Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق وزير بريطاني يصف النقاب بالكيس

 

 

الخبر:

قال وزير في حكومة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أنه يجب منع المسلمات من ارتداء النقاب حين يدلين بشهادة في المحاكم البريطانية، لأن ذلك يجعل من الصعب الحكم على مدى صدق الشهادة، على حد قوله.

وفي تصريحات، من المرجح أن تثير الجدل، قال كين كلارك، الوزير بلا وزارة، الذي اعتاد العمل محاميا جنائيا أن الزي الإسلامي التقليدي للنساء “يشبه أن تكون في كيس من نوع ما”، وإنه يعتبره “أغرب زي يتخذه الناس في القرن الحادي والعشرين”.

وقال كلارك وهو وزير داخلية سابق متحدثا لراديو بي.بي.سي: “أعتقد أننا نحتاج حكما واضحا. لا أعتقد أنه ينبغي السماح لشاهدة بالإدلاء بشهادتها من وراء نقاب”. وتابع “لا يمكنني أن أرى بحق أي شيء على الأرض يمكن لقاض ولمحلف أن يقيّما فعليا دليلا حين تواجه شخصا متسربلا بعباءة وغير مرئي لك على الإطلاق. من المستحيل تقريبا إقامة محاكمة سليمة إذا كان أحد الأشخاص في كيس من نوع ما”. إسلام أون لاين. (بي بي سي، الجارديان، الديلي تليجاف …)

 

التعليق:

خرجت هذه التصريحات الجارحة من وزير بريطاني يعمل كمحامٍ جنائي لا يجرؤ على دخول المحكمة دون ارتداء زي يعود للقرن السابع عشر، مكون من روب أسود وباروكة شعر بيضاء مجعدة اختلف الكثيرون على رمزيتها واتفقوا على ادعاء أنها تحفظ هيبة المحامي الجنائي وقاضي المحكمة وتضفي عليهما صفتي الحكمة والوقار!! وجّه السيد كلارك نقده اللاذع للمسلمين بينما تجاهل ما يصيبه وأقرانه من معاناة وهو يدافع في المحاكم في الصيف متنكراً وراء معطف أسود وباروكة بيضاء يقال أن لويس التاسع عشر استخدمها ليخفي بها صلعته. زعم الوزير الحرص على القضاء وتجاهل شكاوى الكثيرين من أن هذه الباروكات تخفي ملامح القاضي والمحامي الجنائي وقد تعتبر إخلالا بالناحية الأمنية!! تجاهل منظره الذي علقت عليه الصحف البريطانية مشيرة لتناقضه بين زيه الفلكلوري وما يدعيه الوزير عن غرابة زي المرأة المسلمة، وأوهم نفسه وهو ينظر في المرآة أنه يرى زيًّا عمليًّا يواكب العصر!! خرج الوزير الفاشل ليسخر من الإسلام وأهله فإذا بصورته وهو يرتدي باروكة بيضاء وعباءة سوداء تملأ صحف العالم ويصبح محل سخرية الجميع ((اللَّـهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)).

ابتعد كين كلارك عن الصيغ القانونية والمناقشة الموضوعية مستخدما لغة التهكم والاستهزاء؛ فسلط الأضواء على لباس المسلمة وسكت عن لباس الراهبات والرهبان ولم يعتبره “أغرب زي يتخذه الناس في القرن الحادي عشر” أو يشبهه بالكيس!! صمت عن لباس الجاليات الأخرى، ومظاهر الظلم المتعددة من حوله، وتقصير الدولة في تحقيق العدالة، والمستويات الوبائية للجريمة في بريطانيا، والفضائح المتكررة للقضاء البريطاني والتي أفقدت أهل البلاد الثقة في النظام بعدما ظهر من فساد وفشل في الوصول للجناة الحقيقيين، وتكررت الأحكام المجحفة على أبرياء لكي تظهر للملأ براءتهم بعد قضاء زهرة شبابهم في السجون. ولكن لماذا نتوقع الإنصاف ممن جعل إلهه هواه واستعبد البشر وطغى في البلاد وأكثر فيها الفساد!! أليست الازدواجية رديفة الأنظمة الوضعية والمبادئ البشرية التي تتحكم فيها أهواء البشر؟!

