خبر وتعليق في صعدة قتلٌ واقتتال والدولة وسيطٌ دجال
الخبر:
لا زالت منطقة (دماج) الواقعة في محافظة صعدة شمال اليمن تعيش المأساة؛ حيث لا زال القتل مستمرا والحصار قائما على أهلها من قبل جماعة الحوثي، الجماعة التي تنكرت لأهدافها وشعاراتها وأصابها الاستعلاء والاستكبار بما تملكه من أسلحة وأنصار، ولكونها تحظى بالدعم الخارجي سواء من إيران أو السعودية التي تكيل بمكيالين حسب الدور المرسوم لها!!! وفي ظل إشارة خضراء من الدول الراعية للحوار في اليمن وعلى رأسها أمريكا التي تهيئ اليمن للانقسام والتفتيت تحت مسمى الفدرالية، فقد زادت التوترات في محافظة صعدة وتفاقمت الأمور وتوسعت جبهات القتال وتم الحشد (للجهاد!). لتكون صعده نواة الحرب الطائفية المخطط لها في اليمن، فانتشرت فتاوى التكفير من الجهتين وأصبح الجهاد المقدس ورقة يروج لها من أجل حشد الأنصار، وأصبح لسان حال جماعة الحوثي: أن اخرجوا هؤلاء من قريتكم – بل من إقليمكم – تنفيذا للمخطط الغربي وبحجة واهية في رصيد جماعة تدعي أنها إسلامية، وهي أن هناك أجانب تكفيريين!! سيرا على نهج سايكس وبيكو الجديد لليمن!!!
على إثر ذلك قام الرئيس هادي بإرسال لجنة رئاسية وسيطة لتنظر في الأمر!!!
التعليق:
إنها لجريمة وأيما جريمة أن يقتتل المسلمون فيما بينهم ويكفر بعضهم بعضا والله سبحانه وتعالى يقول ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ ويقول: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا﴾.
لقد وقع هؤلاء في شَرَك الغرب الكافر من حيث يعلمون أو لا يعلمون، وهم بذلك يتناسون العدو الأول ألا وهو الغرب وأدواته من الحكام العملاء الذين أصبحوا تجار حروب ومثيري فتن، كحال السعودية وإيران. إن إشكالية المنهج لدى المتقاتلين التي ورثوها من هاتين الدولتين زادت من حدة التوترات بينهما، فالسلفية الوهابية بما تحمله من فكر يشغل أتباعه بانتقاد الأفراد والطوائف والمذاهب والأحزاب وتصنيفهم هذا ضال وهذا مبتدع، بينما هي تعطي الطاعة العمياء للحاكم مهما فعل وكأنه معصوم!! ومع ذلك فإن هذا ليس مبررا لقتلهم وحصارهم والتضييق عليهم من قبل الجماعة الحوثية التي بالمقابل تحمل فكرًا من سار فيه لا يبقى له أي ثابت من دين!! وهي في الوقت الذي تدعي أنها على نهج الحسين رضي الله عنه الصارخ في وجه الظلم، إذا بها تهدد وتتوعد وتقتل وتعربد، بل تقف مع الظلمة أمثال المجرم بشار، لقد كنا وما زلنا نقول أن الاقتتال بين المسلمين لا يجوز شرعا سواء الاقتتال الذي كان في الحروب الستة بين الدولة والحوثيين أم القتال الدائر اليوم في صعدة بين الحوثيين والسلفيين، وأن على الطرفين تحكيم شرع الله والانتهاء عما حرم الله وأن لا يسمعوا لهذه الدولة أو تلك لأن هؤلاء الحكام يَعِدونهم ويمنّونهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا، بل هم في الحقيقة يخدمون أسيادهم شياطين الغرب والشرق سواء علموا أم لم يعلموا، وإن الواجب يحتم أن يعملوا من أجل إقامة دولة إسلامية تحكمهم بشرع الله، تحفظ دماءهم وتصون أعراضهم وتأخذ على يد الظالم، وتأطره على الحق أطرا، لا كما هو حال من يقال أنهم ولاة أمر من هؤلاء الحكام وهم يفعلون ما يفعلون، وللفتن محرضون!!
إنه من العجب العجاب أن تصبح الدولة وسيطا لا يملك أمرا ولا نهيا، وهي التي لا تفرط بمصالح الغرب وسفاراته، ولو أن من قتل في دماج صعدة كانوا كفارا لتحركت الدولة واستنفرت كل طاقاتها!!
إننا نخاطب من تلطخت أيديهم بدماء المسلمين أن عودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان؛ فأنتم أهل إيمان وحكمة، أم أنها قد ذهبت عنكم وتودعت منكم، وحذار حذار من إثارة الطائفية المقيتة التي يريدها الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا خاصة أولئك الذين يقاطعون بضائع أمريكا وفي الوقت نفسه يروجون لمشاريعها الاستعمارية في اليمن!!
ونقول للدولة التي استهانت بدماء المسلمين وقبلها استهانت بدينهم وكل همها التسول والتوسل والتفاني في خدمة الكفار – بدل أن يكون عملها رعاية شؤون الناس – نقول لهم إن النار التي تنفخون فيها ستلفحكم، والأمة حتما ستلفظكم كما لفظت من قبلكم ﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المؤمن الزيلعي