خبر وتعليق مجلس اللويا جيرغا يلعب دور دار الندوة
الخبر:
يلتئم مجلس اللويا جيرغا (المجلس الأعلى للقبائل) هذا اليوم تحت غطاء ما يسمى المجلس الاستشاري (الشورى) للتوقيع على الاتفاقية الأمنية الثنائية (BSA) مع الصليبيين المستعمرين.
التعليق:
لقد تم تصميم هذا الاجتماع كخطوة عدائيةٍ سافرة للإسلام والأمة الإسلامية. وإننا كأمةٍ إسلامية نشجب بكل قوة هذا العمل من جانب الحكومة الببّغاء، ونبين النقاط التالية استناداً إلى السياسة الإسلامية ورعاية شؤون الأمة:
• إن المشورة التي تجعل العمل المحرَّم (الحرام) قانونياً لا تجوز في الإسلام (حرام). وقبول المساعدة من الدول الكافرة التي هي في حالة حربٍ فعليةٍ مع الأمة الإسلامية غير جائز (حرام). ذلك لأن المعاهدات الإستراتيجية والاتفاقات الأمنية والمساعدات المالية ما هي إلا أدوات ووسائل تستخدمها الدول الاستعمارية لشرعنة وتقنين جرائمها على الصعيد الوطني، وتقديم تبرير لكي تقع المسؤولية السياسية والتاريخية على كاهل من يسمَّون ممثلي الشعب في الجيرغا.
• من الواضح وضوح الشمس اليوم أن الأمة المجاهدة المسلمة في أفغانستان تقف ضد التوقيع على الاتفاقية الأمنية الثنائية مع الصليبيين المستعمرين. لكن الحكومة الببغاء في أفغانستان حاولت تصنيف الأطراف المعارضة للاتفاقية على أنها عميلة للبلدان المجاورة كإيران وباكستان. ونتيجة لذلك، صنفت الحكومة الصنيعة الإخوة الشرفاء وكذلك من يكافحون ضد الاستعمار الصليبي عملاءَ إيرانيين وباكستانيين. وذلك على الرغم من أن إيران قد لعبت دور التابع في العديد من الحالات وعلى رأسها أفغانستان والعراق وسوريا. وباكستان كذلك مشغولة بخدمة مصالح سيدتها أمريكا في وزيرستان الشمالية وغيرها من المناطق.
وهكذا فإن حكومات أفغانستان وباكستان وإيران جميعاً تصطف على مائدة واحدة.
• إن الأمة المجاهدة المسلمة في أفغانستان قد عبّرت عن كراهيتها الشديدة للحكومة الصنيعة في أفغانستان وما يسمى مجلس الجيرغا ومن يطلق عليهم زوراً نواب الشعب. وذلك لأن الاتفاقية الأمنية الثنائية والمعاهدات الإستراتيجية تضمن النفوذ الدائم للأعداء على أمتنا وأرضنا الحبيبة. وقد وضع الله سبحانه وتعالى أصحاب الكهف في وضعٍ مماثل وبيّن موقفهم بِ: ﴿إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً﴾.
ولذلك يتعين على الأمة المجاهدة المسلمة أن تقف موقفاً حازماً في وجه الخونة ومغتصبي الحكم المستبدين وجيرغاتهم الذين يقمعوننا من أجل ضمان مصالح أسيادهم. كما يجب على المسلمين في أفغانستان أن يقفوا موقف أصحاب الكهف للحيلولة دون وقوع المزيد من جرائم الصليبيين وأعمالهم البشعة التي تنفّذ تبعاً لإيديولوجيتهم، وتقتل شعبنا كما قُتل أصحاب الأخدود.
• إن هذا الجيرغا غير الشرعي يشارك فيه من يسمَّون بالعلماء وقادة المجاهدين والانتهازيون السياسيون والرأسماليون المجرمون والمرتشون الذين يحاولون جميعاً خداع الرأي العام. لقد باع هؤلاء أرضهم وكرامتهم وشرفهم وإيديولوجيتهم بلا ثمن. وقد شاهدنا هذه العملية بدءاً من مؤتمر بون الذي انتهى إلى العشرات من حلقات النقاش والمؤتمرات والاجتماعات واللقاءات التي لم ترفع مستوى حياة الأفغانيين العاديين قيد أنملة.
• وهكذا فإن اللويا جيرغا يحمل معه أجندة تطالب بما طلبته أجندة دار ندوة قريش من النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ثم فإنه لا يختلف عن دار الندوة في شيء، سوى أن المشاركين في دار الندوة كانوا كلهم مشركين، بينما يعدّ المشاركون في اللويا جيرغا خونةً لأمة المسلمين ومستبدّين مخدوعين من جانب الطاغوت الحديث.
﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾ [النساء: 138-139]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
كابل – ولاية أفغانستان