قام الوزير بدون حقيبة بإهانة النقاب “كرمز إسلامي” فنعته بالغرابة وسخر منه في إطار موجة “الإسلامافوبيا” الرائجة في الغرب والحملة الحالية لحظر النقاب في بريطانيا، بينما يدفع هو وأقرانه المبالغ الطائلة للبحث عن كل ما هو غريب ويصفونه بالتميز والتفرد، بل ويقدرون الدراسات التي تكرس لتسليط الضوء على الحضارات المختلفة.. فإذا وصل الأمر للإسلام وزي المرأة المسلمة تغير كل هذا وسادت لغة التهكم والترهيب والحظر، خصوصاً مع ازدياد عدد النسوة الغربيات اللواتي يعتنقن الإسلام. يحاربون تلبس النساء في الغرب بالإسلام، وكان الأولى بهم محاربة طقوس النبلاء وبروتوكولات الطبقة الأرستقراطية التي تجبر الشعب على الطاعة العمياء دون أي استفسار أو مواجهة! لماذا لا يحاربون طقوس الأزياء التي تفرض في مناسبات مختلفة ولا يجرؤ أي منهم على مخالفتها؟! لماذا لا يحاربون الأنظمة التي وضعت لإيهام الشعب بالديمقراطية والتحرر، بينما أصرت عبر التاريخ على وضع ضوابط صارمة للمحافظة على هيمنة النبلاء والأثرياء وتبعية العمال والرعاع، والمحافظة على طقوس الطبقة العليا التي تحتكر الديمقراطية المنشودة “ديكتاتورية الأقلية”؟! إنه التطرف الليبرالي الأعمى الذي يلغي العقل ويدعي التحرر بينما يصر على عادات ومعتقدات لا تتجاوز الإرث التاريخي ولا تستند لبرهان. لا شك أن هذه الليبرالية الغربية تحاول إطالة عمرها عبر شحن شعوبها ضد الإسلام والمسلمين متعالية على حضارة الإسلام العظيم بحضارة ضئيلة ومبدأ مفلس. يقول الكاتب انجمار كارلسون في كتابه الشهير (الإسلام والغرب) “إن صورة المسلمين المطبوعة في وعينا على هذا النحو المخيف لا ترمز فقط إلى حاجتنا لعكاز نتوكأ عليه ونحن نحدد هويتنا الحضارية، وإنما تعني أيضاً حاجتنا إلى فناء خارجي نرمي فيه بالأجزاء السالبة من حضارتنا وبالأشياء السوداء من تاريخنا.”

لقد وصف المحامي الفاشل نقاب المسلمات العفيفات في الغرب بالكيس، ولعل هذا الكيس لا يكفي لاحتواء سلبيات وسواد وقاذورات المبادئ الوضعية الفاشلة التي أذاقت بني البشر صنوف العذاب، وها قد بان عوارها وزيفها ونبذها أهلها حتى صار ساستها يعولون على العنصرية البغيضة والمهاترات الصبيانية لتلتف حولهم الشعوب الغربية. هذه المهاترات والحملات التي تنشر الكراهية لا تهز من عزيمة المرأة المسلمة الشامخة بدينها المعتزة بإسلامها، لا يزيدها هذا الهجوم الرخيص إلا ثباتاً ويقيناً أن الإسلام هو الحق فتصارع يومياً لوجه الله وهي قابضة على دينها كالجمر ولسان حالها يقول الحمد لله، حقاً “وجب الشكر علينا ما دعا لله داع” اللهم لك الحمد والشكر والفضل والمنّة، الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم يحيى بنت محمد