء أيضا في بنغلاديش، وباكستان، وأجزاء أخرى من العالم الإسلامي، مستويات مفجعة من الاستغلال الاقتصادي خلال نضالهن من أجل إعالة أنفسهن وأسرهن بسبب فشل النظم الاقتصادية الرأسمالية الوضعية التي أوجدت الفقر الجماعي، وقامت بتجريد النساء من إنسانيتهن ليصبحن كالسلع الاقتصادية.
لقد خلقت الطبيعة الاستغلالية للفكر الرأسمالي شكلا من أشكال الرِّق المعاصر للملايين من النساء والأطفال والمستضعفين في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وقد كان لِقيمه وثقافته التي تهيمن عليها المادية والنزعة الاستهلاكية، دورٌ أساسيٌّ في تشكيل العقليات الأنانية والاستغلالية عند أرباب العمل بهاجس توليد الأرباح، وكذلك عند حكام العالم الإسلامي الذين يسعون إلى ‘تحقيق المكاسب الاقتصادية’ و’الفوائد’ في كل قراراتهم السياسية والخدمات العامة التي يقدمونها لشعوبهم، ويتجاوزون كل القيم الأخرى، بما في ذلك شرف نسائهم.
فهل يُنتظر أبدا من هذا النظام الرأسمالي الظالم والساقط أخلاقيا، أو في مُثله العلمانية والديمقراطية المفلسة فكريا، توفير مستقبل إيجابي للنساء في إندونيسيا أو في أي جزء من العالم الإسلامي؟ إن هذه المثل العلمانية قد فشلت فشلا تاما في توفير الأمن المالي والحماية من الاستغلال لملايين النساء في العالم.
إن الملايين من العاملات الإندونيسيات فضلا عن الملايين من النساء اللائي يواجهن اليوم الاستغلال الاقتصادي في جميع أنحاء العالم الإسلامي سوف تواجهن واقعا مختلفا تماما في ظل نظام الخلافة التي لديها نهجٌ موثوقٌ اجتاز اختبار الزمن في معالجة الفقر، فضلا عن الحفاظ على كرامة ورفاهية النساء.
فأساس النظام الاقتصادي لدولة الخلافة وسياساتها الاقتصادية تهدف إلى التوزيع الفعال للثروة لضمان توفير الحاجات الأساسية لجميع رعاياها، وأيضا في الوقت نفسه وضع الأسس للإنتاجية الاقتصادية السليمة لتحدي البطالة الجماعية وتمكين الأفراد من تأمين الكماليات.
هذه السياسات ستمكّن الرجال من القيام بواجبهم نحو الإنفاق على أسرهم، بينما تكون الدولة ملزمة في الإنفاق على النساء اللواتي ليس لديهن أقارب من الذكور لرعايتهن.
إننا ندعو النساء في إندونيسيا، وبنغلاديش، وجميع أنحاء العالم الإسلامي أن يدعمن فورا فرض العمل لإقامة الخلافة، التي بشرنا الله سبحانه وتعالى بأجرها العظيم.
وسوف تحولهن دولة الخلافة من سلعة اقتصادية إلى نساء كريمات، مصونات، ومحترمات – لأن المرأة في الإسلام لا تستحق أقل من ذلك.
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير