خبر وتعليق هل حقا يهم الأمم المتحدة حماية الأقليات
الخبر:
بغداد: «الشرق الأوسط» – 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، أعلن رئيس الجبهة التركمانية في العراق أرشد الصالحي تأييده للطلب الذي تقدمت به بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) لتشريع قانون من قبل البرلمان العراقي لحماية الأقليات في العراق.
وكان ممثل الأمم المتحدة في العراق، نيكولاري ملادينوف، طالب مجلس النواب العراقي بتشريع قانون لحماية الأقليات في العراق «بشكل ينسجم مع ما هو موجود في الدول العالمية»، إذ قال خلال احتفال (باليوم العالمي للتسامح) أقيم في البرلمان أمس: إن «الدستور العراقي واضح وصريح في تكفله بالحقوق والواجبات لكل أفراد الشعب بلا تمييز أو تفرقة، بما يضمن حقوقهم الثقافية والسياسية وحرية اختيار العقيدة».
التعليق:
لا بد للتعليق على هذا الخبر من التوقف عند محاور ثلاثة:
– الأول: إن فكرة الأقليات التي شاعت في الإعلام وأحاديث (الساسة) بدفع من الدوائر الاستعمارية ما هي إلا فكرة غربية بحتة، ولا أصل لها في الثقافة الإسلامية أو أحكام الشرع فقد عاش المسلمون وغير المسلمين قرونا في ظل حكم الدولة الإسلامية في أمن وحسن تعامل بالرغم من تنوع أجناسهم وألوانهم. وإن أصاب أحدا ظلم أو تعسف فقد ينتج عن سوء فهم أو إساءة في تطبيق الأحكام، لا يلبث أن يرفع بحكم قاض عادل.
– الثاني: وأن ما أصاب أو يصيب فئة في مجتمع ما من حرمان أو تهميش أو استئثار طغمة حاكمة بالثروات فإنما هو ناتج عن تطبيق أحكام الكفر وقوانينه التي أفرزتها الرأسمالية العفنة، ولأن أولئك الحكام الظلمة يأتمرون بأمر أسيادهم في البيت (الأسود) فخصت أناسا بالمنافع وحرمت آخرين دون وجه حق، والإسلام وأحكامه الربانية من ذلك براء.. وإن شئتم فتذكروا قول الخبيثة “كوندوليزا رايس”: “لقد دعمنا الديكتاتورية في الشرق الأوسط (60) عاما على حساب الديمقراطية”.
– الثالث: أما أهداف إشاعة مثل تلك الأفكار الخبيثة من قبل دول الكفر الحاقدة على أمة الإسلام كزعيمة الإرهاب العالمي أمريكا أو بريطانيا وأمثالهما فقد يراد منها تسليط ضغوط سياسية على حكومة أو بلد ما لرهن قراره السياسي أو الوصول إلى مصلحة اقتصادية أو خلق مبررات لاحتلال ذلك البلد بالقوة العسكرية ثم تفتيته تحت شعار رفع الظلم عن أقلية وإنصافها من احتكار الأغلبية المهيمنة، وما قضايا تيمور الشرقية وجنوب السودان وأقباط مصر ونصارى العراق وغيرها قديما وحديثا عنا ببعيدة. وخذوا دليلا آخر على خسة من يدعي الحرص على حقوق الأقليات كذبا وزورا، ألا وهو الخليط غير المتجانس للمجتمع الأمريكي – على سبيل المثال لا الحصر – فلماذا لا تنظر أمريكا لحال الملونين عندها هل يستوون مع الجنس الأوروبي؟ وهل يعامل الأمريكي المسلم هناك بما يشبه الأمريكي الكافر… والأمر يطول شرحه.
وأخيرا، نقول لهؤلاء الكافرين المعتدين وأذنابهم ممن استنصر بهم على إخوانه وأبناء جلدته: ماذا جنيتم من صنيعكم ذاك غير الذل والهوان في الدنيا، وعذاب الله تعالى في الآخرة إن لم تتوبوا وترجعوا عن غيكم، فعجلوا قبل أن تزهق أرواحكم الخبيثة فقد بانت بإذن الله تعالى بشائر النصر والتمكين لهذه الأمة المرحومة فتقيم دولتها: الخلافة الراشدة بعد طول تغول وعنجهية عليها من أعدائها، وحينها سيدفع المعتدون ثمنا باهظا، وستطهر البلاد كلها من رجسهم وغيهم.
يقول ربنا سبحانه:
﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ.. ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو زيد
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق