مؤتمر جنيف 2
إنّ قشّة مؤتمر جنيف 2 التّي تعلّقت بها أمريكا لن تنجيها من الغرق في بحر المجاهدين المسجور ولن تحول دون شربها كأس الذلّ حتّى الارتواء.
فهزيمتها المرتقبة في حال تدخّلها العسكريّ هو بمثابة النّصر المبين الذّي سيرفع المسلمون من بعده شعار “الآن نغزوهم ولا يغزونا” كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم من قبل يوم الأحزاب.
وبالرّغم من أنّ أمريكا تعلم علم اليقين أنّ هذا المؤتمر عبارة عن جنين قد ولد قبل أوانه ميتا إلاّ أنّها لا تزال تكابر وتنفخ في رئتيه وتضغط على قلبه ثمّ تنظر إلى التّطوّرات فلا ترى فيه ما يوحي بأنّه عاد إلى قيد الحياة، فتعيد الكرّة المرّة تلو المرّة فتؤجلّه شهرا أو شهرين وتستدعي طبيبها الأخضر الإبراهيمي وترسله هنا وهناك لعلّه يقع على دواء لداء لا دواء له.
لطالما ظنّوا وهم من تكبّروا عن عبادة الله وهم من حاربوا دينه ليس في الشّام فحسب بل في العالم كلّه أنّهم لا محالة منتصرون لظنّهم أنّ المسلمين لا يزالون غثاء كغثاء السّيل ولا يزال يملأ قلوبهم الوهن فإذا بهم يصطدمون ببنيان مرصوص يشدّ بعضه بعضا.
لقد أرداهم ظنّهم وهم بإذن الله من الخاسرين ولن يجعل الله لأمريكا على المؤمنين سبيلا.
فيا أيّها المسلمون في الشّام عقر دار الإسلام نعلم أنّ وعيكم وإرادتكم وتمسّككم بدين الله قد أغاظ الكفّار والمنافقين ولكن استجابة لقول الله تعالى ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ﴾ أذكّركم بقول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وقوله تعالى ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ وقوله عزّ وجلّ ﴿وما النّصر إلاّ من عند الله﴾ وقول الله تعالى ﴿إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم﴾ فالحذر الحذر أن تركنوا إلى أمريكا ومن دار في فلكها ولو شيئا قليلا وانصروا الله بتتويج ثورتكم ببيعة إمام يكون لنا ولكم جُنّة في دولة الإسلام، الخلافة الرّاشدة الثانية على منهاج النبوّة التي بشّرنا رسول الله بها في قوله: «ثمّ تكون خلافة على منهاج النبوّة»، دولة تنجينا من ظلم الدّول الجمهوريّة الدّيمقراطيّة المدنيّة التي شرذمت المسلمين وجور حكّامها عملاء الغرب الكافر.
ولتبقى شعاراتكم الله أكبر هي لله.. قائدنا للأبد سيّدنا محمّد.. الأمة تريد خلافة إسلاميّة.
حماكم الله.. نصركم الله.. وفّقكم الله..
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أخوكم سلمان الغرايري / تونس