خبر وتعليق ولا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله
الخبر:
أعلن حُسين العبّاسي الأمين العام للإتّحاد التّونسي للشغل – أبرز الأطراف الرّاعية لما يُسمّى الحوار الوطني – يوم الثلاثاء 2013/11/5 عن تعليق الحوار الوطني بعد تعثّر الأحزاب السياسية المشاركة حول اختيار شخصيّة توافقيّة لرئاسة الحكومة والتي انحصرت بين مرشّح الترُويكا أحمد المستيري ومرشّح المعارضة محمد النّاصر.
وقد أُعلِن عن فتح باب النقاش بين الأحزاب السّياسية لاختيار شخصيّة توافقيّة قبل العودة إلى الحوار.
التعليق:
تتواصل شطحات الوسط السّياسي بالبلاد بطرفيه – حكومة ومعارضة – في مشهد مسرحيّ مملّ وممجوج، وقد تجنّدت كل الأطراف السّياسية المشاركة في الحوار للإيهام بأنّ الحلّ السّحري لكلّ مشاكل البلاد يكمن في التوافق بين الفرقاء، وسخّرت آلتها الإعلاميّة سواءً المرئيّة أو المكتوبة أو المسموعة لهذا الأمر. ومع انطلاق الحوار بدأت التّجاذبات بين الأطراف المشاركة حول المرشّح لمنصب رئاسة الحكومة؛ حيث انحصر الأمر بين مرشّحين اثنين هما أحمد المستيري ومحمد النّاصر، وقد تشبّث كل طرف بمُرشّحه ذاكرا مناقبه ومعدّدا محاسنه وخبرته وحنكته السّياسية الكبيرة والتي تجلّت لكليهما في فترة حكم بورقيبة وبن علي، موهمين أنفسهم والنّاس أنّ خلاص تونس وخروجها من هذا المستنقع لن يكون إلّا بأحدهما.
وحريّ بأهلنا في تونس أن لا تمرّ عليهم مثل هذه الألاعيب فيتصوّرون أنّ الحلّ يكمن في مثل هؤلاء الذين انتهت صلاحيّتهم – فقد بلغوا من الكبر عتيّا – هذا إضافة إلى سواد ملفّاتهم وتلطّخ أياديهم في فترة مشاركتهم في الحكم سابقا.
فهل يُعقل لبلد كان له شرف ومكرمة انطلاق الثورات وإسقاط الطّغاة، أن يُخيّروه بين الموقوذة والمتردّية والنّطيحة وما أكل السّبع؟
أليس من المعيب أن لا ندرك أنّ أصل الدّاء يكمن في النّظام المقيت المُطبّق وليس في الأشخاص؟
وهل يجوز لنا السّكوت على توافق مُعوجّ يخالف الإسلام ويعمل على تأبيد النّظام الرأسمالي الفاسد؟
أنسكت على عصابة تتوافق على سرقة تشريع وحكم وثروة وثورة وبلد وأمّة؟
أيُعقل أن يُمرّر دستور وضعي يُخالف شرع ربّنا فيجعل من مدنيّة الدّولة والنّظام الجمهوري خطًّا أحمر ويعتبر الشّريعة فتنة وتخلّفًا؟
أما آن الأوان لأهلنا في تونس أن يضعوا أيديهم بأيدي المخلصين من أبنائها ويقفوا لهؤلاء الرّويبضات والنّواطير بكشف مخطّطاتهم ومؤامرتهم ويصدعوا بالحقّ داعين إلى صراط مستقيم، دولة كدولة محمّد صلّى الله عليه وسلّم تقطع دابر الكفر وأهله وتعزّ الإسلام وأهله.
قال صلّى الله عليه وسلّم: «لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عذابا ثمّ تدعونه فلا يُستجاب لكم».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم – عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير تونس