Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق فلسطين ترزح تحت احتلالين لا احتلالاً واحدًا


الخبر:

في مقابلة له على قناة أوربت، قال محمود عباس: “أنا أعيش تحت بساطير الإسرائيليين”. ونقل تلفزيون المقاطعة هذه المقابلة في بث مباشر، “فخراً” بعباس وتصريحاته الدونية، التي لا تليق إلا بشخص باع شعبه بعد أن باع دينه مقابل الخسة والنذالة والتنكر الذي جناه.

 

التعليق:

ليس بالأمر المفاجئ أن يتفوه عباس بهذا الكلام، الذي يختزل فيه مدى ما وصل إليه هو ومنظمته من خيانة لقضية فلسطين، فهو نفسه الذي وقّع بيده الآثمة اتفاقيةَ أوسلو مع دولة يهود المحتلة لأرض الإسراء والمعراج، الاتفاقية التي اعترفت فيها منظمة التحرير بدولة يهود على أكثر من 80% من أرض فلسطين، مقابل “وعد” بدولة تقيمها منظمة التحرير على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، التي تشكل أقل من 20% من أرض فلسطين! وهذا هو ما تدور حوله المفاوضات منذ توقيع هذه الاتفاقية عام 1993م.

لم يكن في مخيلة المقبور (عرفات)، ويده اليمنى الآثمة (عباس)، ومنظمة التحرير، أن يصبحوا حكاماً على فلسطين، أو حتى على دويلة غير قابلة للوجود، علاوة على عدم قابليتها للحياة. لذلك، فإنّ وصف عباس حاله كرئيس لسلطة أوسلو بأنّه يعيش “تحت بساطير الإسرائيليين”، هو وصف صريح لما تم الاتفاق عليه بين سلطته وبين كيان يهود.

ولكن المفارقة هي أنّ هذا الرجل الذي يعيش تحت أحذية يهود، يتظاهر بأنه “رئيس دولة”، وأنّ سلطته “دولة”، ووسائل الإعلام والشارع العام تتداول وصفه الدبلوماسي بأنّه “رئيس فلسطين”، وهو ما تروّس به السلطة أوراقَها الرسمية. ولكن حينما يُعرف السبب يبطل العجب، فدولة يهود تستخدم السلطة تحت مسمّى “الدولة الفلسطينية” لقمع أهل فلسطين وإفسادهم خلقياً وفكرياً من خلال العديد من الممارسات التي يطول شرحها، وهو ما فشلت دولة يهود على مدار العقود الستة الماضية من تحقيقه، وتظاهر السلطة بأنّها دولة يبيح لها القيام بما يحقق تلك الأهداف “الإسرائيلية” كجزء من سياسة “الدولة الفلسطينية”. ومن ناحية أخرى، فإنّ تصرف السلطة تصرفات دولة يضلل الكثيرين من أهل فلسطين، بأنّ الدولة التي جاهدوا واستشهد أبناؤهم في سبيل تحريرها، ها هي قائمة، ولم يبق إلا الاتفاق على بعض التفاصيل، من مثل حق العودة، والمستوطنات! لذلك فإنّ أهل فلسطين بحاجة الآن إلى إعادة تعريف معنى الدولة في قاموسهم السياسي، حتى ينسجم المصطلح مع شكل السلطة المسخ القائمة على أقل من 20% من أرض فلسطين.

إنّ أهل فلسطين اليوم يرزحون تحت احتلالين، وتظاهر السلطة بأنّها دولة، وتصرفها الإعلامي بتواطؤ من حكام العرب والمسلمين، يجعلها أشد خطراً على فلسطين من الاحتلال نفسه، حيث إنها توهم الأمة الإسلامية بأنّ فلسطين قد تحررت، وها هي دولة فلسطين قائمة بذاتها، بدلالة وجود “حكومة” و”رئيس” و”رئيس وزراء”… الخ، تماماً “كنظيراتها” من الدول العظمى، والقصد من هذا التضليل والتدليس هو تهميش قضية فلسطين، التي تعني كثيراً للأمة الإسلامية، والتي طالما حركت قضيتها مشاعر الأمة الإسلامية، وكانت في كثير من الأحيان الشرارة التي أوجدت الكثير من الحركات الإسلامية (الجهادية منها والسياسية) التي سعت إما لتحرير فلسطين مباشرة، أو لإقامة الدولة الإسلامية التي تحررها.

لذلك كله فإنّ دور سلطة أوسلو في التمكين لدولة يهود، والتطبيع معها، وتضليل الأمة، وقيامها بدور الجسر الذي تمر دولة يهود من خلاله إلى باقي البلاد الإسلامية، إنّ هذا الدور الخبيث لا ينفك عن مكر يهود، ويجب أن لا يتم الفصل بينهما أبداً.

ينبغي على الأمة الإسلامية الثائرة في البلدان الإسلامية التيقن بأنّ فلسطين (بيت المقدس وأكناف بيت المقدس) محتلة من قبل دولة يهود، التي تستخدم أوباش السلطة لتضليلها بأن فلسطين محررة، أو تكاد تكون. وينبغي على الثوار في أرض الكنانة، وبلاد الشام، وتونس، وليبيا، واليمن، وغيرها من بلاد المسلمين، أن يضعوا قضية تحرير فلسطين وأهلها من الاحتلالين على سلم أولوياتهم. فالسعي لتحرير فلسطين دليل على صدق ثوراتهم، وتجاهلها دليل على اختطاف الغرب (ربيب دولة يهود) لثوراتهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو عمرو