Take a fresh look at your lifestyle.

خبر وتعليق تغريب الإسلام في ألمانيا

 

الخبر:

زار الرئيس الألماني يواخيم جاوك مركز الدراسات الإسلامية في جامعة مونستر في الثامن والعشرين من تشرين ثان/نوفمبر 2013، وأشاد جاوك خلال الزيارة بالدور المهم الذي يلعبه المركز كواحد من أربعة مراكز تتلقى دعما من الحكومة الألمانية، وبخطوة تدريس العلوم الدينية الإسلامية في الجامعات الألمانية كطريقة لتعزيز التفاهم واصفا إياها بـ “الفصل المهم في التاريخ الحديث”.

وتطرق جاوك بشكل غير مباشر لتحفظات روابط إسلامية أخرى على المحتوى التعليمي للمركز وقال: “نحن هنا بصدد علم جديد على الجامعات الألمانية. كلنا في مرحلة التجربة والجميع يعرف أن الأمور لا تسير كلها بشكل مثالي في مراحل التجربة”.

وعن أهداف عمل مركزه يقول مدير المركز الدكتور مهند خورشيد: “يقدم مركزنا عملا استثنائيا إذ لا يوجد نظير له يقدم هذا التدريب المهني على مستوى أوروبا كلها”. ويرفض المركز التفسيرات المتشددة أو الأصولية للقرآن والنصوص الدينية.

 

التعليق:

زيارة رئيس جمهورية ألمانيا لمركز العلوم الإسلامية في مدينة مونستر هي محاولة جديدة فاشلة لاسترضاء المسلمين في ألمانيا بإظهار الاحترام المزيف، وهي في الدرجة الأولى دعم لأشخاص معروفين بتبنيهم لأفكار غربية غريبة عن الإسلام، وهذا ما صرح به الدكتور مهند خورشيد مدير المركز في قوله “جاءت زيارة الرئيس الألماني بمثابة دعم له كما يرى”، ووصف الزيارة بأنها “إشارة قوية على التقدير”. (دويتشه فيله)

وليس الأمر غريبًا إذا علمنا أن خورشيد هذا يضع الإسلام برمته موضع شك وتساؤل بأسلوب الفلاسفة العلمانيين، ويدل على ذلك ما عبر عنه في مقابلة صحفية حيث قال: “ومن خلال تدريس الدين الإسلامي في جامعة مونستر، نسعى للوصول إلى معادلة نظرية نعيد من خلالها النظر في التراث الإسلامي، ونطرح أسئلة حول الثوابت في الدين الإسلامي: العقيدة، الإيمان بوحدانية الله”.

يسعى الغرب من خلال هذه المراكز إلى زرع الأفكار الفاسدة التي يسميها معتدلة في عقول أبناء الجالية الإسلامية عن طريق مدرسين معتمدين من الدولة من خريجي هذه المراكز المشبوهة، ويريد من خلال هذه الأفكار إذابة الهوية الإسلامية وتمييع الشخصية الإسلامية، وصهرها في المجتمع الغربي الرافض للديانات بشكل عام وللدين الإسلامي بشكل خاص. فحين يشكك الباحث في وجود الخالق عز وجل لمجرد الشك، ويجعل أبحاث الإيمان أبحاثا فلسفية مفرغة لا تلتصق بوجهة النظر عن الحياة ولا يعتبرها أسلوبًا للعيش، يصبح حالها كحال العلمانية التي جعلت الإيمان مسألة شخصية خاصة لا تؤثر في المجتمع ولا في السياسة.

مثل هذه المراكز وهذه الأفكار هي حصيلة مكر الغرب في القضاء على الإسلام كمحرك وموجَِّه للمسلم في حياته سواء من الناحية الاجتماعية أو المالية أو السياسية، بعد أن فشل في صهر الجالية الإسلامية في المجتمع بفكره أو طريقة عيشه، كما حصل من انصهار الشعوب بعد الفتوحات في بوتقة الإسلام وصاروا رعايا في الدولة الإسلامية متساوين في الحقوق والواجبات.

وهذا في حقيقته هو إعلان صريح عن فشل النظام الرأسمالي بديمقراطيته وعلمانيته وطريقة عيشه التي عجزت عن ربط الإنسان بالإنسان على غير أساس المصلحة المتقلبة والخاضعة للأهواء، مما يجعل الإنسان دائم القلق في المجتمع وشديد الريبة في النظام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق / أبو فراس